على حافة الحرب.. إلى أين يتجه الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟

الخطر يتصاعد.. سيناريوهات التصعيد بين إسرائيل وحزب الله

شروق صبري
جو بايدن يسعى لإنهاء الحرب في الشرق الأوسط

في ظل المخاطر المحتملة للتصعيد بين إسرائيل وحزب الله، فهل تأثير السياسة الأمريكية قد يعمل على تجنب حرب شاملة في المنطقة؟


يواجه الوضع الأمني المتوتر بين إسرائيل وحزب الله خطر التصعيد الذي قد يتطور إلى حرب شاملة.

الهجوم الاستباقي الذي شنته إسرائيل صباح اليوم الأحد 25 أغسطس 2024، والذي استهدف صواريخ موجهة نحو تل أبيب يمثل تحذيرًا يشير إلى تدهور خطير في الساحة الشمالية. لكن قبل الإسراع في إعلان الحرب، من المهم دراسة العوامل المختلفة التي تؤثر على استمرار هذا الصراع.

السياسة الدولية والدور الأمريكي

تلعب الولايات المتحدة، كأهم حليف لإسرائيل، دورًا حاسمًا في تحديد مدى التصعيد أو التهدئة في هذا الوضع. يمرّ النظام الأمريكي حاليًا بمرحلة سياسية حساسة مع اقتراب الانتخابات والعديد من القضايا الداخلية التي تشغل البيت الأبيض. ومع ذلك، فإن الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة يمكن أن يرسل رسالة لحزب الله ودول المنطقة، مما يردعهم عن مزيد من التصعيد.

في المقابل، إذا اختارت الإدارة الأمريكية عدم دعم عملية إسرائيلية واسعة بشكل فعّال، فإن الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل لعدم التصعيد ستزداد. كما أن قوات الناتو المنتشرة في المنطقة، وخاصة الوجود الأمريكي المكثف، قد تشكل رادعًا لحزب الله، ولكنها أيضًا قد تحفزه على التحرك إذا شعر بأن الوقت ليس في صالحه.

اندلاع الصراع بين حزب الله وإسرائيل

اندلاع الصراع بين حزب الله وإسرائيل

إسرائيل مقابل قدرات حزب الله

وحسب ما ذكرت معاريف الإسرائيلية اليوم 25 أغسطس 2024 فإن حزب الله يدرك أن الوجود الدولي يعقد تحركاته، ولكنه قد يعتقد أن الدعم الإيراني والضعف المحتمل في الساحة السياسية الداخلية في إسرائيل قد يمكنه من تنفيذ هجوم.

ومن ناحية أخرى فإن الهجوم الاستباقي الأخير على حزب الله يُظهر أن إسرائيل تعمل بحزم لحماية الجبهة الداخلية ومنع ضربات مدمرة على أهداف مدنية حساسة.

ومع ذلك، فإن حزب الله الذي عزز من قوته وقدراته منذ حرب لبنان الثانية، يمتلك القدرة على توجيه ضربة انتقامية كبيرة لإسرائيل. تشكل الصواريخ الدقيقة التي يمتلكها، وخاصة تلك الموجهة نحو مراكز سكانية في إسرائيل، تهديدًا حقيقيًا يتطلب من إسرائيل دراسة كل خطوة بحذر شديد.

حزب الله وإسرائيل

حزب الله وإسرائيل

حرب شاملة

الوضع الحالي هو حرب تدريجية، حيث يختبر كل طرف حدود تحمل الآخر. إذا استمرت إسرائيل في العمل بنموذج الهجمات الاستباقية المحدودة مع الحفاظ على التنسيق السياسي مع الولايات المتحدة والناتو، فهناك احتمال جيد بأن لا يتطور الصراع إلى حرب شاملة.

ومع ذلك، يجب أخذ في الاعتبار احتمال أن تستغل الإدارة الأمريكية الضغط الإسرائيلي لردع إيران بإعطائها درسًا قاسيًا. هذا التصميم الأمريكي قد يؤدي إلى تصعيد مقصود بهدف ردع إيران وإرسال رسالة واضحة وصارمة إلى الشرق الأوسط كله بأن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التعديات على مصالحها ومصالح حلفائها.

يمكن أن يتضح هذا الوضع عندما ترد إسرائيل بضربة نارية غير متكافئة في الأراضي اللبنانية كتحضير لمناورة برية. بناءً على معرفتي بالإدارة الأمريكية الحالية، أعتقد أنه في الشهر المقبل ستبذل الإدارة كل ما في وسعها لمنع هذا النوع من التصعيد.

ربما يعجبك أيضا