على حساب القطريين.. هدايا الأمير لـ”السلطان” مستمرة

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

في الفترة الأخيرة شهدت العلاقات القطرية التركية مرحلة غير مسبوقة من عدم التوازن، إذ تسيطر أوهام الزعامة على الرئيس التركي، الذي وجد فرصة ذهبية في انصياع أمير قطر، لبسط نفوذه في منطقة الخليج، في المقابل يواصل تميم بن حمد التضحية بأموال الشعب القطري مقابل البقاء في الحكم.

 فبعد أشهر قليلة من إهداء أمير قطر، طائرة فارهة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قدمت شركة BMC التركية – القطرية “حافلة فاخرة” للحليف التركي، في الوقت اللذي يحثّ “أردوغان” مواطنيه على اتباع إجراءات للتقشف والادخار في ظل الأزمة الاقتصادية، التي تعصف بها.

هدايا فاخرة

نشر موقع “قطريليكس”، التابع للمعارضة القطرية، تقريرًا قال فيه، إن شركة BMC للصناعات العسكرية – استحوذ عليها شركاء قطريون مؤخرًا- أهدت حافلة فاخرة إلى رئاسة الجمهورية التركية، لتنضم إلى قائمة الهدايا الفاخرة التى يحصل عليها أردوغان من قطر، خاصة بعد الطائرة الفارهة التي أهداها له أمير قطر خلال الأشهر الأخيرة، واستقبل الرئيس التركي الهدية بنفسه، وتفحصها، وحصل على معلومات حول الحافلة التي تحمل شعار رئاسة الجمهورية من أعضاء مجلس إدارة الشركة.

وأهدى أمير قطر الرئيس التركي، طائرة بلغت تكلفتها 500 مليون دولار، وزعم أردوغان حينها، أن قطر تبرعت بها إلى الدولة التركية وليس له شخصيًا، بعد أن علم برغبة تركيا في شرائها.

صفقات تجارية

كشف موقع “نورديك مونيتور – Nordic Monitor”، السويدي، أن أردوغان، استعجل موافقة برلمان بلاده للمصادقة على اتفاقية “تجنب الازدواج الضريبي” بين تركيا وقطر، قبل قراره تسليم مصنع دبابات إلى شركة يديرها شركاؤه والجيش القطري.

ووافق البرلمان التركي على الاتفاقية الضريبية قبل أن يصدر أردوغان مرسوماً تنفيذياً في 20 ديسمبر 2018، تُسلم بموجبه حقوق تشغيل مصنع الدبابات الوطني التركي إلى شركة “بي إم سي” لمدة 25 عاماً، دون طرح أي عطاءات تنافسية أو إجراءات تتسم بالشفافية.

وأوضح “نورديك مونيتور” أن هناك بالفعل “اتفاقية ازدواج ضريبي” بين تركيا وقطر وقعت في 25 ديسمبر 2001، وبدأ تنفيذها في 1 يناير 2009.

واستدرك “مونيتور”: لكن كما يقول المثل: “الشيطان يكمن في التفاصيل”، فالاختلاف الحقيقي بين الاتفاقية الجديدة والقديمة كان تغييراً في معدلات الضرائب لصالح أردوغان وشركائه الأتراك والقطريين.

وقال الموقع السويدي، إن البنود الجديدة المتعلقة بتبادل المعلومات من كلا الجانبين صممت بهدف زيادة السرية في الصفقات التجارية.

طائرات تركية

تستعد أنقرة خلال هذه الأيام لتسليم الدوحة 6 طائرات محلية بدون طيار من طراز “بيرقدار TB2″، تعد قطر أول مشترٍ لها خارج تركيا ، وليس هذه المرة الأولى التي يتم في تجريب أسلحة تركية في قطر ، ففي ديسمبر الماضي، أجرت شركة “أسيلسان” التركية المتخصصة في الصناعات العسكرية والإلكترونية، تجربة على الأراضي القطرية، لاختبار أحدث أسلحتها محلية الصنع.

الأمر لم يتوقف عند هذا، ففي مارس الماضي، وقّعت قطر اتفاقية مع تركيا لشراء 556 آلية مدرعة، واتفاقية مع شركة تركية لإنشاء قاعدة عسكرية بحرية شمالي البلاد.

أيضاً كشفت البنود السرية في الاتفاق العسكري بين قطر وتركيا عن أن الاتفاق يُلزم قطر بتقديم قائمة طويلة جداً من الخدمات المجانية للجنود الأتراك مما لم يسبق أن وافقت عليه أي دولة.

ثروات قطر

يقول المراقبون إن تنظيم الحمدين، يمضى قدمًا في إهدار أموال الشعب القطري، دون حساب أو ردع ، ففي تغريدة للمحلل السياسي السعودي “يحيي التليدي”قال فيها :” ذهب تميم بن حمد ومسئولية في كل الاتجاهات ووصلوا لكل القارات ولم يجدوا حلاً لأزمتهم!، فلا يزالون يكابرون رغم أنهم يدركون جيدًا أن باب الحل فى الرياض ومفتاحه فقط التوقف عن سياسات العبث بأمن المنطقة ودعم الإرهاب وهو حل لا يكلف أى أموال من تلك التى تستنزف ثروات قطر فى مغامرات تتجاوز حجمها”.

وفي سياق متصل، هاجم ضاحى خلفان، قائد شرطة دبى السابق، النظام القطرى، في تغريدة له عبر حسابه الشخصى على “تويتر”، قائلًا: “الحقيقة إن إنسان يتألم لوضع السياسة القطرية، فمهما كان تبقى بلد خليجي.. لكن أن تصل إلى هذه الحالة المتردية شيء يؤلم النفس فهو انحطاط سياسي”.

ربما يعجبك أيضا