«عملية أصفهان» في إيران.. التهمة لإسرائيل والانتقام من كردستان

يوسف بنده

بعد عملية أصفهان والهجوم الإسرائيلي على منشأة عسكرية إيرانية.. إلى أين يمكن أن تصوب طهران صواريخ الانتقام؟


وجهت إيران أصابع الاتهام نحو إسرائيل، بعد استهداف مصنع للصناعات العسكرية في مدينة أصفهان، بضربة نفذتها طائرات مسيّرة.

ويبدو أن هذه الضربة كانت بمثابة رسالة إنذار لإيران، تتعلق بأمنها وبالملف الأوكراني، لأنها لم تكن قوية لتضر بالقدرات الإيرانية، ولأن إسرائيل لم تكن تريد إغضابها بالقدر الذي يصرف العالم عن الحرب الروسية الأوكرانية.

im 712626

 تورط إسرائيل وغضب إيران

ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو إلى أن بلاده قصفت مصانع أسلحة إيرانية ترسل الذخائر إلى أوكرانيا، حسب تقرير لشبكة سي إن إن، وذلك بعد أيام من هجوم جوي استهدف معملًا عسكريًّا إيرانيًّا في مدينة أصفهان وسط البلاد، تردد أنه ينتج قطعًا إلكترونية خاصة بالمسيّرات التي ترسلها إيران إلى روسيا.

ومثلما ألقت إيران باللوم على إسرائيل في هجوم أصفهان، ألقته أيضًا على المسؤولين في بغداد، واتهمت عناصر كردية انفصالية بالتعاون مع أجهزة استخباراتية أجنبية بتمرير طائرات مسيّرة دون طيار، استخدمها منفذ هجوم أصفهان، عبر إقليم كردستان العراق، وذلك بعد الاتفاق مع الحكومة العراقية المركزية على أن تسيطر قواتها على المنطقة الحدودية، حسب تقرير لوكالة تسنيم الإيرانية.

hfaEfoOm

في انتظار عملية انتقامية

شدد مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لصحيفة الجريدة الكويتية، على أن الأجهزة الأمنية استطاعت عبر فحص البصمات على المسيّرات، اعتقال عدة أشخاص أقروا في التحقيقات بأنهم تدربوا على تشغيل المسيّرات في قاعدة تابعة لانفصاليين أكراد إيرانيين، بمنطقة كردستان العراق.

وألمح المصدر إلى أن إيران تستعد لضرب قواعد التدريب والتنسيق المعادية بكردستان، منوهًا بأن الأمن الإيراني يمسك بخيوط قد تقود إلى الربط بين تفجير وقع بمدينة تبريز، وعملاء استخبارات إسرائيليين في أذربيجان. وكانت إيران استهدفت قواعد المعارضين الأكراد داخل كردستان العراق، في أكتوبر ونوفمبر الماضيين، على خلفية اتهامات لهذه المعارضة بتأجيج الاحتجاجات في الداخل الإيراني.

download 28 1

وتتمركز داخل كردستان العراق أحزاب كردية معارضة للنظام الإيراني، بعضها داخل الإقليم، والآخر على الحدود مع إيران، وهي الحزب الديمقراطي الكردستاني (حدك) والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني (حدكا) وحزب عصبة الكادحين الثوريين الإيراني (كوملة) وحزب كادحي كردستان، ومنظمة خبات الثورية بكردستان إيران، وحزب الحياة الحرة الكردستاني (البيجاك).

إسرائيل: لا نووي لإيران

انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران، في تقرير اطلعت عليه وكالة أباء رويترز، أول من أمس الأربعاء 1 فبراير 2023، على إجراء تغيير غير معلن في الربط بين سلسلتي أجهزة الطرد المركزي (آي.آر6) لتخصيب اليورانيوم بما يبلغ 60% في محطة فوردو. وأعربت الوكالة عن قلقها من أن تكون إيران غيرت معلومات تصميم محطة فوردو لتخصيب الوقود، المتعلقة بإنتاج اليورانيوم عالي التخصيب دون إخطار.

وفي حوار مع “سي إن إن“، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه من إيران قائلًا: “إذا كانت لديك أنظمة مارقة تعتزم الحصول على أسلحة نووية، يمكنك توقيع 100 اتفاق معها، ولن يفيد”. وقال: “أعتقد أن الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها وقف أو منع الحصول على أسلحة نووية، هي مزيج من العقوبات الاقتصادية المعوقة، وتهديد عسكري موثوق به، وهو الأهم”.

غرووسي

وأضاف نتنياهو أن إسرائيل “تتخذ إجراءات ضد تطوير أسلحة معينة” في إيران. وفي الأسبوع الماضي، حذر رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، من أن طهران جمعت ما يكفي من المواد لصنع “عدة أسلحة نووية”، وحث على استئناف الجهود الدبلوماسية لمنع مثل هذا السيناريو، حسب تقرير “سي إن إن“.

63dc51334c59b7519a3db414

عقدة أوكرانيا

يبدو أن زيارة نتنياهو لفرنسا كانت بهدف التنسيق لمواجهة إيران، في ظل تدهور ملحوظ للعلاقات الإيرانية الفرنسية في عدة ملفات. فحسب تقرير لوول ستريت جورنال، تمكنت قوات بحرية فرنسية خاصة، الأربعاء، من ضبط 3 آلاف بندقية ونصف مليون رصاصة و20 صاروخًا مضادًّا للدبابات على متن زورق في خليج عمان، كان في طريقه إلى الانقلابيين الحوثيين في اليمن.

ويتصاعد الضغط الفرنسي على إيران بعد تورطها في حرب أوكرانيا عبر دعم روسيا بالمسيّرات، وهذه الحرب مسألة شائكة للغرب وأوروبا. وحسب تقرير لقناة العربية، قال مصدر دبلوماسي فرنسي، نهاية الشهر الماضي، بأن “التهديد الإيراني بدأ يمس أراضي أوروبا وأمن الأوروبيين” وأن “روسيا تستخدم المسيّرات الإيرانية في جرائم حرب” في أوكرانيا.

1379870

تصفية حسابات

تزامن مع ضربة أصفهان استهداف طائرات إسرائيلية لقافلة إيرانية تحمل مواد غذائية إلى سوريا، دون خسائر بشرية. وفي مقال بصحيفة الراي الكويتية، يرى الباحث السياسي اللبناني إيليا ج. مجناير، أن ما يحدث هو تصفية حسابات، مشيرًا إلى أن إسرائيل اغتالت قياديين بالحرس الثوري في سوريا، كانا يقدمان الدعم لفلسطينيي الداخل، وذلك ردًّا من إسرائيل على على العمليات الفلسطينية.

وأضاف أن إسرائيل اكتشفت المسيَّرات الإيرانية التي نشطت انطلاقًا من سوريا في نقل الأسلحة المتطورة والذخائر والقطع التي يحتاج إليها المقاومون في الداخل. ولم تستطع إسرائيل وقف الدعم الإيراني اللوجستي للفلسطينيين، حتى ولو استهدفت مرارًا قواعد الانطلاق في بلاد الشام. وكانت عمليتا المسيّرات في أصفهان ضمن إطار الرد والرد المتبادل بين إيران وإسرائيل.

واختتم الباحث اللبناني بأن إرسال مسيّرتين إلى الداخل الإيراني، إشارة إلى أن تل أبيب لديها عملاء أو حلفاء في الداخل، مثلما لإيران في فلسطين، وأن مسيّرات تحمل بضعة كيلوجرامات من المتفجرات، لن تسبب أي ضرر لمحتويات المبنى التابع لوزارة الدفاع الإيرانية، ولن يستفزها لأن هذه المسيَّرات الصغيرة تستهدف في الغالب أفرادًا أو سيارات في عمليات اغتيال.

ربما يعجبك أيضا