عناد بايدن تجاه بوتين.. هل يتسبب في حرب نووية؟

أليس إنهاء حرب أوكرانيا سببًا وجيهًا لبدء حوار مع بوتين؟

بسام عباس

أمضى الرئيس الأمريكي جو بايدن معظم فترة رئاسته رافضًا التحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم أن مثل هذا الحوار كان من الممكن أن يؤدي إلى اتفاق ينهي الحرب بالوكالة التي تشنها الحكومة الأمريكية ضد روسيا.

وبدلًا من التفاوض على حل للصراع، استمر بايدن في ضخ الدولارات والأسلحة والمعلومات الاستخباراتية إلى حكومة أوكرانيا، ما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى وتوسيع نطاق الحرب.

الحوار مع بوتين

قال الباحث في معهد رون بول للسلام والازدهار، آدم ديك، في مقال رأي نشرته مجلة “أوراسيا ريفيو”، السبت 21 سبتمبر 2024، إن توجه بايدن هذا طرح خطر جر الولايات المتحدة وروسيا مباشرة إلى حرب ضد بعضهما البعض قد تتحول إلى حرب نووية.

وأضاف أن بايدن “عنيد”، ولن يرفع الهاتف أو يسافر بالطائرة لمناقشة الأمور مع رئيس روسيا، لافتًا إلى أن بايدن قال ردًا على أحد المراسلين: “ليس لدي سبب وجيه للتحدث مع بوتين الآن”، وتساءل الكاتب: “أليس إنهاء حرب أوكرانيا ومنع المزيد من التصعيد سببًا جيدًا لبدء حوار مع بوتين؟ ماذا عن بذل القليل من الجهد لإعطاء السلام فرصة؟”.

وذكر أنه منذ زمن بعيد، أثناء رئاسة جورج دبليو بوش، لم يكن الرئيس الأمريكي يتحدث بانتظام مع بوتين فحسب، بما في ذلك في الاجتماعات الشخصية، بل كان يطلق على الرئيس الروسي لقبًا “بوتي بوت”، كنوع من إضفاء طابع ودي على العلاقة بينهما، خاصة في بداية تعاملهما الدبلوماسي، ما يعكس رغبة بوش في التعامل مع بوتين بشكل غير رسمي.

التواصل مع القادة الروس

أوضح الكاتب أن جميع الرؤساء الأمريكيين قبل بايدن تعاملوا مع القادة الروس والقادة السوفييت خلال العقود التي كانت فيها روسيا مندمجة في الاتحاد السوفيتي، وكانوا جميعًا على استعداد للتحدث، ويشمل ذلك رونالد ريجان الذي وصف الاتحاد السوفييتي بأنه “إمبراطورية شريرة”، ودفع باتجاه زيادة الإنفاق العسكري الأمريكي لمواجهة ما قدمه على أنه تهديد سوفيتي.

وأضاف أن ريجان التقى بالزعيم السوفييتي ميخائيل جورباتشوف وظل على اتصال منتظم به، ونجح في إبرام صفقات ضبط الأسلحة بين الدولتين، بينما واجه رؤساء أمريكيون آخرون عسكريًا بشكل مباشر وبالوكالة “الانتشار الأحمر” و”التوسع السوفيتي”، وظلوا على اتصال بالقادة السوفييت، رغبة منهم في أن يكونوا محاربين مخلصين في الحرب الباردة مع تقليل مخاطر الحرب الصريحة بين البلدين.

وقال إن على بايدن أن يتصل ببوتين، وأن يضفي طابعًا وديًّا على الحوار، وأن يكون لطيفًا معه، ما قد يتعارض مع طبيعة بايدن، ولكنه هذا سيكون الخطوة الأولى على طريق السلام، ولكن لسوء الحظ، هناك مؤشرات قليلة على أن السعي إلى السلام لا يشكل حتى مكونًا صغيرًا من أجندة إدارة بايدن.

ربما يعجبك أيضا