عنصرية وتحديات اقتصادية.. اللاجئون الأفغان في قلب انتخابات إيران

بسام عباس
لاجئون أفغان في إيران

بينما يتجه الإيرانيون إلى جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية، لا تزال هناك قضية هامة رئيسية تهيمن على البلاد، فبعيدًا عن قضايا الحريات المدنية، وحقوق المرأة، والعلاقات مع الغرب، ظهرت قضية الهجرة بشكل بارز في انتخابات هذا العام.

ووفقًا لمجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تطرق غالبية المرشحين إلى موضوع تدفق طالبي اللجوء من أفغانستان والتأثير الاجتماعي والاقتصادي الذي أحدثه هذا التدفق في إيران.

تمييز عنصري

أوضحت المجلة الأمريكية في تقرير للكاتب الإيراني، كورش زياباري، الخميس 4 يوليو 2024، أن التمييز العنصري ضد الأفغان قد تزايد في الآونة الأخيرة بإيران، خاصة أن الصعوبات الاقتصادية تلقي بظلالها على المواطنين الذين يعانون من الفساد وسوء الإدارة بالداخل وعبء العقوبات الدولية من الخارج.

ووفقًا لآخر إحصاء سكاني للبلاد عام 2016، يعيش أكثر من 1.58 مليون مواطن أفغاني بإيران، ويشكلون نحو 90% من السكان المهاجرين، وبعد استيلاء طالبان على أفغانستان عام 2021، تشير أحدث أرقام الأمم المتحدة إلى أن عدد اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في إيران يبلغ 3.7 مليون.

وفي تقريرها لعام 2023 عن إيران، أشارت منظمة العفو الدولية إلى “العوائق التي تحول دون التعليم والسكن والتوظيف والرعاية الصحية والخدمات المصرفية وحرية الحركة” باعتبارها الحالات الرئيسة للتمييز ضد الأفغان، وما يقرب من نصف مقاطعات البلاد البالغ عددها 31 مقاطعة، لا يسمح للمواطنين الأفغان بدخولها.

جرائم كراهية وأعمال العنف

قال الكاتب إن أفغانستان هي إحدى الدول الـ3 الناطقة بالفارسية، ما يعني أنه لا يوجد حاجز لغوي كبير بين الأفغان والإيرانيين، ومن الناحية الدينية، ربطت الممارسات الإسلامية بين البلدين لعدة قرون، ومن الناحية الثقافية، فإن القواسم المشتركة متعددة، فضلاً عن إعجاب الشعبين بآثار الماضي المشترك مثل مهرجان النوروز أو شعر الرومي والفردوسي.

وعلى النقيض من هذه الخلفية، فإن المثير للصدمة أن يصبح الخطاب العام بين الإيرانيين حول الأفغان الفارين من طغيان طالبان سامًا، ولكن المؤسسة الدينية الإيرانية أعادت إنتاج الكليشيهات السلبية حول مجتمع ضعيف، ما جعل من السهل على الجماهير الساخطة إلقاء اللوم عليهم عن الحوادث المؤسفة التي تعرضت لها بلادهم.

وذكر أن سلسلة من جرائم الكراهية وأعمال العنف التي تستهدف المهاجرين الأفغان بدأت في التصاعد، وغالبًا ما تثيرها الخطابات غير المسؤولة للسياسيين ووسائل الإعلام الحكومية، على بيئة غير مرحبة ومخيفة بشكل علني لطالبي اللجوء اليائسين، بالإضافة إلى إساءة قوات الأمن معاملة المواطنين الأفغان في موانئ الدخول والأماكن العامة.

إساءة معاملة الأفغان

أوضح زياباري، أن الإيرانيين العاديين في ظل غياب مساءلة الدولة، أصبحوا متواطئين في إساءة معاملة الأفغان، ففي أبريل الماضي، منع أحد مراكز التسوق الراقية في طهران الأفغان من دخول المركز لمدة 4 أيام، وفي أكتوبر، انتشر مقطع فيديو على الإنترنت لمجموعة من الإيرانيين يضربون لاجئَا أفغانيًّا.

وفي ديسمبر الماضي، في أعقاب مقتل مراهق إيراني، هاجم حشد غاضب مجمعًا سكنيًّا للاجئين أفغان، وأضرموا فيه النيران، وبحسب التقارير الإخبارية، قُتل المراهق في قتال بالشوارع تورط فيه مهاجر أفغاني، وأدى موته إلى إشعال المشاعر المعادية للأفغان.

وأوضح الكاتب أن الإيرانيين يشعرون بالإحباط اقتصاديًّا، ويرون أن الحكومة غير قادرة على تلبية احتياجاتهم الأساسية، وفي بلد غني بالنفط، وأفاد البنك الدولي بأن 28% من السكان يعيشون تحت عتبة الفقر، و40% آخرين على وشك الوقوع في الفقر، ويبلغ معدل البطالة بين الشباب أكثر من 22%، ومعدل التضخم أكثر من 37%.

ربما يعجبك أيضا