عنف الضفة واحتجاجات تل أبيبب تلقي بظلالها على زيارة لويد أوستن

تواصلت دوامة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين ألقت الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل بظلالها على زيارة وزير الدفاع الأمريكي.

وقُتل 3 فلسطينيين، صباح اليوم الخميس 9 مارس 2023، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قبل ساعات من وصول وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، إلى تل أبيب، وبعد وقت قصير من دعوة مبعوث الأمم المتحدة إلى إنهاء دوّامة العنف في الضفة الغربية المحتلة.

مقتل 3 فلسطينيين يد الإسرائيليين في الضفة الغربية

جريمة اغتيال بشعة

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في بيان، استشهاد 3 شبان أطلقت عليهم قوات الاحتلال الإسرائيلي النار في قرية جبع، قرب مدينة جنين شمال الضفة، وهم أحمد محمد ذيب فشفاشة، 22 عاما، ونايف أحمد يوسف ملايشة، 25 عامُا، وسفيان عدنان إسماعيل فاخوري، 26 عامًا.

ووفق فرانس 24، أفادت الإذاعة الفلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي طوّقت منزلاً في جبع، وحدث فيه تبادل لإطلاق النار، واعتقلت شخصًا، قبل انسحابها. في حين ندّدت حركة الجهاد الإسلامي بـ”جريمة الاغتيال العدوانية البشعة”.

عملية إسرائيلية تستهدف «الجهاد»

قالت الشرطة الإسرائيلية إنّ إطلاق النار وقع خلال عملية عسكرية، شارك فيها مستعربون من حرس الحدود والجيش وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) في جبع، لتوقيف مطلوبين يشتبه بارتكابهم هجمات على القوات الإسرائيلية، في هذا القطاع من الضفة الغربية المحتلة.

وذكرت، في بيان، أن اثنين من الشبان الـ3 ينتميان إلى حركة الجهاد الإسلامي، مشيرة إلى أنه خلال العملية “استهدفت نيران صادرة من سيارة الرجال المطلوبين عناصر خفر السواحل المستعربين، الذين ردوا بإطلاق النار وقتلوا الرجال الـ3 في السيارة”. وأنه “عثر على عدد من الأسلحة والعبوات الناسفة في سيارتهم”.

حرب إسرائيلية شاملة

وصف الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، الخميس، ما يجري في الضفة بأنه حرب إسرائيلية شاملة على الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن المعركة الحالية هي معركة وطنية كبرى تجاه الحفاظ على القدس والمشروع الوطني الفلسطيني.

في المقابل، أشاد وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، بقوات الشرطة لـ”قضائها على الإرهابيين البغيضين، الذين أطقوا النار أولاً على مقاتلينا”، على حد قوله.

مطالب أممية لوقف دوّامة العنف

قال مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، في بيان “نحن في خضم دوّامة عنف يجب وقفها على الفور”، مشيراً إلى بيان مجلس الأمن، الذي أدان جميع أعمال العنف ضد المدنيين، ودعا جميع الأطراف إلى الامتناع عن التحريض على العنف، في 20 فبراير الماضي.

ومع اقتراب شهر رمضان، الذي قد يتزامن مع عيد الفصح عند اليهود هذا العام، يخشى المجتمع الدولي وقوع حادث في باحة المسجد الأقصى، مّا يؤدي إلى خروج الأوضاع عن السيطرة.

احتجاجات تعرقل زيارة وزير الدفاع الأمريكي

جاءت المداهمة قبل ساعات فقط من زيارة وزير الدفاع الأمريكي، لويد اوستن، إسرائيل، التي نقلت من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب إلى مطار بن جوريون، لتفادي حركة الاحتجاجات المستمرة ضد حكومة بنيامين نتانياهو.

وقال السكرتير الصحفي للبنتاجون، البريجادير جنرال بات رايدر، إن نقل مكان الاجتماعات جاء بناء على طلب وزارة الدفاع الإسرائيلية، ونقلت «سي إن إن» عن مسؤول دفاعي أمريكي أنّ سلطات تل أبيب قلقة بشأن احتجاجات مخطّط لها بالقرب من مقر الوزارة.

حسب فرانس برس، أغلق المتظاهرون، صباح الخميس، الطرق المؤدية للمطار بالسيارات، ومنعوا الوصول إليه، وكذلك الطرق بين مبنيي المطار، ولم تتمكن الشرطة من إخلاء الممرات، وكذلك أغلق محتجون شارعًا مركزيًّا بالقرب من مقر وزارة الدفاع، حسب مصور الوكالة الفرنسية.

نتنياهو يدافع عن سياسات حكومته

في مقابلة نشرت في صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، روما إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وتعهد نتنياهو بأن حكومته “ستبقى وفية للحقوق المدنية وحقوق الأقليات والديمقراطية” ردًا على الاحتجاجات ضد خطة إصلاح السلطة القضائية، وأن حزبه الليكود يوجه السياسة المتعلقة بالأمن والشؤون الخارجية، وليس حلفائه اليمينيين.

وقال: “يجب أن تعلم إيران أننا سنبذل قصارى جهدنا لمنعها من أن تصبح دولة على أعتاب القنبلة النووية. لا توجد وسيلة لمنع نظام مارق من الحصول على أسلحة نووية، دون تهديد عسكري موثوق به”.