عودة المرتزقة السوريين من ليبيا بمكافآت مالية.. وتحذيرات من عودة «داعش»

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

عانت سوريا ولا تزال من حرب دمرت البنية التحتية وتسببت في دمار كبير بالدولة، وسط انتشار للمسلحين والميلشيات وحرب مدمرة من كل صوب وصنف آتت على الأخضر واليابس لسنوات وسط انتشار للمرتزقة من داخل سوريا وخارجها وتطور الأمر إلى خروج المرتزقة من سوريا للقتال في ليبيا والعراق ودول عربية أخرى لأجل المال.

ومع اشتداد حدة الخلافات التي طفت على السطح خلال الفترة الأخيرة في صفوف ما تعرف باسم جبهة “تحرير الشام” في سوريا، “النصرة” سابقاً، فضح المتناحرون من الزعماء أفعال بعضهم البعض. وفي جديد الخلاف، أطل قيادي سابق في الهيئة يعرف بلقب “أبوالعبد أشداء”، عبر مقطع فيديو قال فيه إنه خرج ليفضح أفعال أبومحمد الجولاني زعيم الهيئة، وأعمال سرق ونهب.

عملية عودة المرتزقة السوريين الموالين لتركيا من ليبيا متوقفة منذ 21 مارس الماضي، بحسب ما ذكرت العربية، وأنباء عن نوايا أنقرة لإبقاء مجموعات من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا لحماية القواعد التركية.

فيما كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدداً من المرتزقة السوريين افتتحوا مشاريع خاصة بعد عودتهم من القتال في ليبيا، بالأموال التي تقاضوها من حكومة الوفاق، وذلك للتغلب على صعوبات الحياة في سوريا. وذكر المرصد السوري في بيان له، عن افتتاح أحد المقاتلين الذين جندتهم تركيا وجعلت منهم مرتزقة في ليبيا، مسبحاً في مدينة عفرين بمساهمة تقدر بنحو 10 آلف دولار أمريكي تقاضاها من القتال في ليبيا خلال 6 أشهر.

عودة المرتزقة

وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم رصد العديد من الحالات المماثلة الأخرى لشبان مقاتلين في صفوف فصائل موالية لتركيا، قاموا بافتتاح مشاريع خاصة بهم بعد عودتهم من ليبيا وتقاضيهم رواتبهم، وخص بالذكر أحد الشبان الذي افتتح محلاً لبيع وصيانة الهواتف النقالة في ريف حلب الشمالي بمبلغ يصل إلى 10 آلف دولار، وآخر اشترى سيارة بعد حصوله على مبلغ 7500 دولار أمريكي مقابل قتاله في ليبيا لمدة 5 أشهر تقريباً.

وأعادت تركيا خلال الأشهر الماضية عدة دفعات من المرتزقة السوريين المتواجدين على الأراضي الليبية إلى سوريا بعد مشاركتهم في حرب طرابلس ضمن صفوف قوات حكومة الوفاق، لكن هذه العملية توقفت منذ 21 مارس الماضي حسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، رغم المطالبات الداخلية والخارجية بضرورة ترحيل المرتزقة الأجانب من ليبيا.

ويخشى المرصد أن تكون “عودة قلة قليلة منهم هي مناورة تركية وعودة إعلامية فقط لا غير، حيث إن هناك أكثر من 6630 مرتزقاً لا يزالون في ليبيا”، وفقاً لمصادره من داخل المرتزقة.

كما أشار في بيان سابق إلى وجود “نوايا تركية لإبقاء مجموعات من الفصائل السورية الموالية لها في ليبيا لحماية القواعد التركية هناك”، لافتاً إلى أن الكثير من المرتزقة لا يرغبون بالعودة إلى سوريا بل يريدون الذهاب إلى أوروبا عبر إيطاليا”.

تحذيرات وهجمات

في سياق متصل، حذرت وزارة الدفاع الفرنسية، من أن “تنظيم داعش عاد للظهور في العراق وسوريا، وقالت الوزارة إن “تنظيم داعش انهزم جغرافيًا لكنه قادر على التحرك”، وأشارت الوزارة إلى أن “هدف فرنسا التي تقود العمليات البحرية للتحالف هو تفكيك تنظيم داعش نهائياً”.

وتصديقا لتلك المخاوف، وفي هجوم مفاجئ، خطف عناصر من تنظيم داعش الإرهابي، 19 شخصاً غالبيتهم من المدنيين من منطقة البادية في وسط سوريا، في عملية خطف تعتبر الأكبر منذ القضاء عليه، بينما أفادت وكالة أنباء “سانا” التابعة للنظام بمقتل مدني وإصابة آخرين على أيدي التنظيم المتطرف.

وأتت عملية الخطف تزامنًا مع اشتباكات مع قوات النظام في ريف حماة الشرقي، عمد التنظيم خلالها إلى خطف 8 عناصر من الشرطة و11 مدنياً، كانوا يجمعون “الكمأة” في منطقة قريبة، ولا يزال هناك 40 شخصًا مفقودًا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي السياق ذاته، أوضح مدير المرصد لوكالة فرانس برس أن عناصر التنظيم عمدوا في هجمات عدة إلى خطف مدنيين ورعاة وجنود من قوات النظام، مشيرًا إلى أنه في معظم الأحيان كان يتم إعدام المخطوفين، خصوصًا من عناصر قوات النظام.

ربما يعجبك أيضا