عودة ترامب إلى البيت الأبيض.. الصين تراقب بقلق

قيود تكنولوجية مشددة.. عودة ترامب تهدد شركات الصين

أحمد عبد الحفيظ
الرئيس الصيني شي جين بينغ

في حال وصول دونالد ترامب مرة أخرى إلى البيت الأبيض في الولايات المتحدة، سيكون لذلك تداعيات كبيرة على الساحة الدولية، خاصة فيما يتعلق بعلاقات الولايات المتحدة مع الصين.

وبحسب صحيفة “التايمز” البريطانية في تقرير نشر الأربعاء 11 سبتمبر 2024، فإن هناك عدة أسباب تجعل الصين تشعر بالقلق إزاء عودة ترامب إلى السلطة، حيث أثبتت فترة ولايته الأولى أنه يتبنى سياسة حادة وصدامية تجاه بكين، وهاجم الصين بشدة خلال مناظرته مع المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس.

الحرب التجارية المتجددة

إحدى السمات البارزة في سياسة ترامب تجاه الصين خلال ولايته الأولى كانت “الحرب التجارية”، حيث فرض سلسلة من التعريفات الجمركية الكبيرة على السلع الصينية، بهدف تقليل العجز التجاري بين البلدين وزيادة التصنيع في الولايات المتحدة.

بالنسبة للصين، فإن عودة ترامب قد تعني تجدد هذه الحرب الاقتصادية، وربما بشكل أكثر عدوانية، هذا الوضع قد يعرقل النمو الاقتصادي الصيني الذي يعتمد بشكل كبير على الصادرات، وبالتالي يتسبب في اضطرابات داخلية نتيجة التأثير على الشركات والعمالة الصينية.

 منطقة آسيا والمحيط الهادئ

في عهد ترامب، اتخذت الولايات المتحدة موقفًا متشددًا تجاه الصعود العسكري الصيني في بحر الصين الجنوبي، وقد عزز ترامب التحالفات العسكرية مع دول مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا في محاولة لتقييد النفوذ الصيني.

إذا عاد ترامب، فمن المتوقع أن يواصل هذه السياسة، بل وربما يزيد من التركيز على احتواء الصين عسكريًا، وهو ما قد يدفع بكين لتسريع استعداداتها العسكرية ومراجعة استراتيجياتها الإقليمية.

 قضية تايوان

من أكبر التحديات التي قد تواجه الصين في حال عودة ترامب هو موقفه تجاه تايوان. على الرغم من أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة حافظت على سياسة “الصين الواحدة”، إلا أن ترامب كان يميل إلى تجاوز هذه السياسة بشكل واضح من خلال تعزيز العلاقات مع تايوان وتقديم دعم عسكري واقتصادي لها.

إعادة انتخاب ترامب قد تدفعه لاتخاذ خطوات أكثر جرأة، وهو ما قد يؤدي إلى تصعيد حاد في التوترات بين الصين والولايات المتحدة، وربما إلى صراع مباشر بين الجانبين.

 القضايا التكنولوجية

خلال فترة ولايته الأولى، استهدفت إدارة ترامب شركات التكنولوجيا الصينية، مثل “هواوي”، وفرضت عليها قيودًا صارمة بدعوى حماية الأمن القومي الأمريكي.

كما سعت الإدارة إلى تقليل الاعتماد الأمريكي على التكنولوجيا الصينية وقطع سلاسل الإمداد التكنولوجية بين البلدين، عودة ترامب قد تعني المزيد من القيود على الصين في هذا المجال، وهو ما قد يضعف القدرة التنافسية للشركات الصينية ويقلص وصولها إلى الأسواق العالمية.

 تعزيز التحالفات المناهضة للصين

ترامب يسعى دائمًا إلى بناء تحالفات قوية لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد. في فترة رئاسته الأولى، حاول ترامب تعزيز العلاقات مع الهند وأستراليا واليابان ودول أخرى في المنطقة بهدف خلق توازن أمام الصين.

إذا عاد إلى السلطة، فمن المتوقع أن يعزز هذه التحالفات بشكل أكبر، ويشجع على اتخاذ مواقف أكثر حدة ضد بكين، سواء في إطار التعاون الاقتصادي أو العسكري.

العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية

ترامب أظهر في ولايته الأولى استعداده لفرض عقوبات اقتصادية على الدول التي يعتبرها تهديدًا لمصالح الولايات المتحدة، من المحتمل أن يستهدف الصين مجددًا بسلسلة جديدة من العقوبات في حال عودته للسلطة، سواء على خلفية حقوق الإنسان، مثل قضية الأويجور، أو بسبب تدخلات الصين في هونغ كونغ.

عودة دونالد ترامب إلى الرئاسة قد تخلق بيئة غير مستقرة للصين، سواء على الصعيد الاقتصادي أو العسكري أو الدبلوماسي، بينما تعزز الصين من قوتها العالمية وتسعى إلى تحقيق توازن مع الولايات المتحدة، فإن سياسة ترامب غير المتوقعة والمواجهة قد تؤدي إلى صدامات جديدة بين القوتين العظميين. ومن هنا، يجب على بكين أن تكون مستعدة لمواجهة تحديات كبيرة في حال عودة ترامب إلى السلطة.

ربما يعجبك أيضا