غضب في العراق بعد هدم مئذنة جامع تاريخي في البصرة

شيرين صبحي

أثار هدم مئذنة جامع بُني قبل نحو 300 عام في مدينة البصرة جنوب العراق، لتوسعة أحد الطرق غضب العراقيين والسلطات الدينية والثقافية الذين نددوا بالخطوة واعتبروها استمرارًا لتدمير التراث الثقافي للبلاد.

وهدمت جرافة، أول أمس الجمعة 14 يوليو 2023، مئذنة جامع السراجي التي كان يبلغ ارتفاعها 11 مترًا. وبُني الجامع عام 1727 ميلادية.

هدم مئذنة جامع تاريخي في البصرة

تسبب هدم المئذنة في تطاير كمية غبار كثيف إذ أنها مبنية من الطوب اللبن وكان عليها زخارف، وفق وكالة أنباء رويترز، أمس الأحد 16 يوليو 2023.

اقرأ أيضًا: فنانون يحافظون على تراث البصرة بتماثيل من الشمع

وكانت السلطات الدينية والثقافية، ومنها الوقف السُني ومسؤولو الآثار، على علم باعتزام محافظ البصرة إزالة المئذنة لإنهاء الاختناق المروري في المدينة، لكنها قالت إنه كان من المفترض الحفاظ عليها ونقلها بدلًا من هدمها.

تدمير كثير من التراث الثقافي بالعراق

أدى الإهمال والصراع الذي دام لسنوات مع تنظيم داعش إلى تدمير كثير من التراث الثقافي الذي كان يزخر به العراق ويعود تاريخه لآلاف السنين وتحديدًا لبعض أقدم الإمبراطوريات في العالم في حضارة بلاد الرافدين القديمة، فضلًا عن تراث التاريخ الإسلامي الحديث.

وتخشى جماعات الحفاظ على التراث من أن يؤدي ازدهار البناء في بغداد وخطط توسعة الطرق والجسور والبنية التحتية الأخرى في أنحاء البلاد إلى تدمير الجزء المتبقي من هذا التراث.

وزير الثقافة: لم نأذن بهدم المئذنة

قال وزير الثقافة أحمد البدراني في تصريحات لوكالة رويترز إنه لم يعط الإذن بهدم مئذنة جامع السراجي وإن سلطات الآثار المحلية اتفقت مع المحافظ على نقلها.

وستسعى الوزارة الآن لاستعادة الجزء المتبقي منها والحفاظ عليه وإعادة بناء نموذج على غرار ما قامت به السلطات في جامع النوري في الموصل الذي فجره مقاتلو تنظيم داعش في عام 2017.

ودافع محافظ البصرة أسعد العيداني، الذي أشرف بنفسه على هدم المئذنة، عن هذه الخطوة، قائلا إن الوقف السُني وسلطات الآثار لم تفكك المئذنة وتنقلها لمكان آخر رغم أنه طُلب منها ذلك منذ أكثر من عام.

ربما يعجبك أيضا