غضب مدمر.. تهديد لصحة القلب والعقل والجهاز الهضمي

أحمد العشري
الغضب

كشفت دراسات حديثة النقاب عن تأثيرات خطيرة للغضب على مختلف أعضاء الجسم، خاصة عند استمرار هذا الشعور السلبي لفترات طويلة.

أظهرت دراسة نشرت في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن الغضب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث يضعف عمل الأوعية الدموية ويؤثر سلبا على صحتها.

صحة العقل

تؤكد الأستاذة المساعدة في الطب النفسي والعلوم السلوكية جويس تام أن الغضب يضر بالأداء المعرفي للإنسان، حيث يؤثر على الخلايا العصبية في قشرة الفص الجبهي، وهي المنطقة الأمامية من الدماغ المسؤولة عن الانتباه والتحكم الإدراكي وتنظيم العواطف.

عندما يغضب شخص ما، ينتج الجسم العديد من البروتينات والهرمونات التي تزيد من الالتهابات، مما يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض،بحسب ما أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية.

الغضب

الغضب

صحة القلب

كشفت دراسة نشرت هذا الشهر في مجلة جمعية القلب الأمريكية أن الغضب يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، حيث يضعف عمل الأوعية الدموية ويؤثر سلبًا على صحتها.

ودرس الباحثون تأثير 3 مشاعر مختلفة على القلب: الغضب، القلق، والحزن، وتم تقسيم المشاركين إلى 3 مجموعات، حيث خضعت المجموعة الأولى لمهمة تثير الغضب، بينما قامت المجموعة الثانية بمهمة تسبب القلق، والمجموعة الثالثة بتمرين يثير الحزن.

وحرص العلماء على اختبار عمل الأوعية الدموية لدى كل مشارك باستخدام جهاز ضغط الدم الذي يتحكم في تدفق الدم في الذراع، ووجدوا أن تدفق الدم لدى أفراد المجموعة الغاضبة كان أسوأ مقارنة بأولئك في المجموعتين الأخريين؛ حيث لم تتوسع أوعيتهم الدموية بنفس القدر.

ومن جانبه يقول مؤلف الدراسة دايتشي شيمبو، أستاذ الطب في جامعة كولومبيا وقائد فريق البحث: “نتكهن مع مرور الوقت بأنك إذا تعرضت لهذه الإهانات المزمنة لشرايينك بسبب غضبك الشديد، فإن ذلك سيتركك عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب”.

الغضب

الغضب

صحة الجهاز الهضمي

صحة الجهاز الهضمي لا تضرر أيضًا بالغضب، فعندما يغضب شخص ما، ينتج الجسم العديد من البروتينات والهرمونات التي تزيد من الالتهابات، يمكن للالتهاب المزمن الناتج عن ذلك أن يزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.

ويتم أيضًا تنشيط الجهاز العصبي الودي في الجسم، المعروف أيضًا بنظام “القتال أو الهروب”، حيث يقوم هذا النظام بنقل الدم بعيدًا عن الأمعاء إلى العضلات الرئيسة، ويشير ستيفن لوب، مدير الطب السلوكي في قسم أمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية في كليفلاند كلينك، إلى أهمية هذا الاستجابة الجسدية في التعامل مع الغضب وتأثيره على وظائف الجسم.

ويؤدي هذا التنشيط إلى إبطاء الحركة في الجهاز الهضمي، مما قد يتسبب في مشاكل مثل الإمساك، بالإضافة إلى ذلك، يؤدي تنشيط الجهاز العصبي الودي إلى فتح المسافة بين الخلايا في بطانة الأمعاء، مما يمكن المزيد من المواد الغذائية والفضلات من المرور في تلك الفجوات، وهذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة الالتهاب، الذي قد يزيد من الأعراض مثل آلام المعدة، والانتفاخ، والإمساك.

الغضب

الغضب

حلول لامتصاص الغضب

خرجت أنتونيا سيليغوفسكي، الأستاذة المساعدة في الطب النفسي في مستشفى ماساتشوستس العام وكلية الطب بجامعة هارفارد، والتي تدرس الدماغ والقلب، وكشفت عن بعض الحلول لامتصاص الغضب، وقالت إن أول خطوة يمكن اتخاذها هي اكتشاف ما إذا كان الغضب مبالغًا فيه أو لا.

وأضافت أن الشعور بالغضب لفترة وجيزة يختلف عن الشعور بالغضب المزمن. وقالت: “إذا كنت تجري محادثة غاضبة بين الحين والآخر أو تشعر بالانزعاج بين الحين والآخر، فهذا ضمن التجربة الإنسانية الطبيعية ولكن عندما تطول المشاعر السلبية، وعندما يكون لديك الكثير منها وربما بشكل أكثر كثافة، فهذا هو المكان الذي يصبح فيه الأمر سيئًا لصحتك”.

تأثير الغضب على الصحة وكيفية التغلب عليه

وتبحث أنتونيا فيما إذا كانت علاجات الصحة العقلية، مثل أنواع معينة من العلاج بالكلام أو تمارين التنفس، قد تكون قادرة أيضًا على تحسين بعض المشكلات الجسدية الناجمة عن الغضب.

كما يوصي أطباء آخرون باستراتيجيات إدارة الغضب، حيث يقول لوب من كليفلاند كلينيك إن التنويم المغناطيسي والتأمل والوعي الذهني يمكن أن يساعد في ذلك، وكذلك الأمر بالنسبة لتغيير طريقة استجابتك للغضب.

ويمكن أيضاً إبطاء ردود الفعل وفهم ما تشعر به وتعلم كيفية التعبير عنه، مع التأكد من أنك لا تقمع مشاعرك، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاعر بشكل عكسي.

الغضب

واقترح ستيفن لوب بأنه بدلًا من الصراخ على أحد أفراد العائلة عندما تكون غاضبًا أو تنتقد شيئًا ما، يُقال: “أنا غاضب بسبب كذا وكذا وكذا، وبالتالي لا أشعر بالرغبة في تناول الطعام معك أو أحتاج إلى عناق أو دعم”، مضيفًا: “أبطؤا العملية”.

ربما يعجبك أيضا