غضب واحتجاجات في لبنان.. و”حزب الله” يدفع إلى الفتنة الطائفية

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

غضب عارم اجتاح لبنان مؤخرا، رفضا للتطاول والبذاءات التي وجهها أنصار ميليشيا حزب الله ضد أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وإلى الصحابة.

وأقر حزب الله بصدور الإهانات والبذاءات من أنصاره، وخرج في بيان “ضعيف” ليقول للناس إن ما صدر من إساءات وهتافات مرفوض ومستنكر.

ســــلاح حزب الله

وخرج لبنانيون أمس السبت إلى الشوارع، احتجاجا على الوضع الاقتصادي المنهار للبلاد ومحاربة الفساد، وطالبوا بنزع سلاح ميليشيا حزب الله، الذي يعرقل خطة الإنقاذ السياسي والاقتصادي للبلاد، ويقف حائلاً أمام مساعدة الدول الأوروبية والبنك الدولي لمساعدة لبنان وإنقاذه مما هو فيه، من وجهة نظر العديد من التيارات السياسية في لبنان.

وأظهرت فيديوهات المظاهرات قيام عناصر من ميليشيا حزب الله بالاعتداء على المتظاهرين في أكثر من نقطة في بيروت محاولين تفريقهم وإخراجهم من الشوارع. وردد موالو حزب الله شعارات طائفية أثناء محاولاتهم قمع المتظاهرين

غضب واحتجاجات

في المقابل خلّفت استفزازات أتباع حزب الله، حالة من الغضب الواسع في البقاع وبيروت والناعمة وصيدا وطرابلس، حيث قطع محتجون أمس السبت الطرقات، وجابت مسيرات على دراجات نارية منطقة الطريق الجديدة، رفضاً لمضمون بعض الهتافات الطائفية.

إضافة إلى مشاهد التخريب والهتافات الطائفية التي شهدها محيط ساحة الشهداء بحجة الرد على من طالبوا بنزع سلاح حزب الله الذي سيطر على الدولة ومواردها ومقدراتها.

وأطلق الشبان الغاضبون في الطريق الجديدة شتائم للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وسرعان ما تطوّر الوضع إلى إطلاق عيارات نارية سُمعت أصداؤها في الطريق الجديدة ووطى المصيطبة وقصقص وبرج أبي حيدر.

جهلة موتـوريــــن

الموقف الديني الرسمي، جاء على لسان دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية التي حذّرت في بيان، جمهور المسلمين من الوقوع في فخّ الفتنة المذهبية والطائفية.

وأكدت أنّ “شتم أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها من أي شخص كائنا من كان لا يصدر إلا عن جاهل، وأبواب دار الفتوى مفتوحة لتعليمه من تكون السيدة عائشة”.

وأشارت دار الفتوى اللبنانية إلى أنّه “انطلاقاً من ذلك، فإنّ ما صدر من سبّ وإهانات من بعض الجهلة الموتورين لأنهم في غفلة من أمرهم ولا يفقهون تعاليم ومفاهيم ومبادئ الإسلام وعليهم الاقتداء بأخلاق الإسلام”.

من جهته أكد أمين الفتوى في لبنان الشيخ أمين الكردي أن شتم “أم المؤمنين” بهذه القباحة والوقاحة يوجب على حكماء وعلماء الطائفة الشيعية موقفاً واضحاً مستنكراً لما حصل، وأخذاً على يد هؤلاء الغوغاء في الشوارع ومعاقبتهم دفعاً للفتنة والشرور.‏

أوراق مكشـــــوفة

يبدو أن أوراق حزب الله باتت مكشوفة، فكلما ضاقت عليه المساحة وشعر بالضيق والاختناق لجأ إلى استخدام أسلحته إما العسكرية أو الطائفية، غير آبه بالنتائج وما قد يترتب عليها من إرهاصات وجرائم بحق لبنان واللبنانيين.

وبحسب مراقبين داخل لبنان، يمكن القول: إن توجيه السباب للسيدة عائشة رضي الله عنها من قبل أنصار حزب الله بدا مخططا له لحرف الأنظار ومحاولة تفريغ مطلب نزع السلاح من مضمونه، أو ربما أراد وأد الحراك في مهده قبل أن يستعيد عافيته من جديد، عبر إشعال فتنة طائفية، بعدما أيقن أنه أمام حائط مسدود.

ويشهد لبنان منذ 17 أكتوبر 2019 احتجاجات شعبية ترفع مطالب اقتصادية وسياسية أجبرت حكومة سعد الحريري على الاستقالة في 29 من الشهر نفسه.

الفتنة الطائفيـــة

ما إن أوشكت الفتنة الطائفية على رفع رأسها لتصدُّر المشهد اللبناني حتى سارع العقلاء إلى محاولة درئها، موجّهين نداء لضبط النفس، وسط مساعٍ بين الأجهزة الأمنية والأحزاب الفاعلة على الأرض لإعادة الهدوء إلى بيروت.

من جهته حذر رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري، من الوقوع في فخ الفتنة الطائفية، والتي اشتدت في التظاهرات الأخيرة بين عناصر من ميليشيا حزب الله ومتظاهرين ردوا على إساءتهم لأم المؤمنين السيدة عائشة.

كما استنكر أمين عام المجلس الإسلامي العربي في لبنان العلامة محمد علي الحسيني سب الصحابة وأمهات المؤمنين، وأكد أن ذلك محرم شرعا، وهو من أسباب الفتنة المذهبية في البلاد.

ودعا القضاء اللبناني إلى تجريم من يتطاول ويسب أمهات المؤمنين والصحابة رضي الله عنهم.

الرئاسة اللبنانية

أكدت الرئاسة اللبنانية والحكومة والقيادات الدينية رفضها التعرض للرموز الدينية، وقال الرئيس اللبناني ميشال عون: إن التعرض لأي رمز ديني لأي طائفة لبنانية هو تعرض للعائلة اللبنانية بأسرها، مضيفا أن قوة بلاده في وحدتها الوطنية.

وطالب عون المسؤولين السياسيين والروحيين بالقيام بما يتوجب عليهم من أجل وأد أي شكل من أشكال الفتنة الناجمة عن المساس بالمقدسات الدينية.

وأضاف أنه ينبغي وضع الخلافات السياسية جانبا، والمسارعة إلى العمل من أجل استنهاض لبنان من عمق الأزمات المتتالية.

بدوره، قال رئيس الوزراء حسان دياب: إن حكومته تدين وتستنكر بأشد العبارات كل هتاف أو شعار طائفي مذهبي، ولا سيما التعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة. وأهاب دياب بجميع اللبنانيين وقياداتهم السياسية والروحية التحلي بالوعي.

في السياق ذاته، اعتبر النائب علي درويش أن التطاول على المقدسات والرموز الدينية يشكل اعتداء على جميع المسلمين بمذاهبهم كافة، ودان محاولات إثارة الفتن الطائفية بين أبناء الوطن الواحد، داعيا إلى ضرورة احترام المعتقدات المختلفة وحرمتها.

وأكد أن الفتنة بين المسلمين لا تخدم إلا أعداء لبنان والأمة الإسلامية ولا تؤدي إلا إلى الشقاق والوهن والفوضى.

كما غرد النائب محمد الحجار -عبر حسابه على “تويتر”- قائلا: “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.. اتقوا الله في أنفسكم، وفي الناس وفي هذا البلد”.

الجيش اللبناني

قيادة الجيش اللبناني علقت على الأحداث وأفادت -في بيان لها اليوم الأحد- بتعرض عناصرها لعمليات رشق بالحجارة والمفرقعات الكبيرة أثناء تنفيذها مهامها في حفظ الأمن، مما أدى إلى إصابة 25 عنصراً بجروح، إصابة أحدهم بليغة في العين.

كما أوقفت وحدات الجيش 4 أشخاص (سوري وفلسطيني وسودانيين)، لقيامهم بأعمال شغب وتكسير خلال تحركات الأمس.

ربما يعجبك أيضا