غنية بالنفط ومستقرة اقتصاديًّا.. انقلاب عسكري يؤرق الجابون

تعد دولة الجابون التي شهدت انقلابًا عسكريًّا، اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، سابع أكبر منتج للنفط في إفريقيا.

وحسب موقع منظمة أوبك، فإن جمهورية الجابون تقع على الشواطئ الغربية لوسط إفريقيا، ويحدها خليج غينيا من الغرب، وجمهورية الكونغو من الشرق والجنوب، والكاميرون من الشمال، وغينيا الاستوائية من الشمال الغربي.

إنقلاب عسكري في الجابون

ظهر ضباط كبار في الجيش الجابوني، اليوم، على قناة “جابون 24″، وأعلنوا استيلاءهم على السلطة، بعد إعلان فوز الرئيس علي بونجو بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية، بنسبة 64.27% من الأصوات.

وكان المتحدث باسم الحكومة في الجابون، أعلن في كلمة بثها التلفزيون الرسمي، قطع الإنترنت، وفرض حظر تجول ليلي اعتبارًا من الأحد بسبب مخاوف أمنية في أعقاب الانتخابات العامة التي أجريت يوم السبت الماضي.

اقرأ أيضًا| شركة التعدين الفرنسية إراميت تعلق كافة عملياتها في الجابون

تأثير النفط في اقتصاد الجابون

بحسب موقع البنك الدولي، حققت الجابون، التي كانت خامس أكبر منتج للنفط في إفريقيا ثم تراجعت للمركز السابع حاليًّا، نموًّا اقتصاديًّا قويًّا خلال العقد الماضي، مدفوعًا بقدر رئيس بإنتاج النفط والمنجنيز، وشكل قطاع النفط 38.5% من الناتج المحلي الإجمالي و70.5% من الصادرات على الرغم من الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد.

وتواجه الأسر الجابونية ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية منذ بداية عام 2022، بفعل حرب روسيا، ووصل معدل التضخم إلى 4.3% العام الماضي.

خطوات تحسين المعيشة وخفض العجز الاقتصادي

مع ذلك، اتخذت الجابون خطوات لمكافحة ارتفاع تكاليف المعيشة، بما في ذلك وضع حدود قصوى مؤقتة لأسعار 48 سلعة استهلاكية مستوردة من أكتوبر 2022 إلى مارس 2023، وجرى إنشاء وزارة جديدة مخصصة لمكافحة ارتفاع تكاليف المعيشة في يناير 2023.

ووصل الناتج المحلي الإجمالي إلى 3.1% في عام 2022، ارتفاعًا من 1.5% في عام 2021، وتحول الميزان المالي إلى فائض بنسبة 3.0% من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2022 من عجز قدره 1.9% في عام 2021.

وبفضل التعافي التدريجي، انخفض الدين العام في عام 2022، ليصل إلى 52% من الناتج المحلي الإجمالي مقابل 60.7% في عام 2021.

قدرات إنتاج النفط والغاز في الجابون

سجل معدل الناتج المحلي الإجمالي للجابون 19 مليار دولار في عام 2021، وسجلت وقتها قيمة الصادرات النفطية 4.6 مليار دولار، في حين كان إجمالي صادرات البلاد النفطية وغير النفطية 6 مليارات دولار، وفق سكاي نيوز.

وسجلت احتياطيات النفط الخام في الجابون، ملياري برميل، أما احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة بلغت حوالي 26 مليار متر مكعب، وسجل إنتاج البلاد من النفط الخام 193 ألف برميل يوميًّا في يوليو الماضي وإنتاج الغاز الطبيعي يبلغ حوالي 454 مليون متر مكعب يوميًّا.

عضوية الجابون في أوبك وتأثيرها في سوق النفط

أصبحت الجابون عضوًّا كامل العضوية في أوبك في عام 1975 لكنها أنهت عضويتها في عام 1995، وانضمت مرة أخرى إلى المنظمة في الأول من يوليو 2016، وفق سكاي نيوز.

وحسب بلومبرج، فإنه من غير الواضح ما إذا كان إنتاج البلاد من النفط سيتوقف عقب الانقلاب العسكري هناك في الجابون، وكيفية تأثيره في سوق النفط العالمية، ولكن هذه الأحداث تأتي في ظروف شديدة الحساسية، خصوصًا وسط محاولة منظمة “أوبك” والمنتجين من خارجها في ما بات يُعرف باسم “أوبك+”، إعادة التوازن والاستقرار إلى السوق.

ارتفاع أسعار النفط اليوم الأربعاء بسبب أحداث أمريكية

رغم الأحداث في الجابون، واصلت أسعار النفط مكاسبها اليوم الأربعاء 30 أغسطس 2023، بعد أن أظهرت بيانات الصناعة انخفاضًا كبيرًا في مخزونات الخام في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للوقود في العالم، وفي ظل مخاوف الإمدادات الأمريكية بسبب الإعصار إداليا.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أكتوبر 17 سنتًا بما يعادل 0.2% إلى 85.66 دولار للبرميل. وينتهي عقد أكتوبر غدا الخميس، وكان عقد نوفمبر الأكثر نشاطًا عند 85.08 دولارا للبرميل، مرتفعًا 17 سنتًا.

وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 24 سنتًا، أو 0.3%، إلى 81.40 دولار، مسجلة مكاسب للجلسة الخامسة.

مراحل تنويع اقتصاد الجابون

سبق أن أثر انهيار أسعار النفط في عام 2014 أيضًا في الجابون، وكانت صادرات النفط تمثل 80% من إجمالي الصادرات و50% من الإيرادات الحكومية في ذلك الوقت، وفقًا لموقع انرجي كابيتال باور، بعدما أدى قرار أوبك بزيادة الإنتاج في الربع الثالث من ذلك العام إلى انخفاض السعر العالمي للنفط وكذلك صادرات الجابون إلى النصف تقريبًا.

علاوة على ذلك، كان اعتماد الجابون على عدد قليل من حقول النفط الكبيرة المكتشفة في خمسينيات القرن العشرين، والتي كانت ضعيفة الإنتاج كان يعني أن الإنتاج كان في انخفاض بالفعل، إلى جانب ارتفاع تكاليف الإنتاج، وعندما انهارت الأسعار العالمية، جعلت معظم صناعة النفط والغاز في الجابون غير مربحة.

تنويع الاقتصاد والاستثمار في الجابون

بعد هذه الأحداث، جرى إعادة تقييم شاملة للمسار الاقتصادي للجابون منذ عام 2015 بهدف التنويع الاقتصادي، والانتقال نحو الطاقة المتجددة ومجموعة جديدة من اللوائح التي تحكم كيفية إدارة صناعة النفط والغاز.

والشروط التجارية الجديدة التي تشجع الاستثمار في قطاع النفط في الجابون، دخلت شركات صغيرة ومستقلة مثل أصالة للطاقة، وبي دبليو إنيرجي، وبانورو إنيرجي السوق بين عامي 2016 و2017، سعيًّا إلى بث حياة جديدة في الأصول الحالية من خلال تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط، بالإضافة إلى استكشاف فرص تطوير الحقول الهامشية.

وفي يونيو 2021، اختتمت الجابون جولة التراخيص الثانية عشرة للمياه الضحلة والعميقة، وأعطت شركات النفط العالمية، مثل TotalEnergies وVAALCO Energy، الأولوية للتنقيب البحري القريب، ما أدى إلى اكتشاف حقل  النفط South Tchibala 1HB-ST في يونيو الماضي.