«فاروس» يناقش التداعيات الاجتماعية للصراعات الأهلية بجنوب السودان

الصراع القائم في جنوب السودان فشل الانفصال عن الشمال في معالجته

يوسف بنده

أدت الحرب إلى توقف المشروعات الاقتصادية والتنموية في جنوب السودان، وتعطيل جزئي لإنتاج البترول وما ترتب عليه من ارتفاع سعر الدولار مقابل عملة الجنوب.


اجتذب الصراع القائم في جنوب السودان الاهتمام الدولي بسبب وحشية العنف، لا سيما ضد المرأة.

وبحسب دراسة لمركز “فاروس للاستشارات”، فقد أدرجت الأمم المتحدة جنوب السودان بجانب سوريا والعراق واليمن كواحدة من حالات الطوارئ الإنسانية الأربع في العالم، لتصبح جنوب السودان الدولة الوحيدة على مستوى إفريقيا التي تعاني من حالات الطوارئ الإنسانية.

السودان

العنف في جنوب السودان

بداية الصراع

تعود البدايات الأولى للصراع في السودان إلى الفترة التي كانت فيها بريطانيا تفرض سيطرتها على السودان، وتتبنى خلالها سياسة فصل الجنوب عن الشمال من خلال فرض “الحكم الثنائي أو الإدارة المشتركة”.

تلك السياسة التي سعت من خلالها إلى عزل الجنوب عن الشمال ومنع التواصل فيما بينهما والعمل على توسيع الفوارق وزرع بذور التباين والاختلاف.

كما سعت بريطانيا خلال تلك الفترة إلى منع انتشار اللغة العربية وعدم وصول الإسلام إلى الجنوب، وتبنت السلطة البريطانية العديد من الإجراءات التي من شأنها العمل على ذلك.

منها: منع الزواج بين الشمال والجنوب، ومنع الرجل الشمالي الذي يعمل في الجنوب من اصطحاب زوجته بعد انتهاء فترة عمله، هذا بالإضافة إلى منع الاختلاط بين سكان الشمال والجنوب خشية من تأثير العادات والتقاليد العربية والإسلامية على أهل الجنوب، كما اعتمدت اللغة الإنجليزية كلغة رسمية في البلاد وغيرها من الإجراءات.

الحرب الأهلية في جنوب السودان

آثار الصراع في الجنوب

أسفر النزاع المسلح الذي نشب في جنوب السودان ديسمبر 2013 عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، وكان لهذه الانتهاكات تأثير مدمر في السكان المدنيين، فحكومة جنوب السودان والحركة الشعبية لتحرير السودان والقوات المتحالفة مع كل منهما تعمدوا مهاجمة المدنيين وقتلهم واختطاف النساء واغتصابهن، كما ارتكبوا العديد من أعمال التعذيب وتدمير الممتلكات المدنية ونهبها.

وأدت الأعمال إلى وقوع عدد غير معروف من القتلى فضلاً عن الإصابات الجسدية، كما أدت إلى تشريد أكثر من مليوني شخص وفقدان سبل العيش وارتفاع مستويات انعدام الأمن الإنساني والغذائي.

قافلة مساعدات أممية

مساعدات إنسانية إلى جنوب السودان

آثار اقتصادية

بالإشارة إلى الآثار الاقتصادية الناجمة عن الحرب، فقد أدت الحرب إلى توقف المشروعات الاقتصادية والتنموية في جنوب السودان، وتعطيل جزئي لإنتاج البترول وما ترتب عليه من ارتفاع سعر الدولار مقابل عملة الجنوب، وظهور شبح المجاعة في البلاد.

بالإضافة إلى حرق الكثير من المنشآت والمؤسسات الاقتصادية والتجارية، وهروب عدد من المستثمرين الأجانب من جنوب السودان وما ترتب على ذلك من تعطل التنمية.

مسلحون قبليون في جنوب السودان

مسلحون قبليون في جنوب السودان

آثار اجتماعية

فيما يتعلق بالآثار الاجتماعية الناتجة عن الصراع والحروب الأهلية في جنوب السودان، والتي تمثل محور اهتمامنا في متن هذه الدراسة، فهي كثيرة ومتعددة، ويمكننا أن نتطرق إليها بشيء من التفصيل على النحو التالي:

ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة وارتفاع معدلات الإجهاض وارتفاع وتيرة الهجرة والنزوح وتراجع معدلات التعليم وارتفاع معدلات زواج الأطفال وتغير أدوار النوع الاجتماعي والفقر وسرقات الماشية.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا