فاروس يناقش تداعيات هبوط البورصات العالمية على أسواق إفريقيا

تراجع قيمة العملات الوطنية الإفريقية عقب هبوط البورصات العالمية

يوسف بنده

السبب الرئيسي لتراجع قيمة العملات المحلية في إفريقيا يتمثل في تزايد مخاوف المستثمرين بشأن دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة الركود.


هبوط عنيف شهدته بورصات العالم خلال جلستي الجمعة والإثنين الموافقين 2 و5 أغسطس 2024 على الترتيب، وسط موجة بيعية حادة محت أكثر من 3 تريليونات دولار من القيم السوقية لأسواق الأسهم.

وحسب تقرير مركز فاروس للاستشارات، فإن نزيف الخسائر الضخم نتج في الأساس عن عدة عوامل اقتصادية، على رأسها تنامي المخاوف من ركود أمريكي محتمل، وارتفاع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.3% في يوليو 2024، في إشارة على ضعف سوق العمل.

هبوط البورصات

عوامل أخرى

يشير تقرير فاروس للاستشارات إلى عوامل أخرى، منها: تأخر مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي “البنك المركزي” في خفض الفائدة والتي لا تزال عند معدلات مرتفعة في نطاق 5.25-5.5%، وهي الأعلى في عقدين.

كذلك، شهد قطاع التكنولوجيا، الذي كان لفترة طويلة المحرك الرئيسي لنمو الاقتصاد الأمريكي، أداءً ضعيفًا، إذ أعلنت شركات عملاقة مثل “إنتل” عن نتائج مالية مخيبة للآمال، بينما شهدت أسهم شركة “أبل” موجة بيع كبيرة، ما أدى لتراجع حاد في أسهم شركات التكنولوجيا التي كانت تتداول بتقييمات مرتفعة تاريخيًا.

أما الضربة القاضية فقد جاءت من اليابان؛ إذ رفع البنك المركزي الياباني بشكل مفاجئ أسعار الفائدة من 0.1% إلى 0.25%، ورغم أن هذه الزيادة تبدو طفيفة، إلا أنها أحدثت زلزالًا في الأسواق العالمية، إذ اعتاد المستثمرون لسنوات على الاقتراض بأسعار فائدة شبه معدومة “فائدة سلبية” من اليابان واستثمار هذه الأموال في أصول أكثر ربحية في أماكن أخرى.

لكن مع ارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع قيمة الين، أصبحت هذه الاستراتيجية غير مجدية، ما دفع المستثمرين إلى بيع أصولهم في جميع أنحاء العالم لتغطية خسائرهم في الين، واللجوء إلى أصول الملاذات الآمنة كالسندات وأذون الخزانة والذهب.

بورصات عالمية

خسائر تطال البورصة المصرية

ما بين تراجع الجنيه لأدنى مستوياته منذ شهر مارس الماضي وانخفاض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية، أصبحت السوق المصرية هي الأخرى ضحية موجة بيع الأسهم العالمية.

وقد تراجع الجنيه أمام الدولار إلى مستوى 49.2 -وهو أدنى مستوى له منذ مارس- بينما انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30 بنسبة 2.3% ليغلق عند 27.8 ألف نقطة، وفقا لبيانات السوق، بختام تعاملات جلسة الإثنين 5 أغسطس 2024.

السبب الرئيسي لتراجع قيمة الجنيه يتمثل في تزايد مخاوف المستثمرين بشأن دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة الركود، بعد قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي بتثبيت أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير على خلفية المؤشرات السلبية للاقتصاد، بما في ذلك ارتفاع معدل البطالة وتباطؤ معدلات نمو القطاع الصناعي والسلع المعمرة.

الأسهم الأمريكية

الأسهم الأمريكية

تعثر أسهم جنوب إفريقيا

فيما تعثرت أسهم وعملة جنوب إفريقيا “الراند”، مع تدهور معنويات المستثمرين العالميين تجاه الأصول ذات المخاطر العالية بسبب المخاوف المتزايدة بشأن الركود المحتمل في الولايات المتحدة.

وفي بورصة جوهانسبرج، انخفض مؤشر أفضل 40 شركة، وهو المقياس الأوسع لأداء سوق الأسهم في جنوب إفريقيا، بنحو 2.3%، مما يعكس عمليات البيع في أسواق الأسهم العالمية، بحسب ما أورد الموقع الأمريكي “سي إن بي سي”.

أما مؤشر بورصة جوهانسبرغ لجميع الأسهم، بأكثر من 2% في التعاملات اللحظية، لكنه نجا من أسوأ عمليات البيع لأنه ليس منكشفًا بشكل كبير على شركات التكنولوجيا الكبرى، كما أفاد الموقع الجنوب إفريقي “بيزنس لايف”. وأغلق المؤشر على تراجع بنسبة 1.19% عند 79577 نقطة، متأثرا بتراجع المعادن، مع تراجع الموارد والمعادن الثمينة والصناعية بنحو 2%.

وتراجع الراند إلى أضعف مستوى له منذ شهرين تقريبًا، مما أدى إلى محو بعض المكاسب التي حققها بعد الانتخابات العامة في مايو؛ حيث انخفض بنسبة 1.36% ليصل إلى 18.54 راند للدولار الواحد.

للاطلاع على التقرير الأصلي، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا