«فاروس» يناقش دلالات عودة العنف إلى الساحل الإفريقي

استهداف قوات فاجنر.. المعركة ضد روسيا من أوكرانيا إلى إفريقيا

يوسف بنده
أوكرانيا تُدعم المسلحين وتهاجم فاجنر الروسية في مالي

يعكس الهجوم على قوات فاجنر في مالي، تحديًا مباشرًا للنفوذ الروسي المتزايد هناك والمنطقة بشكل عام.


شهدت منطقة الساحل الإفريقي هجومًا خطيرًا استهدف مجموعة فاجنر الروسية والقوات الحكومية في مالي.

وحسب تقرير مركز فاروس للاستشارات، يعد هذا الهجوم من الأحداث البارزة التي تعكس التوترات المتصاعدة في المنطقة، في ظل التحولات الجيوسياسية والتنافس الدولي على النفوذ في إفريقيا.

قوات مالي

قوات حكومية في مالي

تحولات جيوسياسية

منذ سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا عام 2011، شهدت منطقة الساحل الإفريقي تصاعدًا في النشاطات الإرهابية، وانتشارًا للجماعات المسلحة المختلفة.

وقد تحولت مالي إلى مركز للنزاعات المسلحة، مع إعلان بعض الجماعات الإسلامية المتشددة تمردها ضد الحكومة المالية، في ظل هذا الوضع، تدخلت فرنسا عام 2013 بعملية “سرفال” لمساعدة الحكومة المالية في استعادة سيطرتها على البلاد، وهو ما أدى لاحقًا إلى نشر قوة متعددة الجنسيات تحت اسم “مينوسما” لدعم الاستقرار.

وفي 2021، وفي ظل تزايد التوترات مع فرنسا واتهام باريس بالفشل في تحقيق الأمن، دعت الحكومة المالية مجموعة فاجنر الروسية للمساعدة في مكافحة الجماعات الإرهابية، مما أدى إلى انسحاب القوات الفرنسية وتصاعد الانتقادات الدولية لوجود فاجنر.

منطقة الساحل الإفريقي بالأخطر عالمياً

منطقة الساحل الإفريقي

تكتيكات جديدة

في تطور جديد، شهدته منطقة الساحل حيث استهدف عناصر من الجماعات الإرهابية قاعدة عسكرية مشتركة لقوات فاجنر والجيش المالي، وفقًا للمصادر الميدانية، استخدمت الجماعات المهاجمة تكتيكات متعددة من بينها التفجيرات الانتحارية والهجمات المسلحة المباشرة.

بعدها، أعلنت مالي عن قطع علاقتها مع أوكرانيا بعد أن اتهمت حكومة كييف بأنها متورطة في قتل قوات وعناصر الجيش والأمن المالي في منطقة كيدال شمال مالي، فيما يرى العديد من المراقبين أن هذا الهجوم يعد أكبر هزيمة قد شهدتها قوات فاجر منذ عملها في مالي منذ 2021، لمساعدتها على دحر الإرهاب والجماعات المتطرفة.

وقد تفاوتت ردود الفعل على الهجوم بين الإدانات الدولية والتأكيد على دعم الحكومة المالية، فقد أدانت النيجر ومالي ودول أخرى في غرب أفريقيا التصريحات التي أدلى بها سفير أوكرانيا لدى السنغال وغينيا وغينيا بيساو والكوت ديفوار، وأعلنت النيجر قطع علاقاتها مع أوكرانيا.

نقل المعركة

استدعت وزير الخارجية السنغالية السفير الأوكراني بسبب مقطع الفيديو المصور الذي نشرته السفارة الأوكرانية على صفحتها على موقع فيسبوك، فيما أعربت وزيرة الخارجية الروسية عن أسفها لنقل أوكرانيا معركتها إلى الساحة الإفريقية نتيجة لعجزها عن هزيمة روسيا في ميادين المعركة.

ويعكس الهجوم تحديًا مباشرًا للنفوذ الروسي المتزايد في مالي والمنطقة بشكل عام، وقد تضطر موسكو إلى إعادة تقييم استراتيجياتها وتحسين تنسيقها مع الحكومة المالية لضمان حماية مصالحها، كما أنه من المحتمل أن يؤدي الهجوم إلى مراجعة الاستراتيجيات الأمنية المتبعة في مالي ومنطقة الساحل بشكل عام، وما يشمله ذلك من تحسين جمع المعلومات الاستخبارية، وتطوير تكتيكات جديدة لمواجهة الجماعات المسلحة.

للاطلاع على التقرير كاملًا، اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا