فاز برئاسة «النواب الأمريكي» بعد 14 هزيمة.. كيفين مكارثي يبدأ «العمل الشاق»

شيرين صبحي

كشفت معركة الاقتراع، التي انتهت بفوز مكارثي برئاسة مجلس النواب الأمريكي، عن انقسامات عميقة بين الجمهوريين في مجلس النواب، وهو ما ينذز بعامين صعبين أمام مكارثي.


تصويت استمر 4 أيام، واستغرق 15 جولة، قاد، في النهاية، النائب الجمهوري كيفن مكارثي، نحو الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب الأمريكي.

فاز مكارثي بعد حصوله على 216 صوتًا مقابل 212،  وعقب فوزه بالمنصب، قال: “الآن بدأ العمل الشاق والأهم”. وهنأه الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلًا: “أنا مستعد للعمل مع الجمهوريين”.

سنحرز تقدمًا

هذه هي المرة الأولى منذ قرن، التي يفشل فيها مجلس النواب في اختيار رئيس في الاقتراع الأول. ولدى دخوله الكابيتول، أول من أمس الجمعة 6 ديسمبر 2023، قال مكارثي للصحفيين: “سنحرز تقدمًا، سنفاجئكم”.

وقد استطاع مكارثي يومها الحصول على أصوات 14 نائبًا من مؤيدي ترامب في جولة الاقتراع الـ12، بعد أن قدم لهم تنازلات كبيرة.

معركة تصويت مريرة

كيفين مكارثي

شهدت جلسة التصويت الكثير من التوتر والصراخ وتوجيه الاتهامات، ولكن معركة التصويت المريرة، وهي الأطول منذ عام 1859، وفق صحيفة “نيويورك تايمز”، انتهت بعد فترة وجيزة، عندما تغير بعض الأصوات لصالح مكارثي. وعلت الهتافات في المجلس، وعانق مكارثي أعضاء فريق قيادته.

وصعد مكارثي إلى منبر المتحدث، ورفع المطرقة وضربها ضربتين قويتين، وقال مازحًا: “كان ذلك سهلًا، أليس كذلك؟”. وتابع قائلًا: “قال لي والدي دائمًا، ليس المهم الطريقة التي تبدأ بها، وإنما الطريقة التي تنتهي بها”.

ضربة لنفوذ ترامب

فشل مكارثي في تأمين الفوز بمنصب رئيس مجلس النواب الأمريكي على مدار 14 عملية تصويت، يمثل ضربة خطيرة أخرى للنفوذ السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، كما تقول صحيفة “ذا هيل” الأمريكية.

وتجاهل الجمهوريون المعارضون لرئاسة مكارثي، مناشدات ترامب دعمه للحصول على المنصب، وهو الأمر الذي رأته الصحيفة أحدث علامة على أن قبضة ترامب الحديدية على حزبه تضعف، ولجأ ترامب إلى منصته الخاصة بالتواصل الاجتماعي، لدعوة ما يقرب من 20 جمهوريًّا في مجلس النواب، يعارضون مكارثي للالتفاف حول زعيم الحزب الجمهوري.

انقسامات.. وتهنئة رئاسية

كشفت معركة الاقتراع عن انقسامات عميقة بين الجمهوريين في مجلس النواب، وهو ما ينذز بعامين صعبين أمام مكارثي. وقال عضو الكونجرس الجمهوري باتريك ماكهنري، في بداية خطابه بترشيح مكارثي لمنصب رئيس المجلس: “كان أسبوعًا طويلًا”.

ورأت صحيفة “نيويورك تايمز”، أن فوز مكارثي، الذي جاء بعد 14 هزيمة وسلسلة من التنازلات للمشرعين المحافظين، من شأنه أن يضعف سلطته كثيرًا، مع تعزيز نفوذهم على أغلبية الحزب الجمهورى الجديدة في مجلس النواب.

وهنأ الرئيس الأمريكي جو بايدن، مكارثي لانتخابه رئيسًا لمجلس النواب، قائلًا: “أنا مستعد للعمل مع الجمهوريين، عندما يكون ذلك ممكنًا، والناخبون أشاروا بوضوح إلى أنهم ينتظرون من الجمهوريين أن يكونوا مستعدّين للعمل معي،.. حان وقت الحكم بمسؤولية، ولصالح الأمريكيين”.

بايدن

بايدن

من هو مكارثي؟

مكارثي المولود في 26 يناير 1965 بمدينة بيكرسفيلد في كاليفورنيا، هو سياسي أمريكي من الحزب الجمهوري، درس إدارة الأعمال في جامعة كاليفورنيا الولائية. وجرى انتخابه للمرة الأولى نائبًا في مجلس النواب الأمريكي عام 2007، وانتخب لرئاسة مجلس النواب في فترته الثانية نائبًا جمهوريًّا لرئيس المجلس من 2009 إلى 2011.

وقد أصبح مكارثي زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب سنة 2019، وعندما سيطر الجمهوريون على المجلس عام 2011، أصبح منفذًا لحزب الأغلبية حتى أغسطس 2014.

ماذا عن علاقته ببيلوسي؟

بيلوسي

نانسي بيلوسي

سبق أن وصفت الرئيسة السابقة لمجلس النواب نانسي بيلوسي، مكارثي بالأحمق، عندما عارض مسألة وضع الكمامات في ظل عودة ارتفاع الإصابات بكورونا. وفي أغسطس الماضي، عبر مكارثي مازحًا عن رغبته في ضرب الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب نانسي بيلوسي، وذلك بعد أن تلقى مطرقة هدية خلال حدث لجمع تبرعات.

وقال مكارثي: “أريدكم أن تشاهدوا عندما ستعطيني نانسي بيلوسي هذه المطرقة، سيكون من الصعب عدم ضربها بها، ولكن في الواقع سأمتنع عن ذلك”. وقابل مزاح مكارثي استهجانًا ومطالبات بالاعتذار أو الاستقالة، وعلق بعض النواب بأن “هذا النوع من التصريحات هو الذي تسبب في العنف والموت في الكابيتول”.

ربما يعجبك أيضا