فاينانشال تايمز: إلام تحتاج نيجيريا بعد انتهاء فترة حكم بخاري؟

يستعد الرئيس النيجيري، محمد بخاري، للتنحي في نهاية الشهر الحالي، مايو 2023، بعد تنصيبه في عام 2015 واستمراره لمدة فترتين رئاسيتين.

وتحدثت صحيفة فاينانشال تايمز، في مقال لها للكاتبة عائشة أوسوري، وهي مديرة مكتب نائب الرئيس التنفيذي في مؤسسات المجتمع المفتوح، عن أوضاع نيجيريا قبل تنحي بخاري، وهو الرئيس الذي وصفته بأنه بدأ رئاسته بفرحة عارمة بين الشعب.

فساد وانعدام أمني

قالت الصحيفة البريطانية في مقالها، إن نيجيريا عند تسلم بخاري الرئاسة كان بها انعدام للأمن، وفساد مستشرٍ، ونقص في الموارد والطاقة، وهي الأمور التي قال عنها الرئيس النيجيري إنه سيجري التعامل معها.

وأضافت أن الوضع ازداد سوءًا بعد ذلك، فانعدم الأمن، ومثّل تنظيم بوكو حرام التهديد الأمني ​​الرئيس، وعلى الرغم من احتوائه إلى حد كبير في شمال شرق البلاد، فإنه امتد إلى الشمال الغربي ونزولًا تجاه العاصمة أبوجا.

اقرأ أيضًا: مسلحون في نيجيريا يطلقون سراح 74 طفلًا

وأوضحت فاينانشال تايمز في المقال، أن البلاد تشهد حالات من السرقة والعنف المجتمعي، ما جعل الشعب النيجيري غير آمن في منزله، وأصبح الخطف من أجل طلب الفدية أمرًا رائجًا في تلك الدولة الإفريقية.

فايننشيال تايمز: ماذا تحتاج نيجيريا بعد انتهاء فترة حكم بخاري؟

تمويل كبير للجيش دون فائدة

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أجزاءً كبيرة من نيجيريا غير خاضعة للحكم، وهذا على الرغم من تمويل بخاري للجيش أكثر من أي رئيس آخر جاء منذ عام 1999.

وتنتشر فضائح الفساد في أرجاء البلاد، وآخرها العفو عن اثنين من المحافظين السابقين، في عام 2022، تصادف أنهما عضوان في حزب بخاري، وأدينا بسرقة المليارات.

اقرأ أيضًا: فرار طالبات نيجيريات بعد أسبوعين من خطفهن

ووصفت الصحيفة البريطانية رئاسة بخاري بأنها دمرت الاقتصاد، ولم يعمل الرئيس النيجيري على الارتقاء بالرزاعة والصناعة، ولم يشجع رواد الأعمال ولم يوفر لهم سبل الاستثمار.

فايننشيال تايمز: ماذا تحتاج نيجيريا بعد انتهاء فترة حكم بخاري؟

انهيار الاقتصاد والاستثمار الأجنبي المباشر

أعلن المكتب الوطني للإحصاء في البلاد، الشهر الماضي، أن الاستثمار الأجنبي المباشر في نيجيريا انخفض إلى أدنى مستوياته في تسع سنوات، من 3 مليارات دولار في عام 2015 إلى 468 مليون دولار.

وتراجعت ثقة المستثمرين مع انخفاض القوة الشرائية، حيث يُتوقع أن ينخفض ​​أكثر من 13 مليون نيجيري إلى ما دون خط الفقر بين عامي 2019 و 2025، وأدت سرقة النفط الخام أيضًا إلى خفض الإنتاج بمقدار النصف تقريبًا، ما أدى إلى ارتفاع مدفوعات دعم واستهلاك الوقود.

فايننشيال تايمز: ماذا تحتاج نيجيريا بعد انتهاء فترة حكم بخاري؟

نيجيريا بحاجة إلى إصلاحات

ارتفع الدين القومي بحدة، خلال السنوات الخمس الماضية، فجرى استثمار جزء منه في البنية التحتية، والذي كانت ستستفيد به البلاد في تسهيل حركة الأشخاص والسلع والخدمات، ولكن انعدام الأمن حال دون الوصول إلى ذلك.

وأشارت فاينانشال تايمز إلى أنه في حين يستعد الرئيس المنتخب، بولا أحمد تينوبو لتولي المنصب، فإن بانتظاره فوضى تسبب بها بخاري منذ عام 2015.

وأكدت في نهاية المقال، أن ما يحدث في نيجيريا عبرة في أن تغيير الوجوه لا يكفي، وأنه يجب أن توجد إصلاحات منهجية يقودها المفكرون وصناع السياسة.