عوشة السويدي.. فتاة العرب التي خلدت القصيدة الإماراتية بموهبة استثنائية

نادية عبد الباري

من هي عوشة السويدي التي احتفل بها محرك البحث الشهير، جوجل؟


يحتفي محرك البحث “جوجل”، اليوم الاثنين، 28 نوفمبر بالشاعرة الإماراتية عوشة السويدي الملقبة بـ”فتاة العرب”.

وضع جوجل في واجهته صورة تعبيرية تمثل “عوشة السويدي” على الصفحة الرئيسية للبحث، مرسومة فيه البرقع المميز للفتاة الخليجية البدوية، فمن هي عوشة السويدي التي احتفل بها محرك البحث الشهير؟

bcd11094 a6d8 438f 89e8 6596e71a0114 16x9 1200x676

رحلة الموهوبة عوشة السويدي

هي عوشة بنت خليفة بن الشّيخ أحمد بن خليفة السويديّة، ولدت في إمارة أبو ظبي سنة 1920، ثم انتقلت مع أهلها إلى إمارة العين ومنها لدولة قطر حيث قضت هناك 15 عامًا، لم يستمر رحال “عوشة” خارج الإمارات كثيرًا إذ عادت للعين مرة أخرى، وفي أواخر الثمانينات من القرن الماضي انتقلت للعيش في دبي، الترحال أثقل موهبتها وأظهر نبوغها الملفت في نظم الشعر.

1e164c04 eec3 4091 baa1 d2afd0ae7a20

ديوان فتاة العرب

تروي الشاعرة الراحلة عوشة السويدي في أثناء حصولها على جائزة أبو ظبي عام 2009 أن الفضل في موهبتها أنها تربت في بيت علم ودين وكان رجال العلم والشيوخ لا يغادرون مجلس أبيها وزخر منزلهم بالقامات الأدبية، لذا في سن الـ12 بدأت كتابة الشعر، وكانت معجزة في تدفقه حيث نظمّت 100 قصيدة موزونة خلال شهر تقريبًا.

فتاة العرب التي حظيت باحترام الجميع

اعتبرت عوشة من رواد الشعر النبطي في الإمارات والمنطقة العربية، واسمها علامة مهمة في مسيرة الشعر النبطي، وأشعارها امتدادًا لمرحلة تجديدية مهمة، بدأها الشاعر راشد الخضر أحد رواد تلك المدرسة، وكانت متأثرة في كتاباتها بالماجدي بن ظاهر والمتنبي، ليحتفي عدد من الصحف والمجلات بنشر قصائدها حتى إن دواوينها المسموعة جمعت في ديوان “فتاة العرب” عام 1990.

تميزت عوشة بأنها ألفت عددًا من القصائد في مختلف مجالات الشعر كالغزل والنقد الاجتماعي والمدح والإسلاميات، وكلها منظومة في إطار المدرسة النبطية، وكانت من أوائل الفتيات التي تجالس الشعراء وتناظرهم ومنهم وجالست الكبار، منهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.

سر لقب “فتاة العرب”

ويتساءل كثيرون من أين جاء لقب “فتاة العرب” لعوشة، كانت عوشة تكتب تحت اسم “فتاة الخليج”، ثم أطلق صاحب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عليها “فتاة العرب” تقديرًا لمكانتها وموهبتها الشعرية.

أسهمت الراحلة في إيصال القصيدة الإماراتية لأفق جديدة من الانتشار، وكونها عاشرت قرابة قرن من الزمن، فهي شهدت أهم التحولات الاجتماعية والأدبية في حياة الإمارات والخليج عامة، وكانت قصائدها معبرة عن ذلك، وحرص عدد كبير من المغنين على التغني بأشعارها وصورها البليغة منهم جابر جاسم، علي بن روغة، ميحد حمد وغيرهم كثير.

اعتزال عوشة الشعر

أواخر التسعينات شهدت مرحلة جديدة في حياة “عوشة”، حين تفاجأ الوسط الأدبي الإماراتي باعتزالها الشعر واقتصارها على التغزل ومدح الرسول صلي الله عليه وسلم، واستمرت في ذلك حتى وفاتها المنية 27 يوليو 2018 في مدينة دبي عن عمر يناهز 98 عامًا.

العائلة الحاكمة في الإمارات تأثرت برحيلها ونعاها الشيخ محمد بن راشد، وقبله وصفها الشيخ الراحل زايد بن سلطان أنها ركن من أركان الشعر بقوله: “يا ركن عود الهوى وفنه… شاقني جيلك بالوصافي”، كُرمت عوشة السويدي في عدد من المحافل الأدبية حتى حصلت على جائزة أبوظبي في دورتها الخامسة عام 2009، تقديراً لجهودها ومشوارها الطويل في الشعر والمساجلة.

لماذا اختارت جوجل هذا اليوم؟

في مثل هذا اليوم، 28 نوفمبر من عام 2011، اعترفت الإمارات بإسهاماتها في الأدب في حدث مرموق بتدين المجتمع الشعري جائزة سنوية للشاعرات الإماراتيات باسم “عوشة السويدي”، وخصص لها قسم خاص في متحف المرأة بدبي.

ربما يعجبك أيضا