فجوة دارين.. هل تنجح الخطة الأمريكية البنمية في حل أزمة المهاجرين؟

في سعيها لمنع الهجرة غير الشرعية.. أمريكا تفق مع بنما وتستمر معاناة المهاجرين

بسام عباس
مهاجرون عبر فجوة دارين

تتزايد المخاوف لدى واشنطن من ارتفاع عدد المهاجرين الذين يعبرون فجوة دارين، وهي مساحة من الغابة بين كولومبيا وبنما، في طريقهم إلى الولايات المتحدة.

وفشلت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في وقف هذا التدفق، بعدما اعتقدت أنها وجدت حلًا في رئيس بنما الجديد، خوسيه راؤول مولينو، الذي خاض حملته الانتخابية متعهدًا بإغلاق الحدود.

مخاطر كثيرة

قالت مجلة الإيكونوميست إن فجوة دارين شديدة الخطورة ولا يمكن عبورها، وعلى الذين تجرؤوا على عبورها التعامل مع الثعابين السامة والأنهار السريعة وقطاع الطرق الذين يغتصبون المسافرين ويسرقونهم، ولكن العنف المتزايد والاستبداد والصعوبات الاقتصادية في أمريكا اللاتينية وخارجها يدفع أعدادًا متزايدة من الناس للقيام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

وذكرت المجلة في تقرير نشرته الجمعة 16 أغسطس 2024، أنه في عام 2014، عبر أقل من 10 آلاف مهاجر الفجوة، وفي العام الماضي، عبرها أكثر من 500 ألف مهاجر، ومن المتوقع حدوث موجة أخرى من الهجرة نتيجة للانتخابات الرئاسية الفنزويلية في 28 يوليو.

ترحيل المهاجرين

أوضحت المجلة أنه بموجب الاتفاق الذي وقعته حكومتا مولينو وبايدن، سيتم إرسال المهاجرين الذين ليس لديهم الحق في التواجد في بنما إلى ديارهم على متن رحلات تدفعها الولايات المتحدة، وقد تلقت بنما مبلغًا أوليًا قدره 6 ملايين دولار لتجهيز وتدريب عملاء “سينافرونت” ودفع تكاليف رحلات العودة.

وأضافت أن الخطة واضحة، على الورق، ولكن في الممارسة العملية، من المستحيل تحقيقها، فالجميع يحتاج إلى جواز سفر ساري المفعول لدخول بنما بشكل قانوني، ولكن وفقًا للمفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 7% فقط من المهاجرين الفنزويليين، الذين يشكلون ثلثي الذين يعبرون الفجوة، لديهم جوازات سفر سارية المفعول.

وهذا يعني أن جميع المهاجرين من منطقة دارين يعتبرون مؤهلين للترحيل، ومن أجل إعادتهم إلى ديارهم، يتعين على بنما أن تبرم اتفاقيات مع الدول المستقبلة، وقد بدأت المناقشات مع كولومبيا والإكوادور، وفي أعقاب تزوير مادورو للانتخابات، علقت حكومة بنما العلاقات الدبلوماسية مع فنزويلا.

ممر إنساني

أشارت المجلة إلى أن حكومة بنما تتحدث الآن عن إنشاء “ممر إنساني”، بدلاً من إغلاق الحدود، ونقلت عن رئيس منظمة سينافرونت، خورخي جوبيا، قوله إن الأسلاك الشائكة ووكلاء الحدود الإضافيين يهدفون إلى “توجيه تدفق المهاجرين عبر طريق واحد” يمكن إدارته.

والآن تؤخذ بيانات العديد من المهاجرين البيومترية والخضوع لفحوصات السجل الجنائي في كاناس بلانكاس، ثم يمشون إلى لاجاس بلانكاس، حيث يوزع عمال الإغاثة الطعام والمأوى، ويبدو أن الولايات المتحدة مندهشة من هذا التحول، ففي المكالمة الهاتفية في 14 أغسطس، شكر “بايدن”، “مولينو” على دعمه “للهجرة المنظمة والإنسانية”.

 

الممر الإنساني والممرات البديلة

الممر الإنساني والممرات البديلة

مصالح مختلفة

أوضحت المجلة أن جوهر القضية يتمثل في أن البلدين لديهما مصالح مختلفة، فالناخبون البنميون لا يهتمون كثيرًا بالمهاجرين، الذين يستقلون الحافلات المتجهة شمالًا بعد خروجهم من الغابة، وبدلًا من ذلك، يشعر الناخبون بالقلق إزاء انعدام القانون المتزايد على الحدود، كما تنصب العصابات البنمية الجديدة كمائن للمهاجرين، كما يزدهر المجرمون الكولومبيون.

وفي الولايات المتحدة، قد تؤثر المخاوف بشأن الهجرة على الانتخابات الرئاسية المقبلة، تاريخيًّا، جاء معظم المهاجرين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من المكسيك وأمريكا الوسطى، ولكن منذ ديسمبر 2023، جاء أكثر من نصفهم من أماكن أبعد، وخاصة فنزويلا وهايتي والإكوادور، وكل هؤلاء تقريبًا عبروا فجوة دارين أولًا.

وقال وزير الأمن العام في بنما، فرانك أبريجو، إن مكتبه يدرس تشغيل عبارات لنقل ما يصل إلى 2000 شخص في المرة الواحدة من كولومبيا إلى بنما، ويقول إن المهاجرين سيُسمح لهم “بالاستمرار في البحث عن حلمهم الأمريكي”، ما من شأنه إثارة استنكار واشنطن، وبينما تتشاجر الحكومات، تستمر معاناة المهاجرين.

ربما يعجبك أيضا