فجوة كبيرة مع قيادات الجماعة.. ورطة جيل الشتات الإخواني في تركيا

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

أفرزت الحالة الحالية لأبناء وأتباع جماعة الإخوان في الشتات بتركيا أوضاعًا غاية في السوء فضلًا عن التناقض الذي تعيشه الجماعة بين القيادات والقواعد التنظيمة هناك.

ويقول الكاتب الصحفي والباحث المتخصص في شؤون الإرهاب والجماعات، عمرو عبدالمنعم: أوجد هذا السوء والتناقض الكبير فجوة كبيرة بين عناصر التنظيم وقياداته من الناحية الاقتصادية وظهر هذا جليًا منذ عدة شهور فيما عرف بالحصول البعض منهم دون الآخر على ما عرف بـ”الجنسية الاستثنائية”، والذي امتد بشكل كبير إلى الإقامة والعمل وهذا ما أثار حالة من الجدل في صفوف شباب الإخوان وخاصة ممن أوشكت جوازات سفرهم على الانتهاء أو انتهت فعلًا.

معاناة
وأضاف عمرو عبدالمنعم في تدوينة له عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: يعاني معظم تيار الإخوان في الخارج من عزلة عن باقي التيارات الإسلامية الأخرى بدعوى أن الإخوان هم السبب فيما آلت إليه الأمور في الداخل والخارج واتهام بعضهم البعض بالعمالة. ومع ظهور أزمة تمويل القنوات الإخوانية التي فضحها العاملون المنتمون لهذه القنوات وكيف كشفت هذه الأزمة عن حجم الفساد المستشري فى داخل هذه القنوات وفي صفوف هذا التيار.

يأتي هذا في الوقت الذي تعاني عناصر الجماعة من التشريد والتسريح من أعمالهم ووظائفهم بدوافع أيديولوجية تارة وتنظيمية تارة أخرى وفي الوقت الذي يعاني أعضاؤها من ضيق العيش والسكن نجد أن الكثير منهم خالف مفاهيم الأخوة الدينية التي تربى عليها من قيم الإيثار والحب في الله والتكافل الاحتماعي والتي يرددونها سابقًا، وخاصة مع ازدياد وطأة جائحة “كورونا” التي اجتاحت العالم مما أثر بالسلب على تواجد عناصر الجماعة في تركيا على وجه الخصوص.

وتوقع “عبدالمنعم” خلال الأيام القليلة القادمة – بسبب المعاناة الاقتصادية لشباب وشابات الجماعة – أن تحاول قيادات الجماعة المتاجرة بهذة المعاناة التي تسبببوا فيها واستمالة الشباب من جديد، وقد نرى سعي تيار من الشباب الإخواني لطرح بدائل أخرى جديدة لمواجهة التحدي، وهو ما سوف تسفر عنه الأيام القليلة القادمة.

انتحار شباب الجماعة

وفي سياق متصل، أكدت دار الإفتاء المصرية أن انكشاف جماعة الإخوان وممارساتها دفعت بعض شبابها للانتحار.

وقالت في تقرير لها، أواخر أكتوبر الماضي، إن وحدة الرصد والمتابعة بالدار كشفت إقدام عدد كبير من شباب الإخوان الهاربين في تركيا على الانتحار بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها نتيجة عدم وجود موارد مالية وعدت قيادات الإخوان بتوفيرها لهم من خلال صناديق الدعم التي تقوم قيادات الجماعة بتوفيرها من التبرعات مشيرة إلى أن هذه التبرعات تجمعها من المراكز والجمعيات الخيرية التابعة لها في دول مختلفة تحت أسماء وهمية.

وأوضحت الإفتاء المصرية أن ارتفاع معدل الانتحار بين شباب الجماعة الإرهابية لا يرجع إلى أسباب اقتصادية في المقام الأول، بل هناك أسباب نفسية نتيجة حالة اليأس التي وصل إليها الشباب جراء الصدمة التي اكتشفوها في قيادات الجماعة الإرهابية التي استخدمتهم كدروع بشرية يحتمون بها لتحصيل مكاسب سياسية، وعندما فشلوا في ذلك تاجروا بالشباب لتحصيل منافع مالية قام قادة الجماعة الإرهابية بوضعها في حسابات بنكية خاصة بهم.

وذكرت الدار أن قادة الجماعة لم ينفقوا من هذه الأموال على رعاية الشباب الذين خدعوهم بمعاداة وطنهم والإقامة في تركيا، حيث تأكد الشباب من ممارسة قياداتهم الكذب عليهم بأنهم سيجدون مناخا جيدًا في تركيا يمكنهم فيه بدء حياة جيدة، ولكن الشباب اصطدموا بعنصرية تركية من القيادة والشعب تمارس منهج قادة الجماعة في المتاجرة بقضيتهم لتحقيق مكاسب سياسية على المستوى القاري أو الشرق أوسطي.

أموال وصدامات

وكشفت الدار أيضًا أن وقائع الانتحار بين شباب الإخوان تؤكد التصريحات التي أدلى بها الإخواني الهارب “أمير بسام”، في يوليو الماضي، بأن قيادات من جماعة “الإخوان” أنفقت أموالًا باهظة على عائلاتهم من بينها ما كشف عنه بأن نجل القيادي الإخواني محمود حسين قام بشراء سيارة فارهة بمبلغ 100 ألف دولار في الوقت الذي يعاني فيه شباب الجماعة من الشح المالي، بحسب موقع “العربية نت”.

وأوضحت أن هذا الأمر نتج عنه الدخول في صدامات بين قيادات الجماعة وعدد من الشباب بتركيا في الوقت الذي تخصص فيه الجماعة عناصرها في الخارج لجمع تبرعات مالية تحت شعارات دعم الشباب، إلا أن هذه التسريبات تؤكد على تخلي القيادات عن الشباب وبأن المصلحة الشخصية هي الغالبة عليهم.

يذكر أن قيادات جماعة الإخوان تتعرض لهجوم عنيف من عناصرها الشابة في تركيا، بسبب الفضائح والاختلاسات المالية التي تورط فيها قيادات الجماعة وكان من بينها واقعة استيلاء محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان الإرهابية على 2 مليون دولار، حسبما فضحه التسريب الصوتي للقيادي الإخواني أمير بسام، في نوفمبر 2019.

ربما يعجبك أيضا