فرضية الاغتيال.. معطيات «قيس سعيد» مبنية على معلومات وليس تخمين

كريم بن صالح

رؤية – كريم بن صالح

يكرر الرئيس التونسي قيس سعيد في أغلب زياراته وجولاته الميدانية ولقاءاته بمسؤولين عن إمكانية تعرضه لعملية اغتيال مشيرا إلى أنه لا يتحدث من فراغ وأن هنالك من يخطط ويدبر المؤامرات ضده.

وطريقة حديث الرئيس التونسي تشير إلى أن معطياته مبنية على معلومات استخباراتية، مؤكدة وليس مجرد تخمين خاصة وأن اغلب أجهزة الأمن القومي تعمل تحت سلطته.

ففي كل مرة يقول الرئيس التونسي إنه متأكد مما يصرح به وانه يعرف كيف تخطط الأطراف التي تنوي استهدافه لكنه لم يشر تحديدا من هم وهل ينتمون لأحزاب بعينها.

وتصاعد حديث الرئيس التونسي عن محاولات اغتياله بعد الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها يوم 25 يوليو الماضي حينما قرر حل الحكومة وإقالة رئيسها هشام المشيشي وتجميد البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه كما عمد إلى فرض القانون على مسؤولين في الدولة تورطوا في الفساد.

لكن حديث الرئيس الدائم عن الغرف المظلمة والمؤامرات المدعومة من الخارج تحيل إلى الإسلاميين الذين اتهموا في السابق بالتورط في عمليات الاغتيال السياسي وإنشاء الغرف المظلمة في وزارة الداخلية وتشكيل أجهزة سرية.

ورغم أن الإسلاميين حاولوا التقليل من أهمية التحذيرات التي وجهها قيس سعيد بشان اغتياله لكن المطلعين على تاريخ التيارات الدينية لا يستبعدون تورطهم في تهديد الرئيس والتخطيط لاستهدافه.

الإسلاميون تاريخ طويل من الاغتيالات

ولا شك أن الاغتيالات السياسية بعد الثورة تحيل إلى التيارات الإسلامية التي اتهمت بالتورط في تصفية كل الأصوات المعارضة لتوجهاتها.

ولعل اغتيال كل من المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي الذين عارضا بكل قوة التيارات الإخوانية دليل واضح إلى أي حد يمكن أن يصل إليه الإسلاميون في تونس من استعمال للعنف وللإرهاب.

واتهمت حركة النهضة الإسلامية صراحة من قبل هيئة الدفاع عن الشهيدين بلعيد والبراهمي بالتورط في عمليات الاغتيال السياسي وإلصاق التهم في مجموعات سلفية لإبعاد الشبهات عنها وبعد كشف الجهاز السري للحركة في وزارة الداخلية زادت شكوك هيئة الدفاع.

كما شهدت البلاد محاولة اغتيال النائب السابق عن نداء تونس رضا شرف الدين من قبل احد التكفيريين ما يشير الى ثقافة الاغتيال السياسي التي أصبحت متداولة في البلاد منذ صعود الإسلاميين إلى السلطة وترك المجال للمتطرفين للعبث بأمن البلاد.

ودعت الكثير من الأحزاب الوطنية الى فتح ملف الاغتيال السياسي لان في كشف المتورطين إنهاء لحالة الانفلات والفوضى وسفك الدماء.

قضية الظرف المسموم

ومثلت قضية الظرف المسموم الذي وصل إلى مؤسسة الرئاسة ابرز محاولة لاستهداف الرئيس رغم ان النيابة العمومية أغلقت الملف في حكومة هشام المشيشي التي تم حلها.

وكانت مدير الديوان الرئاسي نادية عكاشة أكدت وصول ظرف مسموم مجهول المصدر إلى قصر قرطاج وأنها عندما قامت بفتحه تعرضت للعمى المؤقت كما فقدت وعيها ودخلت للمستشفى.

وأشارت نادية عكاشة إلى أن الظرف المسموم كان يستهدف شخص رئيس الجمهورية.

ومثلت هذه الحادثة الغامضة مؤشرا خطيرا على ما يمكن أن يصل إليه معارضو الرئيس من استهداف مؤسسة الرئاسة التي عملت على وضع حد لتغلغل الفساد والتطرف في مفاصل الدولة.

ولعل قيام الرئيس التونسي بحملة تطهير في مؤسسات الدولية بما فيها وزارة الداخلية جزء من مساعيه لإبعاد بعض العناصر الخطيرة عبر وضعها تحت الإقامة الجبرية أو إيقافها.

ويدرك الرئيس التونسي خطيرة الأطراف التي يواجهها وحجم التحالف المصلحي بين التيارات الإخوانية والمجموعات المتورطة في الفساد.

ومن المنتظر أن يعيد الرئيس التونسي فتح ملف الظرف المسموم لكشف أسباب إغلاق الملف والأطراف المتورطة في المحاولة.

ربما يعجبك أيضا