فشل تاريخي.. كيف تُغيّر «طوفان الأقصى» النهج الإسرائيلي تجاه غزة؟

رؤية

وقف الاحتلال الإسرائيلي عاجزًا أمام عملية طوفان الأقصى، التي وُصفت بـ"أسوأ هجوم في تاريخ إسرائيل" فهل يدفعها ذلك لتغيير استراتيجيتها؟


صدم هجوم حماس، أمس االسبت استخبارات الاحتلال الإسرائيلي، خاصةً الأساليب التي استخدمها المسلحون للدخول إلى أراضي الاحتلال والانسحاب الآمن منها، حسب مسؤول عسكري كبير.

يأتي ذلك وفقًا لما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، والتي تتابع بأن هجوم الفصائل الفلسطينية المسلحة كشف عن إخفاقات كبيرة لحقت بمؤسسة دفاع الاحتلال الإسرائيلي، والذي يرد في المقابل على الهجمات بشن غارات على قطاع غزة، وأمام الإخفاق الإسرائيلي الكبير.. هل تتجه إسرائيل لتغيير استراتيجيتها إزاء الفصائل المقاتلة في غزة؟

تغيير النهج الإسرائيلي

نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها، اليوم الأحد 8 أكتوبر 2023، عن مسؤول عسكري كبير، طلب عدم الكشف عن هويته، أن هجوم الـ7 من أكتوبر ضد مستوطنات الاحتلال الإسرائيلي قد يغير أيضًا النهج الاستراتيجي العام الذي تتبناه إسرائيل تجاه حماس وقطاع غزة.

وحسب التقرير كان الاحتلال الإسرائيلي قادرًا على احتواء حماس من خلال استراتيجية تعتمد على شبكة استخبارية قادرة على الانتباه المبكر والتحذير من تحركات الحركة، كما اعتمدت على صد أي تسلل من مقاتلي حماس تجاه المستوطنات، لكن في هجوم يوم السبت -المدوي وغير المسبوق- فقد فشل كلا الرهانين.

قوة استخبارية بارزة

يُنظر إلى إسرائيل تقليديًّا على أنها أشرس قوة استخبارية في المنطقة، ومرارًا وتكرارًا حذرت إسرائيل التي تراقب قطاع غزة مليًّا وعلى مدار الساعة من احتمال اندلاع صراع عسكري “لأن إيران والمجموعات الموالية لها اعتبرت إسرائيل ضعيفة بسبب الخلاف الداخلي المحتدم حسب أربعة من كبار مسؤولي الدفاع الإسرائيليين نقلت عنهم الصحيفة الأمريكية.

ويزعم أحد المسؤولين العسكريين أن الاستخبارات الإسرائيلية جمعت بعض المؤشرات على أن حماس تخطط لعملية كبيرة، ومع ذلك ظلت أجهزة الاستخبارات بعيدة كل البعد عن تكوين صورة واضحة.

استعداد كبير

أردف المسؤول العسكري أن إسرائيل لم تستوعب الاستعدادات التفصيلية التي كانت مطلوبة على الأرجح لـ250 من مقاتلي حماس المكلفين بقيادة الهجوم واستهداف القواعد العسكرية والمناطق الإسرائيلية، حسب الصحيفة.

وأفاد مسؤولون أمريكيون أن كلًا من إسرائيل والولايات المتحدة كانتا على علم بأن هجومًا من الحركة الفلسطينية المسلحة كان مرجحًا “في مرحلة ما” ومع ذلك لم يكن هناك تحذير عملياتي محدد (أي رصد لتحركات على الأرض أو مؤشرات) على بدأ عملية السبت.

من جانبه، قال ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية ومسؤول كبير في البنتاجون،  ميك مولروي، إن تعقيد الهجوم الذي شنته حماس يشير إلى أنه كان يتطلب الكثير من الاستعداد.

كيف بدأ القتال؟

يذكر أن الفصائل الفلسطينية المُسلحة في قطاع غزة قد شنت هجومًا تحت مسمى عملية “طوفان الأقصى” وصف بـ “التاريخي وغير المسبوق” وبـ “الأسوأ في تاريخ إسرائيل”، وبدأ الأمر بمئات الصواريخ التي انطلقت في وقتٍ مبكر من صباح السبت، كغطاء على التحرك الذي بدأ بعد نحو ساعة، إذ زحف المئات من المقاتلين عبر عدة محاور تجاه مستوطنات ما يُعرف بـ “غلاف غزة”.

وأقرت إسرائيل بأن الهجوم، الذي جرى جوًا وبحرًا وبرًا خلف المئات من القتلى وآلاف الجرحي وعشرات الأسرى في حدثٍ هو الأسوأ بالنسبة للاحتلال منذ عقود. في المقابل فإن الاحتلال الذي وقف عاجزًا أمام ما وصف بأنه “فشل استخباري وعسكري وسياسي مدوٍ” شنّ حملة انتقامية ضد سكان قطاع غزة عبر ضربات صاروخية عنيفة خلّفت مئات الشهداء وآلاف الجرحي أكثرهم من المدنيين والأطفال والنساء.

ربما يعجبك أيضا