«فندق الملك داوود».. شاهد على الإرهاب الصهيوني في فلسطين

ريشي سوناك مكث في فندق بالقدس شهد مقتل عشرات البريطانيين

آية سيد
«فندق الملك داوود».. شاهد على الإرهاب الصهيوني في فلسطين

شهد فندق الملك داوود، الذي كان مقرًا للقوات البريطانية في فلسطين، تفجيرًا دمويًّا في 22 يوليو 1946.


وصل رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، إلى إسرائيل، الخميس الماضي 19 أكتوبر 2023.

وكان الهدف من زيارة سوناك هو إظهار الدعم والتضامن مع إسرائيل عقب ما وصفه بـ”الهجوم الإرهابي”. إلا أن رئيس الوزراء البريطاني مكث في فندق “الملك داوود” بمدينة القدس، الذي كان شاهدًا على مقتل عشرات البريطانيين على يد جماعة إرهابية صهيونية.

تفجير الفندق

جرى افتتاح فندق الملك داوود في 1931, وكان الجناح الجنوبي للفندق مقرًا للقوات البريطانية وسكرتارية الانتداب البريطاني في فلسطين. وحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية، شهد الفندق تفجيرًا دمويًا في 22 يوليو 1946.

وأورد موقع “رويال سيجنال ميوزيام” البريطاني أن التفجير أودى بحياة العديد من جنود الفيلق الملكي للإشارات، وهي وحدة تابعة للجيش البريطاني معنية بتوفير أنظمة الاتصالات والمعلومات في ساحة المعركة، اللازمة لجميع العمليات.

كيف حدث التفجير؟

في منتصف يوم 22 يوليو 1946، وصل 6 رجال يهود من “المنظمة العسكرية القومية في إسرائيل” (إرجون)، متنكرين في زي عمال عرب، إلى منطقة الخدمات الخاصة بالفندق، في شاحنة.

«فندق الملك داوود».. شاهد على الإرهاب الصهيوني في فلسطين

صورة لفندق الملك داوود بعد التفجير

ثم استطاعوا حبس موظفي الفندق الذين يعملون في هذه المنطقة وأفرغوا حاويات حليب مكدسة بالمتفجرات، التي نقلوها لاحقًا إلى المقهى الواقع تحت الجناح الجنوبي الغربي للفندق، وفق موقع “رويال سيجنال ميوزيام”.

وفي هذه المرحلة، حدثت مواجهة بين قائد وحدة الفيلق الملكي للإشارات في فلسطين والمهاجمين، وأطلق عليه أحدهم النار. وبعدها مباشرة، استطاع أحد عمال الفندق الوصول إلى مكتبه وإطلاق زر الإنذار. وأثناء محاولة المهاجمين الهرب، وقع انفجار تمويهي في منطقة قريبة، ما شتت الانتباه وسمح لهم بالفرار.

خسائر فادحة

بعد وقوع الانفجار التمويهي، بدا واضحًا أن شيئًا ما حدث في الفندق، ما دفع عدة ضباط من الجيش والشرطة إلى النزول إلى الطابق السفلي للفندق للتحقق من الأمر، حسب الموقع البريطاني. وبينما اتجهوا ناحية المقهى، وقع انفجار ضخم تسبب في تدمير معظم الجناح الجنوبي للفندق.

ووفق صحيفة هآرتس، أسفر الانفجار عن مقتل 91 شخصًا وإصابة 46 آخرين. وكان من ضمن القتلى موظفين بريطانيين، مدنيين وعسكريين، وأفراد من موظفي الفندق، يهود وعرب، وبعض المارة.

ما الدافع؟

وقع تفجير الفندق بعد أقل من شهر من “عملية أجاثا”، عندما اعتقلت بريطانيا حوالي 2700 مسؤول من منظمتي “الوكالة اليهودية” و”هاجاناه” الصهيونيتين، وصادرت عددًا ضخمًا من الملفات الحساسة، في 29 يونيو 1946.

وأشار موقع “المكتبة اليهودية الافتراضية” إلى أن تلك الملفات احتوت معلومات عن عمليات “الوكالة اليهودية”، التي شملت أنشطة استخباراتية في الدول العربية.

وحسب هآرتس، ظنت قيادة منظمة “هاجاناه” أنه جرى نقل الملفات إلى فندق الملك داوود. وجاء مقترح تفجير الفندق من زعيم منظمة “إرجون”، مناحم بيجن، الذي أصبح رئيسًا لوزراء إسرائيل في ما بعد.

تنصل من المسؤولية

«فندق الملك داوود».. شاهد على الإرهاب الصهيوني في فلسطين

آثار الدمار على فندق الملك داوود

أشارت صحيفة هآرتس إلى أن تفجير فندق الملك داوود، الذي وصفته بـ”العمل الإرهابي”، تسبب في صدمة للبريطانيين، كما أدى إلى انقسام داخل المجتمع اليهودي. هذا لأن منظمتي “الوكالة اليهودية” و”هاجاناه” الصهيونيتين حاولتا إبعاد أنفسهما عن العملية، رغم أنها تمت بناءً على طلبهما.

لكن الموافقة على العملية جاءت من كبار مسؤولي “هاجاناه”، وهما رئيس المقر العام، موشي سنيه، وقائد وحدة “البلماح”، إسحاق ساده. وجاء القرار بتنفيذ الهجوم يوم 22 يوليو بعد اعتراض “هاجاناه” على خطتين سابقتين.

وحدث خلاف أيضًا بين “هاجاناه” و”إرجون” بشأن توقيت التفجير. وفي اللحظة الأخيرة، قرر بيجن تنفيذ العملية بصورة منفردة. ورجحت الصحيفة الإسرائيلية أن غياب التنسيق ربما دفع قيادة “الوكالة اليهودية” و”هاجاناه” إلى نفي تورطهما في الهجوم.

«إرجون».. تاريخ من الإرهاب

حسب الموسوعة البريطانية، “إرجون” هي حركة صهيونية تأسست في 1931. وارتكبت “إرجون” أعمالًا إرهابية وعمليات اغتيال ضد العرب والبريطانيين في فلسطين.

وبخلاف تفجير فندق الملك داوود، داهمت مجموعة من قوات “إرجون” قرية دير ياسين الفلسطينية، في 9 إبريل 1947، وقتلت 100 من سكانها. وبعد قيام دولة إسرائيل في 1948، جرى حل المنظمة وتعهد أفرادها بالولاء للجيش الإسرائيلي.

ربما يعجبك أيضا