فنزويلا أمام طريق مسدود.. مادورو يشن حملات قمع على المعارضة

أصدر قاضٍ أمس مذكرة اعتقال بحق مرشح المعارضة الفنزويلية إدموندو جونزاليس أوروتيا، بعد أكثر من شهر من اتهامات لنظام الرئيس نيكولاس مادورو بتزوير نتائج الانتخابات الرئاسية في البلاد منه.

وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن مذكرة الاعتقال تتهم جونزاليس بارتكاب جرائم مختلفة بما في ذلك التآمر وتزوير الوثائق، في أحدث تصعيد للقمع ضد المعارضة في أعقاب إعلان فوز مادورو بفترة ولاية ثالثة.

عملية نوك نوك

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، إن مذكرة الاعتقال التي صدرت أمس ليست سوى أحدث حلقة في حملة القمع التي شنها نظام مادورو بعد الانتخابات، والمعروفة باسم عملية “نوك نوك”، والتي قمعت بوحشية جميع أشكال المعارضة.

وذكرت أنه منذ التصويت في 28 يوليو، اعتقلت السلطات الموالية لمادورو آلاف الفنزويليين وقتلت العشرات، بينما ظل معظم قادة المعارضة مختبئين، مشيرة إلى أن جونزاليس لم يُشاهد علنًا منذ أكثر من شهر، ولم تظهر زعيمة المعارضة، ماريا كورينا ماتشادو، إلا بضع مرات.

طريق مسدود

أوضحت المجلة أن كان يوجد بعض التفاؤل قبل الانتخابات بأن نظام مادورو قد ينقسم في مواجهة انتصار واضح للمعارضة واحتجاجات جماهيرية، ولكن يبدو أن الموالين لمادورو، والأهم من ذلك قوات الأمن، متمسكون به، ما يترك الجانبين في طريق مسدود، حيث يتبنى كل منهما نفس الاستراتيجية في الحفاظ على الضغط لفترة أطول من الآخر.

وفي حالة مادورو، صعّد القمع في البلاد إلى مستويات غير مسبوقة في محاولة لخلق مناخ من الخوف والإحباط ليقضي على المعارضة، وفي حالة المعارضة، يعتقدون أن شدة حملة القمع غير مستدامة من الناحية اللوجستية، وإذا تمكنوا من الحفاظ على الاحتجاجات المحلية والضغوط الدولية، فسوف تظهر انشقاقات في صفوف مادورو.

وأشارت إلى أن مادورو يملك الوسائل اللازمة لخلق مناخ من الخوف، وخاصة لأن قاعدة دعم المعارضة تعتمد على الفقراء الذين لا يستطيعون تحمل المخاطرة المستمرة بسبل عيشهم، وفي الوقت نفسه، فالقمع ليس رخيصًا، والحكومة الفنزويلية لا تملك أموالًا كافية، وربما يعتمد مستقبل فنزويلا على الجانب الذي يتمتع بأكبر قدر من القدرة على البقاء.