فورين بوليسي: إسرائيل ليست ديمقراطية وعلاقاتها بواشنطن غير منطقية

لم تعد العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل كما السابق، حسبما أبرزت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في مقال للكاتب ستيفن كوك.

وقال كوك وهو زميل في معهد إيني إنريكو ماتي لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، عن زيارة رئيس هيئة الأركان الأمريكية إلى تل أبيب، إن السياسات الإسرائيلية حافظت بشكل كبير على تدفق المساعدات الأمريكية لتل أبيب على مر السنين.

اقرأ أيضًا: وزيرا دفاع أمريكا وإسرائيل يعربان عن قلقهما من نووي إيران

علاقات لا منطقية

أوضح كوك في مقاله أن فكرة حاجة إسرائيل إلى مساعدات أمريكية لاستمرار وجودها، وأن البلدين يشتركان في مجموعة من المبادئ الديمقراطية لم تعد منطقية، مشيرًا إلى أنه في الخطاب السياسي الأمريكي، يقال دائمًا أن تل أبيب في صراع من أجل البقاء، لكن هذه المقولة أصبحت غير مقنعة.

وأضاف الكاتب الأمريكي، في مقاله، أن التهديد الإيراني يشكل تحديًّا كبيرًا لتل أبيب، وفي السنوات الأخيرة، وجهت تل أبيب ضربات لإيران في مناطق عدة أبرزها في سوريا، وهو ما أشار إليه المحللون على أنه “حرب الظل” أو “الحرب بين الحرب”.

العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. لا منطقية يتخللها سعي تل أبيب لاستمرار تلقي الهبات الأمريكية

إسرائيل والخطر الإيراني

أشار كوك إلى أن الإيرانيين حققوا بعض النجاحات ضد إسرائيل لكنهم لن يكونوا قادرين على مضاهاة الجيش الإسرائيلي لفترة طويلة، فإيران تخطط  للحصول على طائرات مقاتلة روسية من طراز Su-35s، ومن ناحية أخرى تحاول طهران موازنة الكفة أيضًا بتحديث جيشها.

وقال كوك إن دوافع إيران الواضحة لامتلاك أسلحة نووية يعد الأمر الأكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل، ويخشى الإسرائيليون من حصول الإيرانيين على القنبلة النووية، لأن ذلك سيؤدي إلى تقليص حرية عمل الجيش الإسرائيلي، ما يعرض أمن إسرائيل للخطر.

وأشار إلى أن امتلاك إيران لقنبلة نووية سيكون بمثابة مشكلة إستراتيجية لتل أبيب، لأن الإسرائيليون يرغبون في تدمير البرنامج النووي الإيراني، لكنهم يبدون عاجزين، مضيفًا أنه في حال ما لم تتعامل تل أبيب مع برنامج إيران النووي، فإنها ستعمل على ردع طهران بأي شكل حتى لو كان نوويًّا.

العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل .. لا منطقية يتخللها سعي تل أبيب لاستمرار تلقي الهبات الأمريكية

إسرائيل ليست في خطر

قال الكاتب إن الحكومة الإسرائيلية لم تعترف علنًا أبدًا بترسانتها النووية، لكن يُعتقد أن لديها 90 سلاحًا ومخزونًا من البلوتونيوم (معدن ثقيل جدًا وعالي الكثافة، أكثف من الرصاص بـ1,74 مرة تقريبًا، مشع وسام وقابل للانشطار) يكفي لـ100 إلى 200 قطعة أخرى، لكن إذا أصبحت إيران قوة نووية، فمن المرجح أن يضيف الإسرائيليون إلى ترسانتهم المزيد من الأسلحة.

وفي الوقت ذاته، قال كوك في مقاله إنه رغم التهديدات الإيرانية والتحديات التي تواجهها إسرائيل خارجيًّا، فإنها ليست في خطر كبير، لأن لديها جيش متطور إلى جانب قاعدة صناعية دفاعية عالية التقنية، وهذا يتعارض مع فكرة الروايات الأمريكية بأن تل أبيب في خطر دائم.

ورغم أن إسرائيل تقول دائمًا إنها دولة ديمقراطية، قال كوك في مقاله إنها على ما يبدو ليست كذلك، خاصة أن هناك تمييز من تل أبيب ضد المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل (يشار إليهم أحيانًا بعرب إسرائيل)، كما أنه في السنوات الأخيرة، أقر المشرعون الإسرائيليون تشريعات لتضييق الخناق على المنظمات غير الحكومية التي تتلقى تمويلًا أجنبيًّا.

ديمقراطية زائفة

وفقًا لكوك، تهاجم إسرائيل جماعات حقوق الإنسان، كما أنها أقرت “قانون الدولة القومية” الذي يضفي أساسًا الطابع الرسمي على المواطنة من الدرجة الأولى والثانية لليهود، لذا فإن كوك يرى أن تل أبيب ديمقراطية فقط بالنسبة لرؤساء الولايات المتحدة وأعضاء الكونجرس لا غير.

وإلى جانب ما تم ذكره بخصوص ديمقراطية إسرائيل، فإن وصول حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية تجعل الأمور أصعب، لأنها تسعى إلى تعريف الهوية الإسرائيلية على أسس دينية لا يشاركها غالبية الإسرائيليين.

وفي نهاية مقاله، قال كوك إن روايات إسرائيل من أجل استمرار الحصول على الهبات الأمريكية بانتظام يحتاج إلى سيناريوهات جديدة ومنطقية.