فوز «بزشكيان» برئاسة إيران.. صراع مرتقب مع حكومة ظل «جليلي»

تحالف مصالح المتشددين وحكومة الظل يثير المخاوف في إيران

يوسف بنده

تعني حكومة الظل، وجود نظام موازي وغير رسمي لمراقبة أداء الحكومة الرسمية وتقديم المقترحات والحلول البديلة لمختلف قضايا البلاد.


انتهت الجولة الثانية من سباق الانتخابات الرئاسية في إيران بفوز المرشح الإصلاحي، مسعود يزشكيان، على منافسه المحافظ سعيد جليلي.

وستواجه حكومة بزشكيان المنتظرة ذات التوجه الإصلاحي والتكنوقراط، صعوبات للعمل وسط هيمنة المحافظين على الكثير من مؤسسات الدولة، بما فيها البرلمان ومجالس صناعة القرار في إيران.

الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان

الرئيس الإيراني المنتخب بزشكيان

عودة إلى الظل

عاد المرشح الخاسر، سعيد جليلي، إلى الظل، حيث لديه بموجب المناصب التي يتمتع بها تأثير كبير على شخصيات صناعة القرار في إيران، وهو ما يمكن أن يؤثر على مستقبل حكومة المرشح الإصلاحي بزشكيان.

واشتهر عن جليلي برئاسته حكومة ظل في عهد حكومات ما بعد الرئيس الأسبق، احمدي نجاد، الذي رأس في عهده مجلس الأمن القومي الإيراني.

ويشغل جليلي حاليًا منصب عضو مجلس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام، وممثل المرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي.

عطاءالله مهاجرانی

وزير الثقافة السابق في عهد حكومة خاتمي، عطاء الله مهاجرانی

حكومة الظل

كشفت شبكة “تجارت نيوز” الإخبارية، الخميس 4 يوليو 2024، عن أن جليلي بعد خروجه من سباق الرئاسة عام 2021 لصالح المرشح المحافظ، إبراهيم رئيسي، تعهد بتشكيل حكومة ظل لمراقبة عمل الحكومة الرسمية.

وكانت هذه محاولة منه، للحفاظ على الحضور والنفوذ في المشهد السياسي في البلاد والاستعداد للمستقبل الذي قد يدخله ساحة المنافسات الرئاسية من جديد.

وتعني حكومة الظل، وجود نظام موازي وغير رسمي لمراقبة أداء الحكومة الرسمية وتقديم المقترحات والحلول البديلة لمختلف قضايا البلاد.

ويذكر أيضًا أن وزير الزراعة، على ساداتي نجاد، في حكومة رئيسي السابقة، المتهم بالفساد في قضية “شاي دبش”، كان أحد مقربي جليلي في حكومة الظل.

عطا الله مهاجراني

“ما هي خطة حكومة الظل في جانب ولاية الفقيه؟، الخطوة الأولى الاستيلاء على البرلمان. والخطوة الثانية الاستيلاء على الحكومة. والخطوة الثالثة الاستيلاء على ولاية الفقيه”.

عرقلة عمل الحكومات

في حوار مع وكالة “خبر اونلاين”، الخميس 4 يوليو، كشف وزير العمل السابق في حكومة روحاني، محمد شريعتمداري، أن حكومة الظل لم تسمح لحكومة رئيسي العودة للاتفاق النووي وحل المشكلة مع الغرب.

وقال شريعتمداري: “كان وزير الخارجية حسين عبد اللهيان بمثابة أخ لي، وقد اشتكى من عدم سماحهم له التفاوض مع الغرب بما يسمح برفع العقوبات والعودة للاتفاق النووي”.

وعلى منصة اكس، اتهم وزير الثقافة السابق في عهد حكومة خاتمي، عطاء الله مهاجرانی، حكومة الظل بالسعي للسيطرة على إيران باسم القيم الثورية ومبادئ نظام ولاية الفقيه.

وكتب يقول: “ما هي خطة حكومة الظل في جانب ولاية الفقيه؟، الخطوة الأولى الاستيلاء على البرلمان. والخطوة الثانية الاستيلاء على الحكومة. والخطوة الثالثة الاستيلاء على ولاية الفقيه”.

حست كرد ميهن

حسن كرد ميهن، أحد المتورطين في تنفيذ الهجوم على السفارة السعودية

إفشال الحكومة الإصلاحية

تزداد المخاوف في إيران من تعانق مصالح حكومة الظل مع الجماعات المتشددة وجهاز الحرس الثوري وقوات التعبئة، باسم حماية قيم الجمهورية الإسلامية، حيث عملت القوى المتطرفة على إفشال عمل الحكومات الإصلاحية بما يحافظ على مكانة وقوة التيار المحافظ في صناعة القرار في إيران.

فخلال عهد حكومة الرئيس حسن روحاني الإصلاحية المعتدلة، خسرت إيران علاقاتها مع الدول العربية على خلفية اقتحام السفارة والقنصلية السعودية في مدينتي طهران ومشهد عام 2016.

وقد نشر حسن كرد ميهن، أحد المتورطين في تنفيذ الهجوم على السفارة السعودية، صورته على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو يعطي صوته للمرشح جليلي. ما يعني جليلي الذي حصل على المرتبة الثانية من أصوات الناخبين، يمثل أصوات المتشددين، الذين يهددون استقرار عمل الحكومة الإصلاحية.

ربما يعجبك أيضا