فيديو| مقاتلة صينية تعترض طائرة تجسس أمريكية.. ماذا جرى؟

آية سيد
«مناورة عدائية».. مقاتلة صينية تعترض طائرة تجسس أمريكية

قال الجيش الأمريكي إن مقاتلة صينية نفذت "مناورة عدائية بلا داعٍ" في أثناء اعتراض طائرة أمريكية في المجال الجوي الدولي فوق بحر الصين الجنوبي.


أعلن الجيش الأمريكي أن مقاتلة صينية اعترضت طائرة تجسس أمريكية فوق بحر الصين الجنوبي، الأسبوع الماضي.

وفي بيان، أمس الثلاثاء 30 مايو 2023، قال الجيش إن المقاتلة الصينية نفذت “مناورة عدائية بلا داعٍ” في أثناء اعتراض الطائرة الأمريكية في المجال الجوي الدولي، حسب ما نقلت شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية.

ماذا حدث؟

أوضح البيان الصادر عن القيادة الأمريكية في الهندوباسيفيك أن مقاتلة صينية من طراز «جيه-16» مرّت مباشرة من أمام مقدمة طائرة استطلاع أمريكية من طراز «آر سي 135 ريفيت جوينت»، يوم الجمعة الماضي، ما أجبر الطائرة الأمريكية على الطيران عبر الاضطرابات الهوائية للطائرة المعترِضة.

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة ستواصل “الطيران والإبحار والعمل بنحو آمن ومسؤول، حيث ما يسمح القانون الدولي”، وأن قوة الهندوباسيفيك المشتركة ستواصل “الطيران في المجال الجوي الدولي مع مراعاة سلامة كل السفن والطائرات بموجب القانون الدولي”.

 

اقرأ أيضًا| بكين تتهم واشنطن بإثارة التوترات الإقليمية في بحر الصين الجنوبي

نمط متكرر

نشرت قيادة الهندوباسيفيك مقطع فيديو يُظهر تأثر الطائرة الأمريكية بالاضطرابات الهوائية، الناتجة عن اعتراض المقاتلة الصينية لمسارها فوق بحر الصين الجنوبي.

ولفت مسؤول دفاعي أمريكي رفيع إلى “الارتفاع المقلق” في عدد الاعتراضات الجوية الخطيرة والمواجهات في البحر للطائرات والسفن الصينية، واصفًا إياها بأنها أفعال “من المحتمل أن تؤدي إلى حادثة غير آمنة أو سوء تقدير”، في تصريح لوكالة فرانس برس نقلتها صحيفة الجارديان البريطانية، أمس الثلاثاء.

وقال المسؤول الأمريكي: “نحن لا نعتقد أن الطيارين نفذوا تلك المواجهات بنحو مستقل. نحن نعتقد أنه جزء من نمط أوسع”.

اقرأ أيضًا| اتهامات متبادلة بـ«التحرش الجوي».. ماذا يحدث في أجواء بحر الصين الجنوبي؟

حوادث سابقة

في ديسمبر الماضي، وقعت مواجهة مشابهة بين طائرتين عسكريتين أمريكية وصينية، حسب «سي إن إن». حينها، اعترضت مقاتلة تابعة للبحرية الصينية من طراز «جيه-11» طائرة أمريكية من طراز «آر سي 135 ريفيت جوينت» فوق بحر الصين الجنوبي، في ما وصفته واشنطن بأنه “مناورة غير آمنة”.

«مناورة عدائية».. مقاتلة صينية تعترض طائرة تجسس أمريكية

طائرة استطلاع “آر سي 135 ريفيت جوينت” الأمريكية

ووفق بيان للقيادة الأمريكية في الهندوباسيفيك في ذلك الوقت، اقتربت المقاتلة الصينية من مقدمة طائرة التجسس الأمريكية لمسافة 20 قدمًا (6 أمتار)، ما أجبر الطائرة الأمريكية على تنفيذ مناورات للمراوغة.

توقيت الإعلان

جاء الإعلان عن الحادثة الأخيرة، بعد يوم من تصريح وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بأن بكين رفضت دعوة أمريكية لعقد لقاء بين وزيري دفاع البلدين، ضمن فعاليات حوار شانجريلا في سنغافورة نهاية الأسبوع الحالي.

وحسب المسؤول الأمريكي، فإن توقيت إعلان الحادثة لا يتعلق برفض الصين الدعوة، موضحًا أن المعلومات المتعلقة بحادثة الطائرة “كانت خاضعة لعملية رفع السرية الخاصة بالجيش الأمريكي وعملية الاتصالات الدبلوماسية الأمريكية”.

اقرأ أيضًا| الصين ترفض طلبًا أمريكيًّا لعقد اجتماع بين وزيري دفاع البلدين

اتهام صيني

«مناورة عدائية».. مقاتلة صينية تعترض طائرة تجسس أمريكية

مقاتلة جيه-16 الصينية

رفضت وزارة الخارجية الصينية الإقرار بالسلوك العدائي، اليوم الأربعاء، واتهمت الولايات المتحدة بتشكيل “خطر جسيم” على الصين من خلال النشر المتكرر للطائرات والسفن للتجسس، وفق ما أوردت «سي إن إن».

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، ماو نينج، في إحاطة صحفية دورية: “خطوات الولايات المتحدة الاستفزازية والخطيرة هي السبب الجذري لمشكلات الأمن البحري”.

وأضافت أن الصين “تحث الولايات المتحدة على وقف هذه الاستفزازات الخطيرة”، مشددة على أن بكين “ستواصل اتخاذ الإجراءات الضرورية للدفاع بحزم عن سيادتها وأمنها”.

اقرأ أيضًا| استفزازات متبادلة في مضيق تايوان.. هل تتجدد التوترات بين واشنطن وبكين؟

تصاعد التوترات

تأتي الحادثة الأخيرة، في وقت يشهد توترًا في العلاقات بين واشنطن وبكين. وبدأت في التصاعد عقب زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة، نانسي بيلوسي، لتايوان في أغسطس الماضي، ثم تفاقمت بعد قرار واشنطن بإسقاط منطاد التجسس الصيني، الذي حلّق فوق مواقع عسكرية أمريكية حساسة في فبراير الماضي.

وعلى مدار الأعوام الماضية، أصبح بحر الصين الجنوبي بؤرة توتر رئيسة محتملة في منطقة آسيا-الباسيفيك، لأن الممر المائي الاستراتيجي يحمل موارد ضخمة من الأسماك، والنفط والغاز، وكذلك لأن ثلث الشحن العالمي يمر من خلاله.

وحسب «سي إن إن»، تدعي الصين ولايتها التاريخية على البحر بأكمله. ومنذ 2014، شرعت في بناء جزر اصطناعية محصنة بصواريخ، ومدارج للطائرات، ومنظومات أسلحة.

ربما يعجبك أيضا