فيديو| هجمات المستوطنين على شاحنات المساعدات لغزة.. إسرائيل تتغاضى وأمريكا تهدد

إسراء عبدالمطلب

تستخدم مجموعات المستوطنين شبكة من مجموعات الواتساب التي يمكن الوصول إليها بشكل عام لتتبع الشاحنات وتنسيق الهجمات، مما يوفر نافذة على أنشطتها.


وسع المستوطنون الإسرائيليون المتطرفون، هجماتهم على شاحنات المساعدات التي تمر عبر الضفة الغربية هذا الشهر، ما أعاق وصول الغذاء إلى غزة في ظل تحذيرات المنظمات الإنسانية من تفاقم أزمة المجاعة في القطاع.

وتشكل مجموعات من شباب المستوطنين نقاط تفتيش غير قانونية، إذ يتتبعون قوافل الإغاثة ويستجوبون السائقين. في بعض الأحيان، ويتم نهب وإحراق الشاحنات وضرب السائقين الفلسطينيين، ما أسفر عن نقل اثنين منهم إلى المستشفى.

الهجوم على المساعدات إلى غزة

حسب تقرير لصحيفة واشنطن بوست، أمس الأحد 26 مايو 2024، يستخدم المهاجمون مجموعات واتساب عامة لتتبع الشاحنات وتنسيق الهجمات. ومن خلال هذه المجموعات، يحصلون على معلومات من الجنود والشرطة الإسرائيلية ومن الجمهور، ويدققون في الصور لمعرفة المركبات التي تحمل مساعدات إلى غزة، ويعبئون المؤيدين لمنع وصول هذه الشاحنات.

وفي هجوم وقع يوم الخميس، نشر المستخدمون في إحدى مجموعات واتساب صورًا لشاحنة محملة بالسكر. وعلق يوسف دي بريسر (23 عامًا) قائلاً: “الشاحنة التي تمد حماس توقفت أمام إيفياتار!”، مشيرًا إلى موقع استيطاني إسرائيلي جنوب نابلس.

دي بريسر، قائد حركة “لن ننسى”، التي أقامت مخيمات احتجاج عند معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة في وقت سابق من هذا العام، يدير العديد من مجموعات الواتساب التي تستهدف شاحنات المساعدات. وكتب في رسالة: “تعالوا وانضموا إلى الحصار!”، واستجاب آخرون للدعوة.

30 ألف دولار

نُهبت الشاحنة وتناثرت حمولتها على الطريق، كما أظهرت الصور التي نشرتها المجموعة. وأكد دي بريسر أن بوليصة الشحن تثبت أن الشاحنة كانت متجهة إلى غزة. ولكن صاحب الشحنة، فهد عرار، قال إن الحمولة البالغة 30 طنًا من السكر كانت متجهة إلى مدينة سلفيت الفلسطينية في الضفة الغربية. وأضاف أن السائق نجا دون إصابات، ولكن الجيش الإسرائيلي لم يسمح له بإعادة تحميل البضائع.

بدلاً من ذلك، أزال الجنود الأكياس بجرافة ودمروها، وفقًا لعرار، الذي قدر خسائره بمبلغ 30 ألف دولار. مضيفًا: “وقع الهجوم أمام الجيش”، وأن السائق قال إن الجنود لم يفعلوا شيئًا لوقفه.

تدهور الوضع الإنساني

لم يعلق الجيش الإسرائيلي على الحادث لكنه أصدر بيانًا عامًا قال فيه إنه يعمل في الضفة الغربية “لتفريق المواجهات بين المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين” و”المساعدة” حتى وصول الشرطة. لم تستجب الشرطة الإسرائيلية لطلبات التعليق.

وتثير أعمال العنف والتخريب المتكررة تساؤلات حول مدى استعداد قوات الأمن الإسرائيلية لكبح جماح المستوطنين المتطرفين وحماية الفلسطينيين. كما يتحدى ادعاء الحكومة الإسرائيلية بأنها تبذل كل ما في وسعها لضمان تدفق المساعدات إلى غزة، حيث تدهور الوضع الإنساني منذ توغل الجيش الإسرائيلي في رفح الجنوبية.

بيئة تغذيها الكراهية

مع تحول مجموعات من المراهقين إلى من يتحكم في المرور على الطرق الرئيسة في الضفة الغربية، أصبحت شاحنات الغذاء عرضة للهجمات. وقال رئيس اتحاد غرف التجارة الفلسطينية، عبده إدريس: “البيئة من حولنا تغذيها الكراهية والانتقام”.

وتحت ضغط من الولايات المتحدة، فتحت إسرائيل معبر ترقوميا في الضفة الغربية هذا الشهر أمام شاحنات المساعدات المتجهة إلى غزة من الأردن والشركات الفلسطينية التي تصدر المواد الغذائية. وتمر الطرق المؤدية إلى المعبر عبر بؤر استيطانية إسرائيلية حيث تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة.

ووصف مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، استهداف شاحنات المساعدات بأنه “غضب تام”، وتدرس إدارة بايدن فرض عقوبات على الأشخاص المتورطين في الهجمات، وفقًا لمسؤول أمريكي كبير.

ربما يعجبك أيضا