فيروس جديد ينقله القُراد يتسبب بأمراض خطيرة في الصين

ينقل القراد أكثر من 25 مرضًا يصيب الإنسان والحيوان، وعلى الرغم من أن بعض هذه الأمراض معروفة مثل “داء لايم”، إلا أن هناك العديد من الأمراض الأخرى التي قد لا تكون سمعت بها من قبل، مثل فيروس المستنقعات الذي تم اكتشافه مؤخرًا في السنوات الأخيرة.

ونشر باحثون من الصين في دراسة حالة جديدة، تفاصيل حول فيروس المستنقعات، والذي تم التعرف عليه لأول مرة في عام 2019، حيث أصيب مريض تعرض للدغة قراد أثناء زيارته لحديقة مستنقعات في منغوليا الداخلية وتم إدخاله إلى المستشفى بعد ظهور أعراض الحمى، والصداع، والقيء، وتطورت حالته إلى فشل في وظائف الأعضاء المتعددة، بحسب موقع ساينس أليرت الاسترالي اليوم الاثنين 14 أكتوبر 2024.

فيروس المستنقعات

قام الباحثون للكشف عن سبب المرض، بتحليل المادة الجينية المستخلصة من عينة دم المريض، واكتشفوا فيروسًا غير معروف سابقًا، وهو قريب من فيروسات أخرى تنتقل عن طريق القراد، بما في ذلك فيروس الحمى النزفية القرم-الكونجو الذي تصل نسبة الوفيات بسببه إلى 30%، وينتمي فيروس المستنقعات إلى فصيلة الـ”أورثونيرو فيروس” في عائلة “نيرو فيريدي”.

وفي إطار البحث، فحص الفريق مرضى آخرين في شمال شرق الصين أصيبوا بحمى حادة بعد تعرضهم للدغة قراد، وتمكنوا من تحديد 17 حالة إضافية مصابة بفيروس المستنقعات، مما يؤكد انتشار هذا الفيروس في المنطقة.

وأجرى الفريق مسحًا بيئيًا واسع النطاق لفهم مصدر فيروس المستنقعات، حيث قاموا بدراسة القراد والحيوانات الأليفة والبرية في المنطقة، وأظهرت النتائج أن بعض الأغنام، والخنازير، والخيول كانت مصابة، مما يشير إلى أن الحيوانات الأليفة قد تكون مخزونات لفيروس المستنقعات.

أكثر انتشارًا

لم يتم العثور على فيروس المستنقعات إلا في شمال شرق الصين، ولكن القراد الذي ينقله موجود على نطاق واسع في أوروبا وآسيا، مما يعني أن الفيروس قد يكون أكثر انتشارًا مما نعتقد.

وترتبط زيادة اكتشاف الأمراض المنقولة عن طريق القراد بعدة عوامل، من بينها التقنيات الحديثة في تحليل المادة الجينية التي تساهم في اكتشاف مسببات الأمراض بشكل أكثر دقة، وتغير المناخ يلعب دورًا كبيرًا في تغيير مناطق انتشار هذه الأمراض، حيث تسمح الظروف المناخية الملائمة بزيادة نشاط القراد في مناطق جديدة.

ولتجنب الإصابة بالأمراض التي ينقلها القراد، يُنصح بارتداء الملابس الطويلة واستخدام البخاخات الطاردة للحشرات عند التنزه في المناطق العشبية أو الغابات، كما يجب فحص الجسم والحيوانات الأليفة بعد العودة إلى المنزل بحثًا عن القراد.