فينيسيا.. “المدينة العائمة” تغرق في الوحل

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

تقول الأسطورة: يجب على الزائر لمدينة البندقية للمرة الأولى أن يأتي بصحبة زوجته لا خطيبته ولا صاحبته لأن الزيارة لن تنتهي بالزواج لشدة ما فيها من إغراء.

ولأنها “المدينة العائمة” كما أطلقوا عليها بسبب قنوات المياه؛ “150 ” قناة مائية، كانت ولا زالت مدينة جاذبة للمحبين والباحثين عن الجمال والهدوء فوسيلة التنقل الرئيسية هناك هي القوارب العامة “تاكسي البندقية”، لا يصيبك ملل أثناء التنقل، فأنت محاط بكل الألوان الطبيعة، تتمنى لو طالت الرحلة إلى المكان الذي تنوي التوجه إليه، فهي مدينة لا تفرغ جعبتها من السحر، 116 جزيرة، وبها 416 جسرا، و7 آلاف شارع، هل تملك الوقت كي تذوب في كل هذه الأماكن؟

تجمع مدينة البندقية بين الطبيعة والمتاحف والبنيان شديدة الزخرفة والجو العائلي؛ لذلك تعد ثاني مدينة إيطالية بعد روما من حيث نسبة السوّاح الذين يتدفقون عليها من مختلف مناطق العالم.

مدينة “البندقية” عبارة عن عدة جزر متصلة ببعضها عن طريق جسور، وتطل على البحر الأدرياتيكي، وتتمتع بمبانٍ تاريخية يعود أغلبها إلى عصر النهضة في إيطاليا.

الوحل في البندقية

باعتبار أن مدينة البندقية تطل على البحر، فإن مناخها لطيف ورائع، إذ تبلغ أدنى درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى 3 درجات مئوية، في حين تصل أقصى درجة حرارة في فصل الصيف إلى 24 درجة مئوية في المتوسط، وفي فصلي الربيع والخريف، تصل الأمطار إلى ذروتها، فضلًا عن حدوث عواصف صيفية متكررة فيها، أما في فصل الشتاء فإن تساقط الجليد لا يكون منتظمًا، ويذوب عادة الجليد بسرعة، وفي أوقات الليل تصل دراجات الحرارة إلى التجمد.

ولكن ما حدث في السنوات الأخيرة أثار انتباه خبراء الطقس فقد جفّت المياه بقنوات المدينة الإيطالية “البندقية”، بسبب انخفاض مياه الأمطار وانخفاض المدّ والجزر للعام الثالث على التوالي بجفاف الممرات المائية بين جزر البندقية وتحولت إلى ممرات طينية لا تسمح بمرور زوارق الجندول التي تشتهر بها المدينة الإيطالية العريقة، مما اضطرها إلى الوقوف مكانها على الأرض الجافة.
ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، صورًا للقنوات الأسطورية الجافة، حيث أرجعت ذلك إلى ظاهرة الطقس البارد بفصل الشتاء، والمد والجزر، وقلة سقوط الأمطار.

قبل عامين تم الإبلاغ عن انخفاض مستويات المياه إلى 28 بوصة تحت المستويات العادية ، والأمر الذى يحدّ من النقل والسياحة بالمدينة التاريخية، ومع ذلك تواجه المدينة فيضانات عدة مرات في السنة.

ورغم ارتفاع حجم السياحة بالبندقية، حيث تعد في المرتبة الثانية بعد روما، إلّا أن عدد السكان يتضاءل بسبب ارتفاع الأسعار وتآكل المباني السكنية، حيث انخفض السكان من 175 ألف نسمة في عام 1951 إلى 55 ألف فقط.

والسؤال الآن: هل نستيقظ يوما لنجد “البندقية” كأن لم تكن؟

ربما يعجبك أيضا