في أعالي البحار.. معركة فرنسية بريطانية يشعلها بريق “اللؤلؤ”

ولاء عدلان

كتبت – ولاء عدلان

على وقع قذائف الدخان والضوء تبادل صيادون بريطانيون وفرنسيون الشتائم وتصادم نحو 40 قارب للصيد في عرض المياه الإقليمية وخرجت الأحداث عن السيطرة إلى أن تدخلت الشرطة الفرنسية.. في أحدث سلسلة من الحوادث البحرية التي يطلق عليها “حروب المحار”، حيث يسعى الجميع للدفاع عن حقه في صيد المحار الثمين.

المعركة التي شهدتها منطقة بيه دو سين التابعة لخليج نورماندي الفرنسي الثلاثاء الماضي، سببها الرئيس انزعاج الفرنسيون من السماح للصيادين البريطانيين بصيد المحار على مدار العام في الوقت الذي يتم فيه منعهم من الصيد خلال الفترة من مايو وحتى أكتوبر للسماح للمحار بالتكاثر، ما يشعرهم بأن البريطانيين يسبقونهم إلى الصيد الثمين.

يقول الصياد البريطاني سياران كاردل إن مركبه تعرض لهجوم من 15 قارب صيد فرنسي في عمق المياه الدولية، مضيفا جاءوا وحاصروا سفننا وألقوا القنابل الحارقة في هجوم يشبه “مشهد من حرب فيتنام”.

من جهتها أكدت السلطات البحرية الفرنسية المسؤولة عن بحر المانش وبحر الشمال، أن الخلاف لم يسفر عن وقوع إصابات، وقدرت مجموع قوارب الصيد الفرنسية – المشاركة في الخلاف-  بنحو خمسة وثلاثين، وعدد القوارب البريطانية بخمسة.

وقال باري ديز رئيس اتحادات الصيادين البريطانيين لهيئة الإذاعة البريطانية: ما حدث يتجاوز تماما السلوك القانوني، طلبنا من الحكومة البريطانية التدخل على المستوى الدبلوماسي وأن توفر الحماية كذلك لسفننا.

مساء أمس أكد وزير البيئة البريطاني مايكل غوف تضامنه مع أصحاب الزوارق المتضررة، وقال في تصريح مقتضب: اتصلنا بالجانب الفرنسي، للتأكيد على حقنا القانوني في الصيد بتلك المنطقة، وضمان استمرار الصيادين البريطانيين في عملهم دون انقطاع.

وأثار السفير البريطاني في فرنسا إد ليويلين بشكل رسمي المسألة مع مسؤولين في باريس، ومن المتوقع أن يجري  وزير الزراعة جورج أوستيس قريبا محادثات مع نظيره الفرنسي في هذا الصدد.

بموجب قانون الاتحاد الأوروبي لا يُسمح للبريطانيين بالصيد في نطاق 12 ميلا من الساحل الفرنسي، ولكن يسمح للقوارب الأصغر بصيد المحار في المياه الدولية في المنطقة المعروفة باسم بيه دو سين الممتدة بطول 40 ميلاً، والأمر الذي يثير غضب الفرنسيين هو أن قواربهم يسمح لها بالعمل في هذه المنطقة خلال الفترة من نوفمبر إلى فبراير فقط، فيما يعمل نظرائهم البريطانيون طوال العام، ما يثير النزاعات من وقت لأخر .

يعد صيد المحار مصدرا رئيسيا للدخل بمنطقة نورماندي الفرنسية، فيما تقدر قيمة صناعة صيد المحار في بريطانيا بنحو 120 مليون جنيه استرليني سنويا، وتدعم أكثر من 1200 وظيفة.

والمحار هو نوع من الحيوانات الصدفية المائية، يعيش في قيعان المحيطات والبحار، ويعد من الأطعمة غالية الثمن، كما أنه مصدر لاستخراج حجر اللؤلؤ الثمين الذي يدخل في صناعة الحلي والمجوهرات.

حرب المحار بين فرنسا وبريطانيا تعود لأكثر من 15 عاما، وهي حرب على نار هادئة تشتعل من وقت لأخر، ففي الوقت الذي يطالب فيه الصيادون الفرنسيون بإلزام نظرائهم البريطانيين بمواسم الصيد لحماية مخزون المحار، يرى الجانب البريطاني أن الصيد في “بيه دو سين” حق مكتسب، ويطالبون باريس بحماية زوارقهم.

ربما يعجبك أيضا