في أول اختبار حقيقي.. هل تعرقل العقوبات الأمريكية على وزير الدفاع الصيني محادثات البلدين؟

بسام عباس

الثقة بين الجيشين الصيني والأمريكي مهمة للغاية، فكلا الجانبين يحتاج إلى العمل معًا لحل القضايا الإقليمية الشائكة.


من المتوقع أن تستأنف الولايات المتحدة والصين محادثاتهما، بعد اجتماع الرئيسين جو بايدن وشي جين بينج في جزيرة بالي الإندونيسية يوم الاثنين الماضي.

وأوضحت صحيفة ساوث شاينا مورنينج بوست، الثلاثاء 15 نوفمبر 2022، أن إحدى القضايا الرئيسة التي تريد الصين حلها مع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، هي العقوبات المفروضة في عام 2018 على وزير الدفاع المحتمل، لي شانج فو.

كسر الجليد

أوضحت الصحيفة أن لقاء القمة بين الرئيس الصيني، شي جين بينج، ونظيره الأمريكي، جو بايدن، أدى إلى كسر الجليد بين القوتين العظميين، إلا أن العقوبات الأمريكية الحالية على وزير الدفاع الصيني المقبل تشكل تحديًا صعبًا لاستئناف المحادثات العسكرية رفيعة المستوى.

وفي حديثه للصحفيين في بالي يوم الاثنين بعد اجتماعه مع شي، ألمح بايدن إلى أن المحادثات العسكرية ستبدأ قريبًا، لافتًا إلى أن مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، ووزير الدفاع لويد أوستن “سيتواصلان قريبًا مع نظرائهما في الصين”.

حجر عثرة

أفادت الصحيفة بأن وزير الدفاع الصيني الحالي، وي فن جي، من المتوقع أن يقود عملية استئناف الحوار مع نظيره الأمريكي، لويد أوستن، قبل أن يحل محله في مارس القادم، الجنرال لي شانج فو، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة عقوبات في عام 2018.

وذكرت أن واشنطن فرضت عقوبات مالية على هيئة تطوير المعدات في الجيش الصيني، ومديرها لي شانج فو، لشرائها صواريخ ومقاتلات روسية من طراز سوخوي “سو 35” وصواريخ “إس-400” أرض جو، ما يعني أنه ممنوع من دخول للولايات المتحدة، ليمثل منعه حجر عثرة أمام سير المحادثات.

اختبار مثير للاهتمام

نقلت صحيفة سترايتس تايمز عن الباحث المشارك في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، جيمس شار، قوله إن شانج فو اختير لقيادة حملة تحديث الجيش الصيني، مضيفًا أن ترقيته الوشيكة إلى منصب وزير الدفاع ستسبب إحراجًا للولايات المتحدة، وأن واشنطن ستضطر لسحب عقوباتها ضده، إذا التقى وزيرا دفاع البلدين.

ومن جانبه، أفاد عميد معهد العلاقات الدولية في جامعة نانجينج، تشو فنج، أن العقوبات تشكل “اختبارًا مثيرًا للاهتمام” للبلدين، وقال إن واشنطن أدرجت لي شانج فو على قائمة العقوبات لتحقيق هدف سياسي أمريكي، لكن لا يمكن أن يؤثر هذا في الحوار بين وزارتي الدفاع.

حوار أكثر أهمية

قالت سترايتس تايمز إن مثل هذا الحوار العسكري رفيع المستوى أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، خاصة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن قضية تايوان.

وذكرت الصحيفة، الصادرة في سنغافورة، أن بكين علقت بعض قنوات الحوار العسكري مع واشنطن بعد زيارة الرئيسة السابقة لمجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايوان في أغسطس الماضي. مشيرةً إلى أن الخطوط الساخنة المباشرة بين وزراء الدفاع لا تزال موجودة.

أزمة تايوان

قال خبير العلاقات الدولية بجامعة رينمين الصينية، شي يين هونج، إن تايوان ستكون على الأرجح قضية رئيسة سترغب واشنطن في مناقشتها، مشيرًا إلى أن الأمريكيين يريدون “تأكيدًا مطلقًا” من بكين بعدم إثارة أي صراع حول مضيق تايوان، وفق سترايتس تايمز.

وأضاف الخبير الصيني أنه إذا بدأت المحادثات بالفعل، سيحجم الصينيون عن تقديم مثل هذه الضمانة، لأنها تدرك تمامًا أنها إذا قدمت مثل هذا التنازل، فإنها تمنح الولايات المتحدة التأكيد الذي تحتاجه لمواصلة دعم تايوان.

تجنب الأزمات

قال الباحث السابق في القضايا الاستراتيجية في جامعة الدفاع الوطني لجيش التحرير الشعبي الصيني، تشانج تواشينج، إن بكين تفضل “تجنب حدوث الأزمات”، في حين يفضل الأمريكيون أن يكون لديهم “شبكة أمان” لتجنب تصعيدها إلى صراع عسكري.

ونقلت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست عن تشانج قوله إن الحرب الروسية الأوكرانية تمنح بكين وواشنطن فرصة جيدة، لأن يتوقع العالم أن تعمل القوتان معًا لمنع حرب باردة جديدة يمكن أن ترقى إلى حرب نووية.

الثقة بين الصين والولايات المتحدة

قال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة نانجينج، تشو فنج، إن العقوبات المفروضة على شانج فو يمكن أن تستخدم “كتجربة” للعلاقات بين الجانبين، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن ترفع العقوبات عنه إذا كانت حريصة على استئناف الحوار مع الصين، وفق ذا بوست.

وأضاف فنج أن “الثقة بين الجيشين الصيني والأمريكي أمر شديد الأهمية، فالجانبان بحاجة إلى العمل معًا للتوصل إلى حلول جوهرية لعدد من المشكلات الإقليمية الشائكة، مثل حرب أوكرانيا وقضية تايوان وأزمة كوريا الشمالية النووية”.

ربما يعجبك أيضا