لماذا يلتقي الرئيس الصيني نظيره الروسي؟ أول اجتماع منذ عامين

قال مبعوث موسكو إلى بكين، أندري دينيسوف، إن الزعيم الصيني شي جين بينج، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيلتقيان على هامش قمة في أوزبكستان الأسبوع المقبل.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأمريكية، إن دينيسوف قال لصحفيين، اليوم الأربعاء 7 سبتمبر 2022، إن الاجتماع سيكون على هامش قمة منظمة شنجهاي للتعاون، وهو أول لقاء وجهًا لوجه بين الزعيمين، منذ افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية بكين 2020.

روسيا والصين شريكان مقربان

برزت روسيا والصين كشريكين مقربين في السنوات الأخيرة، وتواجه كلتاهما توترات مع الدول الغربية، خاصة بعد أن أعلن شي وبوتين أن البلدين لديهما شراكة “بلا حدود” قبل أسابيع من بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، ومنذ ذلك الحين رفضت بكين إدانة موسكو، وألقت اللوم على حلف شمال الأطلسي (ناتو) والولايات المتحدة.

وهذه الرحلة هي الأولى خارجيًّا للزعيم الصيني منذ تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتأتي قبل أسابيع فقط من اجتماع سياسي كبير للحزب الشيوعي الصيني في بكين، حيث من المتوقع أن يتقدم شي للترشح لفترة رئاسة ثالثة، ما يعزز دوره كأقوى زعيم للصين منذ عقود.

تعزيز مكانة الصين الدولية

حسب تقرير “سي إن إن”، غادر عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني، لي تشانشو، لحضور المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك بأقصى شرقي روسيا، وهو أعلى مسؤول يغادر الصين منذ عام 2020، ومن المتوقع أن يقابل بوتين اليوم الأربعاء، وفقًا لما ذكرته وكالة “إيتار تاس” الروسية الحكومية.

ويشير الاجتماع المتوقع عقده الأسبوع المقبل بين الرئيسين بوتين وشي، إلى أهمية العلاقات الروسية بالنسبة إلى الصين، حتى في مواجهة العقوبات الدولية ضد موسكو بعد الحرب الروسية الأوكرانية، في وقت سابق من هذه السنة، وهي إشارة إلى تعزيز مكانة الصين الدولية خلال وجود شي في السلطة.

شراكة بلا حدود

يعتبر بوتين واحدًا من زعماء العالم القليلين الذين التقاهم شي وجهًا لوجه منذ أوائل 2020، فقد سافر الزعيم الروسي إلى بكين لحضور دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير من ذلك العام، وكان يُنظر إليه على أنه أبرز زعيم عالمي حضر الحدث الذي قاطعته عدد من الدول الغربية، بسبب سجل حقوق الإنسان في الصين.

وعلى هامش دورة الألعاب، صاغ الطرفان شراكة “بلا حدود”، وأصدرا وثيقة من 5 آلاف كلمة يعبران فيها عن معارضتهما المشتركة لزيادة توسع حلف “الناتو”، وتعهدا بالبقاء متيقظين بشأن التأثير السلبي للولايات المتحدة، وفقًا لاستراتيجية المحيطين الهندي والهادئ.

مدفوعات الغاز باليوان والروبل

قال الأستاذ المساعد في كلية لي كوان يو للسياسة العامة في جامعة سنغافورة الوطنية، ألفريد وو، إن “قرار شي بالسفر في رحلة خارجية نادرة، قبل أسابيع قليلة من المؤتمر الـ20 للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، يمكن تفسيره على أنه علامة على ثقة الزعيم وقوته، خاصة أنه من المعتقد أنه أعد ترتيباته للترشح لفترة رئاسة ثالثة”، حسب ما نقلت “سي إن إن”.

وواصلت الصين التحدث علنًا ​​ضد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، رافضة إدانة روسيا، وفضلًا عن ذلك اشترت شركاتها إمدادات الطاقة الروسية بمستويات قياسية، لإنقاذ روسيا من العقوبات. وقالت شركة الطاقة الروسية “غازبروم” إنها وقعت اتفاقًا لبدء تحويل مدفوعات إمدادات الغاز للصين إلى اليوان الصيني والروبل الروسي بدلًا من الدولار الأمريكي.

تعزيز التضامن والتعاون بين البلدين

تحدث الزعيمان مرتين عبر الهاتف منذ الحرب الروسية الأوكرانية، وفقًا للبيانات الرسمية، وأعلن شي أن الصين مستعدة للعمل مع روسيا لتعزيز التضامن والتعاون بين دول الأسواق الناشئة، والسعي لتطوير النظام الدولي والحوكمة العالمية نحو اتجاه أكثر عدلًا”.

ومن المتوقع أن تؤدي القمة الجانبية المتوقعة التي تنعقد على هامش قمة منظمة شنجهاي للتعاون، إلى تعزيز علاقة البلدين في ظل خلافات الصين مع الغرب، بالإضافة إلى أن العلاقة الشخصية بين الرئيسين، التي عنها شي إن “بوتين أفضل صديق”، يعتقد أنها تعزز العلاقات بين البلدين.

توطيد الصداقة بين الزعيمين

نقلت “سي إن إن” عن ألفريد وو، أنه يتوقع أن يعزز الاجتماع الصداقة بين شي وبوتين، وأنه ليس من المستغرب أن يختار شي لقاء بوتين بدلًا من قادة من الولايات المتحدة أو أوروبا، في أول رحلة خارجية له منذ انتشار جائحة كورونا.

وأضاف أستاذ السياسة المساعد: “إذا ذهب (شي) إلى الولايات المتحدة أو أوروبا، فمن المحتمل أن يواجه الكثير من التحديات، لكن عندما يذهب إلى بوتين، سيحصل على العديد من المكتسبات من صديقه، الذي يشعر بالسعادة لكونه رجلًا قويًّا”.