في إفريقيا.. جهاز مبتكر لردع الأفيال عن إتلاف المزارع

بسام عباس
الفيل الأفريقي

يمكن أن تدمر الأفيال حصاد عام كامل بين عشية وضحاها، وتقتل في طريقها من تصادفهم من البشر.


ابتكرت مؤسسة لإنقاذ الأفيال تقنية جديدة تستخدم صوت النحل وطنينه، كرادع لإبعاد الأفيال عن المزارع، بدلاً من النحل الحي.

وأصبح الصراع بين البشر والأفيال مشكلة ملحّة في جميع أنحاء إفريقيا. فمع نمو السكان، يتعدى البشر على المناطق البرية، وبعض المحميات والمتنزهات الوطنية، ليتقلص وجود الأفيال في مساحات صغيرة جدًا.

الافيال في إفريقيا

الأفيال في إفريقيا

 الأفيال تخاف النحل

يمكن أن تدمر الأفيال حصاد عام كامل بين عشية وضحاها، وتقتل في طريقها من تصادفهم من البشر، ما يولّد الخوف والغضب، وعدم التسامح تجاه الحيوانات، ويقوض دعم المجتمع للحفاظ عليها، ويؤدي أحيانًا إلى مزيد من الانتقام.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في تقرير نشرته يوم الاثنين الماضي 27 مارس 2023، إنه من المألوف والمخيف في أجزاء كثيرة من إفريقيا وآسيا أن يظهر فيل أو مجموعة أفيال، يتجولون في حقول المزارعين، وتهلك المحاصيل وتأكلها. وفي بعض الأحيان، يقاوم المزارعون وتقتل الأفيال.

تقنية جديدة تستخدم صوت النحل لابعاد الافيال ن المحاصيل

تقنية جديدة تستخدم صوت النحل لإبعاد الافيال عن المحاصيل

ردع الأفيال عن إتلاف المزارع

أوضحت الصحيفة أن سلسلة العنف هذه بدأت تتلاشى مؤخرًا، بعد تركيب أجهزة جديدة تصدر أصواتًا تشبه طنين النحل، تبعد الأفيال التي تخاف غريزيًّا من النحل، وهذا ما حدث عندما اقتحم فيل من الغابة الكثيفة المحيطة بقرية جبارنيالا شمالي غرب ليبيريا المزرعة، وبدأ يتلف المزروعات، وسمع صوت طنين النحل، فولَّى هاربًا.

وأفادت بأن الفيل سمع صوت خلية نحل مضطربة، ومثل الأفيال في جميع أنحاء العالم، تعلّم تجنب صوت تلك الحشرات بأي ثمن، لكن لم يكن صوت نحل حقيقي، بل صوت صندوق الطنين انطلق ليبعده، وهي تقنية صوتية جديدة تهدف لإبعاد الأفيال بعيدًا عن المزارع.

تقنية جديدة تستخدم صوت النحل لمنع الافيال من اتلاف المحاصيل

تقنية جديدة تستخدم صوت النحل لمنع الأفيال من إتلاف المحاصيل

أصوات رادعة

قالت المديرة الفنية لمنظمة أبحاث الفيل وحمايته، وهي مجموعة ألمانية غير ربحية تختبر هذه الأجهزة في ليبيريا، تينا فوجت، إن لقطات الفيديو للواقعة هي أول دليل على مفهوم أن الصناديق تشكل رادعًا فاعلًا لأفيال الغابات المهددة بالانقراض.

وقالت رئيسة برنامج التعايش بين الإنسان والأفيال في مؤسسة انقذوا الأفيال، التي توزع أجهزة صندوق الطنين، لوسي كينج، إن الصراع بين البشر والأفيال يمثل أزمة في أنحاء إفريقيا، فمع زيادة أعداد السكان، يتعدى الناس على المناطق البرية، بما في ذلك بعض المحميات والمتنزهات الوطنية.

وأضافت أن الأفيال يمكنها إتلاف حصاد عام كامل بين عشية وضحاها، وفي بعض الأحيان تدهس من تصادفهم، ما يثير خوفًا وغضبًا تجاه الحيوانات، ويقوض دعم المجتمع للحفاظ عليها، ويدفع إلى مزيد من الانتقام.

فيل أفريقي

فيل إفريقي

معرفة إفريقية قديمة

قالت مديرة منظمة Wild Survivors البريطانية لحماية الأفيال، التي طورت صندوق الطنين، فرانشيسكا ماهوني، إن النحل أصبح وسيلة شائعة لمحاولة إخماد هذا الصراع، الذي بات يغذي عمليات تجنيد السكان في عصابات الصيد غير المشروع، ما يشكل خطرًا على الأفيال المهددة بالانقراض.

وقالت لوسي كينج إن الرسوم الصخرية في كوازولو ناتال، في جنوب إفريقيا، تشير إلى وعي الإنسان القديم بحقيقة خوف الأفيال من النحل، وأن هذه المعرفة عرفها الغرب للمرة الأولى في العام 2002، عندما أخبر صائدو العسل الماساي في كينيا الباحثين أن الأفيال لا تتلف الأشجار التي بها خلايا النحل.

أسوار خلايا النحل

ذكرت الصحيفة أن لوسي كينج درست خوف الأفيال من النحل منذ العام 2006، وطبقت ما تعلمته لإنشاء أسوارًا سلكية متخصصة تتدلى عليها خلايا النحل، مثل البندول، فعندما تحاول الأفيال تخطي السياج، تتأرجح خلايا النحل وينطلق سرب النحل.

وكشفت دراسة أجرتها لوسي في العام 2017 أن أسوار خلايا النحل حققت نجاحًا 80% في إبعاد الأفيال عن المزارع. وقالت إن العثور على تهديد طبيعي لإخافة الأفيال، دون تخويفهم أو جعلهم يتألمون، مفيد حقًا للإدارة.

وفي بعض الحالات، على الرغم من ذلك، فإن خلايا النحل المليئة بنحل العسل الإفريقي العدواني ليست مثالية. وقالت الدكتور كينج: “لا تريد حقًا وضع نحل حي في أماكن مثل ساحات المدرسة، أو حول خزانات المياه في وسط المجتمع”.

استخدام النحل في ابعاد الفيلة عن المزارع

استخدام النحل في إبعاد الفيلة عن المزارع

صندوق الطنين

أوضحت الصحيفة أن صندوق الطنين يصدر صوتًا مثل صوت النحل من دون لسعاته المصاحبة، وطوره للمرة الأولى في العام 2017 رئيسWild Survivors، مارتن جريفيث، وهو جهاز بسيط يمكن لأطفال المدارس المحلية أن يجمعوه.

وتكتشف الصناديق، التي تعمل بالطاقة الشمسية، الأجسام المتحركة، ما يؤدي إلى تشغيل الصوت لمدة 30 ثانية في المرة الواحدة. ويمكن برمجة الأجهزة بما يصل إلى  ستة مسارات بأصوات مختلفة، منها صوت النحل الذي تنفر منه الأفيال، إلى جانب أصوات نباح الكلاب ومناشير وأصوات بشرية وطلقات نارية.

وأوضحت لوسي كينج أن النحل وصناديق الطنين لن يحلا مشكلة تقلص المساحة البرية في إفريقيا، بل كانا مجرد أداتين ضمن “مجموعة أدوات تعايش بشرية-فيلية كاملة”، لكنها تأمل أن يكون نموذج ليبيريًّا ملهمًا، مضيفةً أن صناديق الطنين لا تعمل على إبعاد الأفيال فحسب، بل تتيح فرصة هائلة للتعلم في المجتمعات المحلية.

3063266 1221802437

ربما يعجبك أيضا