في الذكرى الـ155 لانتهاء العبودية.. الآلاف ينتفضون ضد العنصرية في أمريكا

محمود رشدي

رؤية – محمود رشدي 

تجمع الآلاف من المتظاهرين في الولايات المتحدة الجمعة بعدة مدن امتدت من نيويورك إلى لوس أنجلس لإحياء الذكرى 155 لإنهاء العبودية، ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه العديد من المدن الأمريكية احتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة تجاه الأمريكيين من أصول أفريقية، وخلال المظاهرات أسقط التمثال الوحيد في واشنطن لجنرال كونفدرالي.

شارك الآلاف من المتظاهرين في عدة ولايات ومدن أمريكية من نيويورك إلى لوس أنجلس في إحياء الذكرى 155 لما يسمى بـ”جونتينث” (دمج يونيو و19 وفق لفظهما بالإنكليزية)، وهو اليوم الذي أدرك خلاله “العبيد” في غالفستون في تكساس أنهم صاروا أحرارا.

تزايد التوتر العرقي

تجمع الآلاف للاحتفال بيوم تحرير العبيد، وهو عطلة لإحياء ذكرى انتهاء العبودية التي تحمل هذا العام صدى خاصا بعد موجة من الاحتجاجات والبحث عن الذات حول إرث البلاد من الظلم العنصري، وفي خضم اضطرابات أوقد شرارتها عنف الشرطة غير المبرر ومن خلفه العنصرية والتمييز تجاه الأمريكيين من أصول أفريقية.

وحملت المظاهرات طابعًا احتفاليًا في بعض الأحيان، وأسقط خلالها التمثال الوحيد في واشنطن لجنرال كونفدرالي، بينما تهز البلاد توترات عرقية منذ وفاة جورج فلويد أواخر مايو.

يوم تحرير العبيد

يُحيي يوم تحرير العبيد الذي يعرف باسم (جون-تيينث)، وهو اسم مركب من كلمتي (جون) أي شهر يونيو/ حزيران و(تيينث) في إشارة إلى اليوم 19، ذكرى إلغاء الولايات المتحدة للرق بموجب إعلان إعتاق العبيد الذي أصدره الرئيس الأمريكي إبراهام لينكولن عام 1863، وأعلن جيش الاتحاد عنه لاحقا في غالفستون بولاية تكساس في 19 يونيو/ حزيران 1865 بعد انتهاء الحرب الأهلية.

ومع إلغاء معظم الفعاليات الرسمية لهذا اليوم بسبب إجراءات مواجهة فيروس كورونا المستجد، نظم نشطاء بدلا من ذلك مسيرات في الشوارع و”قوافل بالسيارات” في مسعى منهم لمنح الناس متنفسا للتعبير عن غضبهم وتضامنهم.

لكن برغم القيود المفروضة لمكافحة الفيروس، فإن هذا اليوم الذي يمثل احتفالا سنويا بإعتاق العبيد منذ قرن ونصف القرن يحمل معنى خاصا هذا العام، إذ يتبع سيلا عارما من احتجاجات أثارها مقتل جورج فلويد، الرجل الأمريكي الذي لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن جثم ضابط شرطة أبيض في منيابوليس بركبته على رقبته لتسع دقائق تقريبا على الأرض.

 وقالت تابيثا برنارد البالغة من العمر 38 عاما والمتحدرة من ترينيداد لوكالة الأنباء الفرنسية خلال مشاركتها في مظاهرة الجمعة في نيويورك “أنا امرأة سوداء، أعيش في هذا البلد منذ 20 عاما، وأنا هنا لأقول إن حياة السود مهمة، حياة أولادي وأشقائي، لنتمكن من العيش في بلد آمن”.

وعلى مدى أسابيع حركت المطالب المتصاعدة بإنهاء وحشية الشرطة والظلم العنصري مسيرات كانت متوقعة في مدن أمريكية من أقصى شرق البلاد إلى أقصى غربها، بما فيها العاصمة واشنطن وفيلادلفيا وشيكاغو ولوس أنجلس.

وفي مدينة نيويورك، تجمع بضع مئات كان معظمهم يضع كمامات على الوجه بسبب الفيروس خارج متحف بروكلين حاملين لافتات عليها عبارات من قبيل “حياة السود مهمة” و”اذكروا أسماءهم”.

وأكدت نيا وايت (17 عاما) وهي طالبة أنهت المرحلة الثانوية ومنظمة المسيرة “يعني لي هذا اليوم أن أتذكر أسلافي، فمن المؤكد أننا نكافح منذ فترة طويلة ولا نزال نخوض المعركة نفسها التي خاضها أسلافنا”.

وكانت إحدى كبرى تلك المسيرات في أتلانتا، التي شهدت عواطف متأججة بعد مقتل رايشارد بروكس، وهو أمريكي من أصل أفريقي أصيب بالرصاص في ظهره على أيدي شرطي أبيض في مرآب للسيارات في مطعم للوجبات السريعة. وتمت إقالة الشرطي ووجهت إليه تهمة القتل.

أما في تكساس التي بدأت منها فكرة اليوم، فأشرفت لوسي بيرموند على ما يعتقد أنه أقدم احتفال سنوي عام بهذه المناسبة في حديقة التحرر في هيوستون، التي تقع في منطقة (ثيرد وارد) حيث قضى فلويد معظم حياته.

وغرد الرئيس ترامب، وسائل التواصل الاجتماعية حيث دعا إلى الاعتقال الفوري للأشخاص المعنيين، وقال: “إن شرطة العاصمة لا تقوم بعملها لأنها تراقب تمزيق التمثال وحرقه، يجب القبض على هؤلاء الأشخاص على الفور. عار على بلدنا! ” غرد، واصفًا العمدة الديمقراطي للمدينة موريل بوزر.

وكانت وفاة جورج فلويد في ٢٦ مايو الماضي وهو شاب أسود علي يد الشرطة الشرارة التي انطلقت في عدد من الولايات، ويأتي يوم إنهاء العبودية بالتزامن مع الأحداث التي لم تهدأ بعد.

ربما يعجبك أيضا