«في الطريق إلى برلين» تروي معاناة لاجئي الحروب

شيرين صبحي

رؤية

روما- صدرت عن منشورات المتوسط، رواية جديدة للكاتب والمترجم السوري المقيم في إيطاليا يوسف وقّاص، بعنوان “في الطريق إلى برلين”، وتقع في 352 صفحة من القطع الوسط.

في هذه الرواية: يقودُ ميلاد بن كنعان، وهو شخصيةٌ مصابةٌ بازدواجية حادّة، قافلةً من لاجئي الحرب نحو ألمانيا. مسيرةٌ غرائبيَّةٌ لواقعٍ هلاميٍّ يصعبُ إدراكه، وتتجلّى من خلالهِ جذور كلّ تلك الوحشية التي دفعته هو ومئات الآلاف من الأشخاص لمبارحة أرضهم والبحث عن مأوى في بلدان أخرى. إنَّهُ السيناريو المريع الذي يتأرجح بين الحاضر والماضي، في بنية سرديَّة دائرية ومجزّأة تعكس حقبة تاريخية أو حدثاً راهناً. فنحنُ هنا أمام روايةٍ تتألَّف من كوابيسَ حقيقيَّة عن الحرب. أبطالها ناديا وعادل وميلاد وإسماعيل وغيرهم من ضحايا وجلّادي هذه الرحلة الأسطورية. بحلقاتها المختلفة من الجحيم، كما في الكوميديا الإلهية لدانتي، وحيث الحلف أحادي الجانب مع عزرائيل، والكائنات الإلهية، والعبثية وما وصلت إليه من بربريةٍ غير مسبوقة، تفوق حتى أكثر الخيالات شرورا.

من أجواء الكتاب نقرأ:

“حتَّى السماء السابعة”، كان يصيح، “وبعدها، ستصبحون أحراراً في الاختيار بين الخير والشرّ”.

الخير والشرُّ! لقد مثَّلت لي هاتان الكلمتان دائماً كياناً واحداً غير قابل للتقسيم، وفي الممارسة العملية، مفهومٌ كونيٌّ من الصعب تحديد مدى ما يلتبسه من غموض ووضوح. أمَّا الآن، ها هو الأب شمعون يطلب منَّا أن نرسم حدوداً لهما، ويا حبَّذا باستخدام المساطر والمثلَّثات. أنتَ حقَّاً عبقري، أيُّها الأب شمعون! فجأة، مع وصولنا إلى المستوطنة السماوية الأولى تحديداً، توقَّفت ناديا عن النحيب، لأن البكاء، هناك في الأعلى، لا طائل منه. كانت الكائنات التي تعيش في المستوطنة، مصنوعة من مادَّة جليدية، وباستثناء النار، لم تكن هناك قوَّة يمكن أن تستفزَّها أو تثير سخطها. كانت أيضاً لا تعرف شيئاً عن الحبّ، فعندما تبادلنا أنا وناديا قبلة طويلة، اعتقدوا أننا كائنات من الجيل الثالث، تلك التي انقرضت قبل ملايين السنين بسبب إفراطها العاطفي.

ربما يعجبك أيضا