في الفناء الخلفي للصين.. قوة الولايات المتحدة أصبحت «متواضعة»

الولايات المتحدة تحاول التكيف مع عالم متعدد الأقطاب

بسام عباس
جنود أمريكيون في الفلبين

لم تعد الولايات المتحدة تحلق فوق منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتملي شروطها على حلفائها، ولكنها تعرض أن تكون شريكاً في الفريق وأن تتقاسم المسؤوليات.

وأصبحت الولايات المتحدة تتكيَّف في الوقت الحالي مع عالم متعدد الأقطاب، وتتعلم التعاون مع الاعتراف بالحاجة إلى المزيد من التواضع، خاصة مع تصاعد قوة الصين في آسيا والمحيط الهادئ في مقابل تواضع قوة الولايات المتحدة في المنطقة نفسها.

القوة الأمريكية تتغير

أوضحت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في مقال نشرته السبت 15 يونيو 2024، أن طبيعة القوة الأمريكية تتغير في منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي تعتبرها واشنطن حاسمة للقرن القادم، ولم تعد واشنطن تقدم نفسها باعتبارها الضامن الواثق للأمن، أمام صعود الصين الذي يشكل تهديدًا كبيرًا جداً.

وقال الكاتب داميان كايف، إن الولايات المتحدة بدلا من ذلك أصبحت تعرض أن تكون شريكًا متحمسًا للتحديث العسكري والتطوير التكنولوجي، لافتًا إلى أن المسؤولين الأمريكيين يختبرون أنظمة اتصالات آمنة جديدة مع شركائهم، ويوقعون صفقات لإنتاج مدفعية مشتركة مع الحلفاء وتأمين الإمدادات في جميع أنحاء المنطقة في حال نشوب صراع.

انقسامات داخلية

أوضح الكاتب أن هذا التعاون يسلط الضوء على نظرة المنطقة إلى الصين، لافتًا إلى أنه في مقابلات أجريت مع أكثر من 100 مسؤول حالي وسابق من الولايات المتحدة وبلدان المحيطين الهندي والهادئ خلال العام الماضي، قال الكثيرون إن القرن القادم سيكون على الأرجح أقل هيمنة من القرن الماضي.

ووفق تصريحاتهم، فإنه بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات القادمة أو الانتخابات التي تليها، فإن الدولة المسؤولة عن النظام العالمي اليوم أضعفتها حربا العراق وأفغانستان، والآثار المزعزعة للاستقرار المترتبة على صعود الصين في التصنيع المحلي والانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة.

عالم متعدد الأقطاب

ذكر داميان أن العالم يتغير أيضًا مع تزايد عدد الدول القوية القادرة على تشكيل الأحداث، ومع مشاركة الولايات المتحدة التكنولوجيا الحساسة وإعطائها الأولوية للعمل الجماعي، يعتقد الكثيرون أنهم يشهدون إعادة تشكيل عالمي وتطورًا في القوة الأمريكية.

ويرى أن الولايات المتحدة، في الوقت الحالي، تحاول أن تتكيف مع عالم متعدد الأقطاب، وتتعلم التعاون بطرق لا يناقشها العديد من السياسيين في واشنطن الذين يركزون على التفوق الأمريكي، مع الاعتراف بالحاجة الكبيرة إلى المزيد من التواضع.

ربما يعجبك أيضا