في تحول تاريخي.. اليابان تقدم مساعدات للجيوش الأجنبية

أعلنت اليابان، الأربعاء 5 إبريل 2023، خططًا لتقديم مساعدات لجيوش “الدول ذات التفكير المتشابه”.

وبينما تبني طوكيو استراتيجية دفاعية استباقية لمواجهة التهديدات الإقليمية المتنامية، ستقدم مساعدات مالية لمساعدة الدول النامية على تعزيز دفاعاتها، في أول خروج عن القواعد التي تحظر استخدام المساعدات الدولية لأغراض عسكرية.

إطار عمل جديد

قالت وزارة الخارجية اليابانية، في بيان: “من الضروري تعزيز قدراتنا الدفاعية وقدرات الأمن والردع للدول ذات التفكير المتشابه، كي نمنع المحاولات الأحادية، الرامية إلى تغيير الوضع الراهن بالقوة، ونضمن سلام واستقرار منطقة الهندوباسيفيك بوجه خاص، ونخلق البيئة الأمنية المنشودة لليابان”.

وأضاف البيان: “لتحقيق هذا الهدف، قررت اليابان وضع إطار عمل تعاوني جديد، باسم “المساعدات الأمنية الرسمية”، لصالح القوات المسلحة والمؤسسات الأخرى ذات الصلة عبر تقديم المواد والمعدات والمساعدات لتطوير البنى التحتية بناءً على الاحتياجات الأمنية للدول”.

اقرأ أيضًا| استراتيجية الأمن القومي الياباني.. تحول تاريخي في العقيدة العسكرية

تفاصيل البرنامج

حسب ما نقلت وكالة أنباء رويترز، قال أمين مجلس الوزراء الياباني، هيروكازو ماتسونو، في مؤتمر صحفي، إن برنامج “المساعدات الأمنية الرسمية” سيُدار بمعزل عن برنامج “مساعدات التنمية الخارجية”، الذي موّل الطرق والسدود وغيرها من البنية التحتية.

وقالت وزارة الخارجية إن أي مساعدات بموجب إطار العمل الجديد لن تُستخدم لشراء الأسلحة الفتاكة، التي يمكن استخدامها في الصراعات مع الدول الأخرى. ومن حيث المبدأ، ستكون الدول النامية فقط مؤهلة للحصول على المساعدات، نظرًا لأنها ستُقدم في صورة منح.

ووفق رويترز، أوضحت الوزارة أنه من المتوقع أن تشمل مجالات المساعدات الاتصالات عبر الأقمار الصناعية وأنظمة الراديو للمراقبة البحرية، مضيفةً أن الاستعدادات جارية لإنهاء أول مساعدة خلال السنة المالية الحالية. في حين أورد موقع ديفينس بوست أن المجالات ستشمل مكافحة الإرهاب ومكافحة القرصنة.

سفينة “موجامي” اليابانية

الدول المستفيدة

من المرجح أن تكون الفلبين وماليزيا وبنجلاديش وفيجي من أوائل الدول التي تحصل على المساعدات. وحسب رويترز، فتحت وزارة الخارجية اليابانية عطاءً، أمس الأربعاء، لبدء دراسة الجدوى في هذه الدول، بهدف تعزيز أمنها البحري.

وفي هذا الشأن، أوردت صحيفة يوميوري اليابانية، يوم الاثنين الماضي، أن طوكيو تدرس تزويد مانيلا بمنظومات رادار لمساعدتها في مراقبة النشاط الصيني في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه، حسب ما نقلت رويترز.

وفي تصريح لصحيفة ذا جابان تايمز، قال الخبير في الشؤون الأمنية اليابانية والمحاضِر بكلية سينداي شيريوري للنساء، سيباستيان ماسلو: “الكثير من هذه الدول لديها علاقات وثيقة بالصين، لكنها مهمة للأمن البحري، ولهذا السبب هي أساسية في رؤية طوكيو لمبادرة الهندوباسيفيك-منطقة حرة ومفتوحة”.

مواجهة التهديدات

ستكون المبادرة أداة إضافية لطوكيو كي تعزز علاقاتها مع هذه الدول خارج نطاق برنامج مساعدات التنمية الخارجية التقليدي، وفق صحيفة ذا جابان تايمز. وسيهدف إطار العمل الجديد إلى تعزيز القدرات الدفاعية للشركاء لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، مثل تلك التي تفرضها الصين وروسيا وكوريا الشمالية.

سفن وطائرات حربية صينية في عرض عسكري ببحر الصين الجنوبي

وأشارت الصحيفة إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية، والمخاوف من أن الصين قد تحذو الحذو نفسه وتغزو تايوان، منحت دافعًا للتحول الهائل في السياسات الأمنية والدفاعية لليابان. وحسب ميزانية السنة المالية 2023، خصصت الحكومة 15 مليون دولار للمساعدات الأمنية الرسمية.

اقرأ أيضًا| بسبب أوكرانيا.. ألمانيا واليابان تتأهبان عسكريًّا بسيناريو الحرب العالمية الثانية

تعزيز الأمن

عن هذا التحول في سياسة طوكيو، قال مدير المجلس الدولي لصناعة الأمن في اليابان، سايمون تشيلتون، إن هذه الخطوات تشير إلى “إدراك طوكيو المتنامي أن الصادرات الدفاعية يمكن أن يكون لها دور إيجابي في العلاقات الأمنية الإقليمية”.

وفي السياق ذاته، قال مدير برنامج اليابان بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، روبرت وارد، إن الاستخدام الاستراتيجي للمساعدات التنموية يسلط الضوء أيضًا على استخدام طوكيو لـ”المجموعة الكاملة لقدرات الدولة” لتحسين الأمن الإقليمي، حسب ذا جابان تايمز.