في ذكرى الثورة .. “خامنئي”: لا يمكن الوثوق بأمريكا.. و”روحاني”: سنقبل توبتها

يوسف بنده

رؤية

شهدت الأشهر الأخيرة بعد عودة العقوبات الأمريكية على إيران، تصاعدًا في الملاسنات بين المسؤولين في طهران وواشنطن.

وتراهن واشنطن على سقوط النظام في إيران جراء غضب الشارع الإيراني من عجز النظام على مواجهة العقوبات الأمريكية.

وتحدث الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، الثلاثاء الماضي، في کلمته حول “حال الاتحاد” عن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي، ووصفه بـ”الإنجاز”، مضيفًا أن “هذا الانسحاب سيمنع إيران من الحصول على السلاح النووي”. كما وصف ترامب، في كلمته، نظام إیران، بأنه نظام “ديكتاتوري فاسد”.

لا يمكن الوثوق بأمريكا

وقد انتقد المرشد الأعلى، أمس الجمعة، 8 فبراير، الدول الأوروبية، قائلا: “لا يمكن الوثوق بهم أو احترامهم”.

وفي جانب آخر من خطابه خلال الاجتماع مع القادة والطيارين وأعضاء القوات الجوية في الجيش الإيراني، وصف مرشد الجمهورية الإسلامية الولايات المتحدة بأنها “مظهر من مظاهر الشر”، وقال: “شعار الموت لأمريكا يعني الموت لترامب، وجون بولتون، وبومبيو.

يعني الموت لقادة الولايات المتحدة في هذه الفترة.. وطالما أن الولايات المتحدة تتعامل بخبث، فإن شعار الموت لأميرکا لن يترك فم الشعب الإيراني”.

انتقاد لأوروبا

وفي الوقت نفسه، انتقد وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، مرة أخرى، أوروبا بسبب “عدم الوفاء بالتزاماتها” فيما يتعلق بالاتفاق النووي.

وأکَّد وزير الخارجية الإيراني، الخميس الماضي، في حوار مع قناة “روسيا اليوم” ما ورد في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما حث قادة أوروبا على الالتزام بتعهداتهم في هذا الصدد.

وأضاف ظريف: “لا أريد أن أقول إن الأوروبيين تخلوا عن التزاماتهم في الاتفاق النووي أو انتهکوها، لكنهم تقاعسوا في ذلك”. وطالب وزير الخارجية الإيراني دول أوروبا ببذل جهود أكثر جدية في الممارسة العملية.

وبحسب ظريف، فإن “الأوروبيين، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، قدموا 12 التزامًا، بما في ذلك العلاقات المالية مع إيران، وتدفق الاستثمارات الأوروبية إلى طهران، وبيع النفط وتسلم عوائد بيعه عبر البنوك”.

وفي جانب آخر من المقابلة، أولى وزير الخارجية الإيراني اهتمامًا خاصًا بالآلية المالية الأوروبية المسماة “إینستکس”. ورغم أنه لا يعتبر هذه الآلية “آليةً ماليةً حقيقيةً”، إلا أنه يأمل في أن تنضم إليها الدول الأخرى أيضًا.

يشار إلى أنه تم تسجيل الآلية المالية الأوروبية الخاصة، رسميًا، يوم الخميس 31 يناير، من قبل ألمانيا والمملكة المتحدة وفرنسا، بهدف تسهيل التجارة مع إيران، ولكن لم يتم تنفيذها بعد وواجهت كثيرًا من الانتقادات.

وقد انتقد المسؤولون الإيرانيون مرارًا وتكرارًا أداء أوروبا في عدم الوفاء بالتزاماتها. وقبل يومين،  6 فبراير وصف حسن روحاني أداء أوروبا بأنه “ضعيف وغير فعال”.

توبة أمريكا

وقد التقى الرئيس الإيراني، حسن روحاني، الأربعاء 6 فبراير مع السفراء الأجانب والدبلوماسيين في طهران، وقال إنه إذا ما غیرت الولايات المتحدة الأميركية من “نهجها الخاطئ” و”تابت”، فإن إيران ستقبل “توبتها”.

واعتبر روحاني، مرة أخرى، أن الولايات المتحدة الأميركية “ناكثة بالعهد”، في إشارة إلى انسحابها  من الاتفاق النووی، وقال: “خلال هذه السنوات، أثبتنا أننا في غاية الدقة في توقيعنا علی التعهدات، لكننا نظل ملتزمين بما وقعنا عليه”.

وتابع الرئيس الإيراني: “إذا ما غيرت الولايات المتحدة الأميرکیة من اتجاهها الخاطئ، وإذا ما قدمت اعتذارها عن تدخلاتها الماضية وتحدثت مع شعبنا باحترام، حینها سنقبل توبتها”.

النشاط الصاروخي

وفي وقت سابق، انتقد المسؤولون الأمريكيون إيران مرارًا، بسبب نشاطها الصاروخي، بوصفه تهديدًا خطيرًا للمنطقة.

ومع وصول دونالد ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة، وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وعودة العقوبات النفطية ضد إيران، ارتفعت حدة الملاسنات بين مسؤولي البلدين ضد بعضهم بعضًا بشكل مستمر.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مساء الخميس 7 فبراير، إن إطلاق إيران للصواريخ مرة أخرى يؤكد مجددًا أن الاتفاق النووي لم يفعل شيئًا لإيقاف برنامج إيران الصاروخي.

وأضاف وزير الخارجية الأمريكي في تغريدة، أن “إيران تتحدى مجلس الأمن الدولي في الوقت الذي تعمل فيه على تطوير قدراتها في مجال الصواريخ الباليستية”.

وطالب بومبيو في تغريدته بفرض قيود دولية أكثر صرامة لردع برنامج الصواريخ الإيراني.

وتتزامن تغريدة بومبيو مع نشاطات إيران الصاروخية، حيث أعلن مساعد وزير الدفاع، قاسم تقي زاده،  عن إطلاق صاروخ “سفير” حاملا القمر الصناعي “دوستي” (الصداقة).

من جانب آخر، أعلن الحرس الثوري الإيراني عن إنتاج صاروح باليستي جديد أطلق عليه اسم “دزفول” في مصنع تحت الأرض يبلغ مداه- حسب إعلان الحرس الثوري – ألف كيلومتر.

يشار إلى أن الصاروخ الإيراني الجديد هو عينة متطورة من صاروخ “ذو الفقار” الذي قام الحرس الثوري الإيراني بتجريبه.

سنوات الخيبة

وقد أعربت القوى والتكتلات السياسية الإيرانية الداعمة والمعارضة للنظام الإيراني، عشية الذكرى الأربعين للثورة، عن موقفها من نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار حزب اتحاد الشعب الإيراني الإسلامي، وهو من الأحزاب الإصلاحية، في بيان له، اليوم السبت 9 فبراير إلى أن الثقة المتبادلة بين الشعب والنظام والنظام والشعب “في أدنى مستوياتها، مقارنة بالسنوات الأربعين الماضية”.

وينص البيان أيضًا على أنه رغم أن الحزب ينتقد بعض اتجاهات الحكومة، لکنه لا يزال يريد “استمرارًا قويًا للجمهورية الإسلامية”.

کما أکَّد حزب اتحاد الجمهوريين، وهو من الأحزاب المعارضة للجمهورية الإسلامية، في بيانه، على دور المجتمع المدني والتکتلات المدنية في الصراعات الديمقراطية والعدالة للشعب الإيراني.

وکتب أعضاء حزب اتحاد الجمهوريين في بيانهم: “إن تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو تاريخ المواجهة مع مطالب الشعب العادلة، وإنشاء كيانات تابعة للحکومة مثل المجالس الإسلامية، وامتداد القمع العنيف إلى أعماق المجتمع. ولكن في نفس الوقت، فإن تاريخ المقاومة المدنية للشعب هو أيضًا ضد العنف والقمع والتمييز”.

وفي غضون ذلك، وصف ولي العهد، رضا بهلوي، في بيان له، السنوات الأربعين من حكم الجمهورية الإسلامية بأنها سنوات “خيانة الأمانة، وتزييف الهوية، وانهيار الثقة”.

وأکّد ولي العهد في بيانه على أن إيران فقدت مکانتها الطبيعية على مدار الأربعين سنة الماضية، داعيًا إلى إسقاط النظام في عملية الکفاح المدني.

ربما يعجبك أيضا