في ذكرى الساحر… أدوار العمر للحاضر الغائب محمود عبد العزيز

هالة عبدالرحمن

كتب – هالة عبد الرحمن

لم يغب عن أذهان جمهوره ومحبيه حيث يدخل كل يوم زائرًا خفيفًا حاملًا باقة من أجمل ما عرفت السينما المصرية، وتمر اليوم 12 نوفمبر الذكرى الأولى لوفاة الفنان محمود عبد العزيز صانع البهجة والكوميديا في جميع أفلامه سواء كانت التراجيدي أو الكوميدي مثل أفلام “الكيف”، والعار والمعتوه، وكالة البلح” وغيرها، لتجد نفسك أمام لوحة فنية متكاملة.

في بداياته كان مفاجأة لعدد كبير من المخرجين، الذين يميلون لتقديم الخلطة الكوميدية، والتى بدأها بفيلم “العار”، مع النجمين نور الشريف وحسين فهمي، للمخرج علي عبد الخالق، فرغم أن اسم نور الشريف كان يسبق اسم الساحر على أفيش وتترات هذا الفيلم، إلا أنه بعد نجاح شخصية “الدكتور عادل” في هذا الفيلم، ومن بعدها أصبح الساحر هو صاحب الكلمة العليا في شباك الإيرادات.

ولم تتوقف مسيرة الفنان عند هذا النوع من الأفلام التي حققت المعادلة الصعبة في تقديم رسالة فنية ذات قيمة وتصدر إيرادات شباك التذاكر، فلجأ إلى التنويع في أدواره عندما قدم دور الأب في فيلم “العذراء والشعر الأبيض”، ثم في فيلمه مع ميرفت أمين “تزوير في أوراق رسمية”.

وبرع في تقديم صورة الزوج المصري الذي طحنته ظروف الحياة القاسية وغلاء أسعار الشقق في فيلمه الشهير “الشقة من حق الزوجة”، والذي حمل مشاهد كوميدية رائعة مع الفنانة نعيمة الصغير ليقدم لنا تيمة جديدة لأفلام الحموات.

وفي عام 1985 تصدر وقتها النجم محمود عبد العزيز أفيش وتترات فيلم “الكيف”، والذي قدمه مع نفس صناع فيلم “العار”، وهما الكاتب محمود أبو زيد والمخرج علي عبد الخالق، وحظي الفيلم وقتها بنجاح جماهيري ساحق، ربما لجرأته في تناول مصطلحات تجار الكيف ومريديه وأغانيه التي قدمها من خلال الفيلم لتنافس كبار المطربين ومن أشهرها “الكيمي كيمي كا”.

وظل محمود عبد العزيز فنانا له بصمة كبيرة في عالم الفن طوال سنوات عمره، فلم نشاهد كفيفًا خفيف الظل وعميق الفكر وبصير الرؤية مثلما رأيناه في فيلم الكيت كات عام 1991، وكان يجسد شخصية “عم حسني” الكفيف، يعيش مع أمه المسنة وابنه الشاب المحبط، دون أن يتخلى عن الأمل والبسمة والضحكة، وينطلق للتعبير عن هوايته للغناء ليلاً في جلسات تدخين المخدرات لينسى واقعه المظلم بعد بيع منزله.

وحصل محمود عبد العزيز عن فيلم “سوق المتعة” عام 2000، على جائزة أحسن ممثل من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن رائعة وحيد حامد، وسمير سيف.

ونال محمود عبد العزيز اللقب الأشهر له بعد فيلم “الساحر” عام 2001، الذي تدور أحداثه في أحد الأحياء الشعبية بمصر القديمة حيث يسكن “منصور بهجت “وابنته، و”منصور بهجت” ساحر مهمش يسكن وسط مجموعة من المهمشين الذين يعيشون في الأماكن المزدحمة ويحاولون أن يجعلوا من حياتهم شيئا مبهجا، والفيلم يعد إحدى روائع المخرج رضوان الكاشف.

ولم تخل مسيرة الساحر محمود عبد العزيز الفنية من تقديم الأعمال الوطنية والجاسوسية، والتي عبرت عن دهاء المخابرات المصرية، حيث قدم فيلم “إعدام ميت”، وشاركه البطولة ملك الترسو فريد شوقي والنجوم يحيى الفخراني وليلى علوي وبوسي، وجسد فيه شخصية عميل مزدوج للمخابرات المصرية والموساد الإسرائيلي، وقد وصف الساحر هذا الدور في حوار سابق له بأنه أحد أهم الأدوار في مسيرته الفنية، كما قدم الساحر أحد أبرز أهم المسلسلات الوطنية في تاريخ الدراما المصرية، وهو مسلسل “رأفت الهجان” بأجزائه المختلفة، للمخرج يحيى العلمي، حتى غاب أكثر من عقدين من الزمان عن الدراما المصرية، ليعود مرة أخرى بمسلسل “محمود المصري”، للمخرج الكبير مجدي أبو عميرة، والذي تناول من خلاله قصة أحد كبار رجال الأعمال المصريين، فسر البعض أن هذه قصة رجل الأعمال المصري محمد الفايد، والذي أصبح من أبرز أغنياء العالم، ثم قدم بعدها بعدة سنوات مسلسلات أخرى مثل “باب الخلق” للمؤلف محمد سليمان عبد المالك، و”أبو هيبة في جبل الحلال”، للمخرج عادل أديب، من تأليف ناصر عبد الرحمن.

ربما يعجبك أيضا