في عام الخنزير الصيني.. العالم على موعد مع اضطربات كبرى

هدى اسماعيل

هدى إسماعيل

قد يكون التنجيم من أسخف الأمور لمعرفة الأسرار وتحقيق الأمنيات، ولكن لماذا يستخدمه حكام العالم إن كانوا يملكون قوة عظيمة؟ تكثر القصص حول المنجمين ولكن في الأخير تبقى النتيجة واحدة “كذب المنجمون ولو صدقوا”.

يتوقّع المنجّمون الآسيويون أن يواجه زعماء العالم سلسلة من المشاكل الداخلية في سنة الخنزير الجديدة “2019” بالتقويم الصيني التي قد يكشف خلالها النقاب عن مكنونات الرئيس الأمريكي ترامب.

الريح والماء

لطالما كان لفن “فنغ شوي” وترجمته “الريح والماء”، تأثير كبير في آسيا، ففي غير منطقة في آسيا خصوصا في هونج كونج وتايوان وسائر أرجاء الصين يتبع السكان مبادئ هذا الفن لترتيب شؤون السكن أو العمل واتخاذ القرارات، إذ يأملون أن يساهم ذلك في تحسين أوضاعهم العاطفية والمادية وزيادة حظوظهم.

ويعتمد “فنغ شوي” على فلسفة قديمة تعتبر أن كل الأحداث هي نتاج توازن دقيق بين العناصر الخمسة في الكون وهي المعدن والخشب والماء والنار والتراب.

وتندرج المجموعة الصينية لحركة الشمس والقمر في دورة من 12 سنة، يرمز كل منها لحيوان، وترتبط بالعناصر الخمسة، ما يؤدي إلى مجموعة توليفات تعود مرة كل ستة عقود.

وسيجري الانتقال إلى السنة القمرية الجديدة غدا الثلاثاء؛ إذ ستحل سنة “خنزير الأرض” محل سنة “كلب الأرض”.

الإطاحة بترامب

بحسب “تساي شانغ- تشي” -أحد معلمي فن “فنغ شوي” في تايوان- قد تكون سنة الخنزير سيئة بدرجة كبيرة على الأشخاص المولودين في سنة من سنوات الكلب، بحسب علم الفلك الصيني، وهي حال الرئيس الأمريكي.

ويضيف: “كل الأمور السيئة التي فعلها الناس المولودون في سنة الكلب قد تخرج إلى العلن ويعرف بها الجميع”، ويضيف في معرض حديثه عن ترامب “ثمة خطر الإطاحة به”.

كذلك لا تبدو “تييري تشاو” أقل تشاؤما حيال وضع الرئيس الأميركي ، فتقول: “فيما يتعلق بدونالد ترامب، أتوقع أن يكرّس الكثير من الطاقة في محاولة حل مشكلاته”، مضيفة “ستظهر أمور كثيرة إلى العلن، تحمل أثرا سلبيا في المجمل على مسيرته”.

لكن -بحسب “أليون ييو” وهو أيضا من معلمي “فنغ شوي” في هونج كونج- سيصطدم أي شخص يحاول التصدي لمشاريع ترامب بهامش مناورة ضيق.

ويوضح “الفرصة الوحيدة للنجاح في الإطاحة بترامب ستكون بين 6 ديسمبر و6 يناير 2020”.

سنة جيّدة لهاري وميجن

فالرئيس الفرنسي ولد في أواخر العام 1977 وهو من مواليد برج الأفعى بالتقويم الصيني، وأصحاب هذا البرج سيشهدون “تغييرات كثيرة” سنة 2019، بحسب السيدة تشاو.

وهي تنبّه من أن “هذا البرج يخضع لتيّارات طاقة متعددة، تمثّل تنقّلات وتغييرات، وإن لم يحسنوا إدارتها تتحوّل إلى مشاكل، فعلى السيد ماكرون التفكير مليا في كلّ قرار قبل اتخاذه”.

والآفاق ملبّدة بالغيوم أيضا بالنسبة إلى البريطانية تيريزا ماي، وفق تكهّنات معلمي “الفنغ شوي”.

ويقول “أليون ييو”: إن الحسابات تظهر أن بريطانيا لن تنعم بالازدهار والاستقرار إلا إذا فتحت أبوابها للاتحاد الأوروبي، ومن شأن خروجها من الاتحاد بدون اتفاق أن يثير احتجاجات وأعمال شغب”.

والتايواني “تساي شانغ-تشي” ليس متفائلا بشأن المفاوضات التجارية بين بكين وواشنطن فكل طرف “سيتشبّث بأفكار بالية ومحافظة محدودة النطاق”.

وهو يشير إلى أن “الطرفين سيغفلان التداعيات البعيدة المدى، ما قد يؤدّي إلى فشل المفاوضات”.

غير أن سنة الخنزير جيدة بالنسبة للأمير هاري وزوجته ميجن اللذين ينتظران مولودهما الأول في الربيع، وتتوقّع تشاو أن يكون المولود ذكرا.

قرارات صعبة

وبحسب ييو، من المتوقع أن تخفّ حدة التوترات على الصعيد الدولي، غير أن المشاكل ستتفاقم على الصعيد الداخلي بالنسبة لأهل السياسة.

وهو يقول -مستندا إلى كتاب “يي جينغ” القديم، أو “المنهج التقليدي للتغيّرات” الذي يشكّل مرجعا في هذا الصدد- إن “الخنزير يمثّل المياه، وإذا ما أضفنا المياه إلى التراب، تصبح الأرض موحلة، ما يعني أن القرارات ستكون صعبة هذه السنة، والتصورات لن تكون واضحة”.

ويردف، “كل بلد سيكون منشغلا بمشاكله الداخلية، وستخفّ وطأة النزاعات الدولية هذه السنة”.

كتاب النبوءات

لم يقف أمر النبوءات عند الصينين فقط، بل يعتبر “دي نوستريدام”، المعروف باسم “نوستراداموس” قبل 400 عام، المنجم الأشهر في التاريخ، وصاحب كتاب “النبوءات” الذي صدر في عام 1555، والذي يقال إنه تنبأ بالمستقبل، وتنبأ بأن عام 2019، سيشكل بؤسا مدويا في جميع أنحاء العالم، ومن غير المحتمل أن يتحسن الوضع حتى عام 2046 على الأقل، إذا ثبت أنه على حق.

وقال “نوستراداموس” -في كتابه “النبوءات “- إن عام 2019 سيكون بداية حرب نهاية العالم التي ستمتد إلى ما يقارب ثلاثة عقود، وزعم الكاتب الذي جمع 942 رباعية شعرية، أنه يتوقع أحداثا مستقبلية، من قبيل أن الفيضانات ستجتاح أجزاء كبيرة من أوروبا، فضلا عن وقوع زلزال كارثي بين كاليفورنيا وجزيرة فانكوفر في كندا.

كما توقع “نوستراداموس”، تزايد الإرهاب والتطرف الديني في الشرق الأوسط، ولكن لم تكن جميع توقعاته سيئة، حيث أشار إلى أن القادة السياسيين سيجتمعون لمكافحة تغير المناخ، فضلا عن أن العلماء سيطورون دواء يمكن أن يسمح لنا بالعيش لمدة 200 عام.

الاضطرابات الكبيرة

واختلفت توقعات العرافة البلغارية “فانغا” عن “نوستراداموس”، حيث تنبأت بأزمة اقتصادية عالمية، ستفقد الكثير من الناس على وجه الأرض مدخراتهم ، بالإضافة إلى أن النظام القديم سينهار، لكن الطبيعة لا تتسامح مع الفراغ، وبطبيعة الحال، سيتم استبداله بنظام آخر”.

وتوقعت “فانغا” أنه سيكون أزمة اقتصادية عالمية، ستفقد الكثير من الناس على وجه الأرض مدخراتهم وعملهم، ويمكن تسمية عام 2019 بسنة الاضطرابات الكبيرة، وفي المقام الأول، سيؤثر على أوروبا الغربية، بالإضافة إلى الولايات المتحدة والدول المتضامنة معها.
وأضافت: “أنه ستحدث مشاكل في الولايات المتحدة دون تأثير من روسيا (ستعم الفوضى في البلاد)، ومن الواضح فإن السلطات الأمريكية لن تتخلى عن محاولات التدخل في الشؤون الروسية وتشويه سمعتها، ولكنها ستحصل في النهاية على رد قاسٍ”.
وتنبأت أنه بحلول سبتمبر وأكتوبر 2019، سيكون العالم على شفا حرب كبيرة، وهذا الاحتمال في ضوء الوضع الحالي للأمور لا يمكن استبعاده.

كلب الأرض

في العام الماضي توقع المنجمين الصينين أن يواجه الرئيس الأمريكي ترامب عاما مليئا بالاضطرابات ومشاكل ومنازعات داخل البيت الأبيض وبين مجموعة من الدول، بالإضافة إلى استقالة عدد من زملائه في البيت الأبيض وهو الأمر الذي حدث بالفعل ، خلال العام الصيني “الكلب 2018”.

وتوقع أيضا معلّمو “الفنغ شوي” قبل 12 شهرا أن تكون سنة “كلب الأرض” صعبة بالنسبة إلى زعماء السياسة، وقد شهدت خصوصا حربا تجارية بين واشنطن وبكين واشتداد الأزمة البريطانية على وقع اقتراب موعد خروج البلد من الاتحاد الأوروبي.

وهي التوقعات ذاتها، التي أكدها كلاريس تشان، وهو منجم صيني يعيش في سنغافورة، مشيرا إلى أن شخصية دونالد ترامب المدمرة نابعة من الصراعات الموجودة في الرسم البياني لولادته الفلكية.

ربما يعجبك أيضا