في عيد ميلاده الـ70.. أبرز محطات صعود الرئيس الروسي وفترة حكمه

آية سيد
فلاديمير بوتين

احتفل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعيد ميلاده الـ70، يوم الجمعة 7 أكتوبر 2022. فما أبرز المحطات التي شهدتها رحلته إلى الكرملين؟


احتفل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بعيد ميلاده الـ70، يوم الجمعة الماضي 7 أكتوبر 2022، وسط انتكاسات في أوكرانيا وتهديدات باستخدام الأسلحة النووية.

ووفق تقرير لشبكة “سكاي نيوز“، لا يمكن فصل تاريخ الاتحاد الروسي عن تاريخ بوتين، الذي شهدت حياته الكثير من المحطات، بداية من عمله في جهاز الاستخبارات السوفيتية (كيه جي بي) في ألمانيا الشرقية، حتى وصوله إلى سدة الحكم، نهاية بالحرب الروسية الأوكرانية.

النشأة في روسيا السوفيتية

فلاديمير بوتين

فلاديمير بوتين أثناء الطفولة

وُلد فلاديمير بوتين في مدينة لينينجراد السوفيتية (سان بطرسبرج حاليًا) في 7 أكتوبر 1952. وكان لديه شقيقان توفيا قبل مولده، أحدهما خسر حياته في أثناء حصار القوات النازية لمدينة لينينجراد، خلال أثناء الحرب العالمية الثانية.

وحكى بوتين أن جده، سبيريدون بوتين، عمل طباخًا للزعيمين السوفيتيين، فلاديمير لينين وجوزيف ستالين. ونشأ بوتين في لينينجراد، وتدرب على الفنون القتالية، ودرس الحقوق في الجامعة الحكومية. وبعد التخرج في الجامعة عام 1975، انضم على الفور إلى جهاز الاستخبارات السوفيتية (كيه جي بي).

عميل استخباراتي

فلاديمير بوتين

فلاديمير بوتين مرتديًا زي “كيه جي بي”

أرسل بوتين إلى مدينة درسدن في 1985، حيث بحث عن مواطني ألمانيا الشرقية، الذين لديهم أسباب منطقية للسفر، وجنّدهم للمساعدة في التجسس على الغرب. ونقلت “سكاي نيوز” تقارير غير مؤكدة تشير إلى أن بوتين عمل في نيوزيلندا خلال الثمانينات. وتدرج بوتين في “كيه جي بي” حتى وصل إلى رتبة مقدم.

وفي 1990، جرى استدعاء بوتين إلى لينينجراد كجزء من “الاحتياطي النشط” لجهاز “كيه جي بي”، عندما كان الاتحاد السوفيتي على شفا الانهيار. وأصبح بوتين مستشارًا لأستاذه السابق، أناتولي سوبتشاك، الذي أصبح لاحقًا أول عمدة منتخب ديمقراطيًّا لمدينة لينينجراد. ووفق “سكاي نيوز”، أصبح بوتين يُعرف بـ”مُنظِّف سوبتشاك” وأحاطت الإشاعات ببعض أنشطته خلال تلك الفترة.

رحلته إلى الكرملين

في 1996، انتقل فلاديمير بوتين إلى موسكو، وبدأ العمل في الكرملين. وتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب رئيس جهاز الأمن الفدرالي الروسي (إف إس بي)، الذي حل محل “كيه جي بي”، في 1998.

وبعدها بعام، عيّنه الرئيس، بوريس يلستن، كأول نائب لرئيس الوزراء في روسيا، ثم رئيس وزراء بالإنابة. وبعد استقالة يلستن، أصبح بوتين رئيسًا بالإنابة، ثم انتُخب رسميًا رئيسًا لروسيا في العام 2000.

فلاديمير بوتين

فلاديمير بوتين مع أناتولي سوبتشاك في 1994

كارثة غواصة كورسك

بعد أشهر قليلة من توليه الرئاسة، واجه بوتين انتقادات بسبب تعامله مع كارثة غواصة “كورسك”. ففي 12 أغسطس 2000، غرقت غواصة كورسك النووية، متسببةً في موت طاقمها المكون من 118 فردًا، وإثارة الاحتجاجات الدولية.

ووفق “سكاي نيوز”، اختار بوتين في البداية إكمال عطلته في سوتشي لعدة أيام، قبل أن يقبل المساعدات الدولية. وبعد مرور 7 أيام، عندما استطاع الغواصون البريطانيون والنرويجيون فتح حجرة على متن الغواصة كان يتشبث بها الناجون، لم يجدوا أحدًا على قيد الحياة.

أزمة رهائن مسرح موسكو

في 23 أكتوبر 2002، احتجز 40 مسلحًا شيشانيًّا 912 رهينة داخل مسرح بموسكو. وبعدها بـ3 أيام، أرسل السلطات القوات الخاصة للتعامل مع الموقف، بعد ضخ غاز غامض في القاعة، ومقتل كل المسلحين، إلى جانب 130 رهينة من ضمنهم أجانب. ودفعت هذه الحادثة بوتين إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الانفصاليين الشيشان، بحسب “سكاي نيوز”.

فلاديمير بوتين

الرئيس فلاديمير بوتين يزور النصب التذكاري لضحايا هجوم مسرح موسكو

قتل المعارضين

في 7 أكتوبر 2006، تعرضت الصحفية الروسية، آنا بوليتكوفسكايا، لإطلاق النار أمام المجمع السكني الذي تقطنه. ووفق “سكاي نيوز”، كشفت آنا قبل مقتلها الفساد في الجيش الروسي، وسلوكه في الشيشان.

وفي نوفمبر من العام نفسه، العميل السابق في “كيه جي بي”، ألكسندر ليتفينينكو، الذي عمل لصالح جهاز الاستخبارات البريطاني “إم آي 6” بعد هربه إلى لندن، وكان ناقدًا شرسًا لبوتين، تعرض للتسميم عن طريق شاي ملوث بمادة البولونيوم 210 المشعة. واتهم ليتفينينكو، وهو على فراش الموت، الرئيس بوتين بقتله.

تبادل الأدوار

في 2008، عندما شارفت ولايته الثانية على الانتهاء، واجه بوتين مشكلة أن الدستور يمنع أي شخص من الخدمة لـ3 ولايات متتالية. حينها، انتُخب النائب الأول لرئيس الوزراء، ديمتري ميدفيديف، رئيسًا لروسيا، ثم عيّن بوتين رئيسًا للوزراء.

وفي 2011، ترشح بوتين مجددًا لمنصب الرئيس، ما دفع عشرات الآلاف من الروس إلى النزول للشوارع، احتجاجًا على التزوير الانتخابي المزعوم. وفي مارس 2012، أُعيد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسًا لروسيا بنسبة 63.6%.

ضم القرم والتدخل في سوريا

فلاديمير بوتين

فلاديمير بوتين يخاطب الجمهور أثناء حشد لدعم ضم القرم

في فبراير 2014، استولت قوات موالية لروسيا على عدد من القواعد العسكرية في القرم. وعقب استفتاء وصفته أوكرانيا بأنه “غير قانوني” وأدانه المجتمع الدولي، وقع الرئيس بوتين على معاهدة لضم شبه الجزيرة إلى روسيا.

وفي سبتمبر 2015، تدخل فلاديمير بوتين في الحرب الأهلية السورية لمساعدة حليفه الرئيس السوري، بشار الأسد. ووفق “سكاي نيوز”، نفذت القوات الروسية ضربات جوية وصاروخية، وأرسلت قوات خاصة كجزء من جهود سحق المعارضة السورية.

استخدام غاز الأعصاب

في مارس 2018، تعرض الجاسوس الروسي السابق، سيرجي سكريبال، وابنته يوليا، للتسميم بغاز الأعصاب “نوفيتشوك”، في ساليسبري، جنوبي إنجلترا. ونُقل الاثنان إلى المشفى في حالة حرجة، قبل أن يخرجا لاحقًا. وبحسب “سكاي نيوز”، أشارت أصابع الاتهام إلى روسيا، التي نفت تورطها.

وفي أغسطس 2020، تعرض الناشط وزعيم المعارضة الروسي، أليكسي نافالني، للانهيار في أثناء رحلة داخلية في روسيا، ما أجبر الطائرة على تحويل مسارها إلى مطار آخر في سيبريا. وبعد تعافيه في ألمانيا، حمّل نافالني أجهزة الاستخبارات الروسية والكرملين المسؤولية. ثم عاد إلى روسيا لمواصلة معركته، وزُج به في السجن.

فلاديمير بوتين

المعارض أليكسي نافالني في السجن

الحرب الروسية الأوكرانية

في فبراير 2022، أطلق الرئيس الروسي عملية عسكرية في أوكرانيا، ولكن المقاومة الأوكرانية الشرسة أحبطت آمال الهجوم الخاطف وسقوط كييف في غضون 3 أيام، ما جعل الحرب مستمرة لأكثر من 8 أشهر.

  • وفي ظل الهزائم التي تتكبدها روسيا في الفترة الأخيرة، خصوصًا في مدينة خاركيف، وبعد التقدم الذي حققته القوات الأوكرانية تجاه مقاطعة خيرسون، أعلن بوتين التعبئة العسكرية الجزئية لإرسال عشرات الآلاف من القوات الإضافية إلى خطوط المواجهة، في خطوة أثارت سخط الكثير من الروس.

ربما يعجبك أيضا