في يوم الاستقلال.. احتفالات في الهند وحداد في باكستان

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

تتصاعد أزمة إقليم كشمير في أعقاب اتخاذ الهند قرار إلغاء الحكم الذاتي عنه متجهة نحو صراع أكبر بين نيودلهي وإسلام آباد. قرارٌ مفاجئ من الهند سكب النار على الجرح القديم لعلاقاتها القائمة على التوتر مع باكستان؛ فقد ألغت الحكومة الهندية الوضع القائم منذ سبعين عاما في إقليم كشمير المتنازع عليه، لتعلن باكستان استعدادها لكل الخيارات بما فيها ذلك الحرب.

باكستان تتوعد

تحولت ذكرى استقلال باكستان الـ 73 إلى يوم تضامن مع كشمير في ظل التوتر الحاصل بين الهند وباكستان التي أكدت مرارًا وقوفها بجانب الكشميريين باعتبار ذلك التزامًا سياسيًا وأخلاقيًا. وشددت على ضرورة حل قضيتهم طبقا للقرارات الدولية.

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان حذر من ارتكاب مذبحة بحق المسلمين في الإقليم وهدد الحكومة الهندية من أي عدوان على جانبها. تصريحات تتزامن مع انطلاق احتجاجات وتظاهرات في مدن باكستانية عدة ضد الهند بالتزامن مع عيد استقلالها.

ولأول مرة في تاريخ باكستان يرفع العلمان الباكستاني والكشميري جنبا إلى جنب في الذكرى الـ 73  للاستقلال، الذكرى التي تحولت إلى تضامن مع كشمير في ظل التوتر القائم بين الهند وباكستان بشأنها.

احتفالات في الهند

بينما يتعبر يوم الاستقلال في باكستان “يوم حزن”، تحتفل الهند بيوم استقلالها وتتباهي بقراراها الأخير بشأن كشمير. وفي خطاب الاستقلال يشيد رئيس الوزراء الهندي بما وصفها بالخطوة التاريخية التي اتخذتها بلاده قبل أيام بإلغاء الحكم الذاتي في القسم الذي تسيطر عليه من الإقليم .

مودي قال أيضًا إن الوضع الخاص للإقليم كان مؤقتا وأن حكومته تركز الآن على المشاريع التنموية في الشطر الهندي من الإقليم.

تدويل الأزمة

تتسارع وتيرة التأزم بين الهند وباكستان في كشمير مع زيارة رئيس وزراء باكستان إلى الإقليم وإحالة الملف إلى مجلس الأمن الدولي على وقع تدخل صيني يدعم الطلب الباكستاني بعقد اجتماع مغلق حول الإقليم في ضوء القرار الأخير الذي اتخذته نيودلهي.

الإقليم يعد بؤرة للتوتر بين القوتين النوويتين منذ سبعين عامًا يأخذ اليوم بعداً دوليا، فالصين التي تدعم باكستان تاريخيًا في حالة حرب تجارية مع الولايات المتحدة، فيما روسيا التي تميل إلى الجانب الهندي قليلا تواصل الضغط على واشنطن في مناطق عدة بآسيا.

شبح حرب رابعة يلوح في الأفق

منذ استقلال باكستان قبل أكثر من 70 عاما، اندلعت ثلاثة حروب بين نيودلهي وإسلام أباد، اثنتان منها بسبب كشمير المتنازع عليها.

وبموجب خطة التقسيم المنصوص عليها فى قانون الاستقلال الهندى، كان لدى كشمير الحرية فى اختيار الانضمام إلى الهند أو باكستان. واختار وقتها حاكمها” هاري سينج”، الهند، فاندلعت الحرب عام 1947 واستمرت مدة عامين.

وبدأت حرب أخرى في عام 1965 ، في حين خاضت الهند صراعاً قصيراً، لكن مريراً مع قوات مدعومة من باكستان في عام 1999 . وفي تلك الفترة، أعلنت كل من الهند وباكستان أنهما قوتان نوويتان.

ويشكل المسلمون في ولايتي جامو وكشمير الخاضعتين للإدارة الهندية أكثر من 60 % من نسبة السكان، مما يجعلها الولاية الوحيدة داخل الهند ذات الغالبية المسلمة.

ربما يعجبك أيضا