«قادرون باختلاف».. «احتفالية إنسانية» بين السيسي وذوي الهمم تنتهي بقرارات جديدة

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – أثارت احتفالية “قادرون باختلاف” لأصحاب الهمم وذوي القدرات الخاصة، بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم (الأحد)؛ عاطفة متابعيها بعد الحوارات والقصص “المؤثرة” عن التحديات الكبيرة التي خاضها أبطال مصر، والدعم السياسي الذي يحظون به على مدار السنوات السبع الماضية، لتتوج بحزمة من الإجراءات التنفيذية، التي سيتم العمل من خلالها في الفترة المقبلة والموجهة لدعم ذوي الهمم.

“لحظات إنسانية”

احتفالية اليوم لم تكن مجرد حدث “سياسي” بحث، ولكنها كانت لقاء أبوي في المقام الأول، بدأ بحوار إنساني “راقي” بين عبد الفتاح السيسي وأبطال مصر من ذوي الهمم، عبر فيه الطرفان عن مدى حبهما وتقديرهما لبعضهما فقالت بطلة ألعاب القوى من ذوي الهمم “إحنا بنحبك يا ريس وحشتنا”، ليرد السيسي: “أهلا وسهلا بيكي تعرفي يا رحمة إن كلنا بنحبك، أنا بخير طول ما أنتم بخير، وأنا كمان بحبكم جدا.. ومتشكر جدا يا رحمة وإن شاء الله كلنا مع بعض على طول”.

وتابع الرئيس السيسي: “كل الناس في مصر بتحبكم أوي وسعيدة بيكم جدا.. والدعم اللى جاي من الناس لكم أمر لا يتوقف ويزيد وإحنا بنتحرك صحيح مش بخطوات قوية أوى.. لسه لم نصل للتقدير الحقيقي للكنز اللي ربنا بعتهولنا اللى هو انتم.. أهلا وسهلا”، لتدخل بطلة رفع الأثقال المصرية إيناس الجبالي في الحوار، قائلة: “وجودك فرق معانا يا ريس”.

ولم يخلو الحديث من لمحات تنساب فيها الدموع من الأعين لا إراديا، فبكى السيسي  خلال الاستماع لقصص الأطفال والشباب من ذوي القدرات الخاصة، وفي أثناء حديث الرئيس المصري، مع الشاب عبد الرحمن،  من ذوي الهمم، قامت والدة عبد الرحمن ومجموعة من الحضور بالدعاء للرئيس، وهو ما جعله يتأثر.

وقال عبدالرحمن: “بنرحب بحضرتك.. وبعد مشاركتي يا في ذوي الهمم رشحتني وزارة الشباب لعدد كبير من الكورسات في الإعلام”، ليعبر الطفل مهند عن تقديره للرئيس، قائلا: “سيادتك وعدت ونفذت، ومادة احترام الآخر أصبحت تدرس في جميع مدارس مصر، وباحتفالية قادرون على الاختلاف كل عام، ودعم وتشجيع الرئيس سنغير الكثير في المجتمع، ليرد الرئيس السيسي، بتوجيه الشكر لسفير الطفولة كونه صاحب مقترح إنشاء مادة القيم واحترام الآخر، متابعا: “الشكر لمهند هو اللي قلنا وعلمنا”.

“قصة كفاح”

الرئيس المصري بدأ كلمته في الاحتفالية، بالتأكيد على تقديره لكافة الجهود، التي تبذل في سبيل خدمة مصر، وتحقيق نهضته الشاملة في شتى المجالات مختصا منها، تلك الجهود المعنية برعاية ودعم وتمكين بناتنا وأبنائنا، من ذوي القدرات الخاصة، أصحاب الهمم والعزيمة.

وأشار السيسي إلى أن الدولة بكافة مؤسساتها تحرص على صقل مهاراتهم ورعايتهم وتمكينهم ودمجهم في المجتمع، مشددا على شعوره بالفخر والامتنان، لمشاركته في تلك المناسبة، التي أضحت تقليدًا، وواحدة من أهم جسور التواصل الممتد والمستمر بيننا وأصبحت بذلك أحد أعياد الوطن، الذي يحتفي خلاله بأبنائه من ذوي الهمم لنستمد منكم الإرادة والعزيمة ونستلهم القدرة على العطاء، والحرص على العمل الدؤوب، من أجل رفعة شأن مصر وبناء مستقبلها وفق ما نصبو إليه، ونحلم به جميعًا، للأجيال القادمة، بحسب “تصريحاته”.

وقال السيسي إن “قصة الكفاح والإصرار والإرادة، من أجل بناء مصر الحديثة، قابلها العديد من التشابكات والتحديات واجهناها معًا خلال السنوات الماضية، من أجل تخطي كل الصعاب سعيًا إلى تغيير الواقع، مرهونة بمقدار ما يمكن أن نقدمه لأبنائنا وبناتنا، من ذوي القدرات والهمم وهو ما حرصنا عليه، ووجهنا به مختلف الجهات المعنية بالدولة للعمل على تذليل الصعاب، وتوفير المناخ المناسب والبيئة الصالحة، لتمكينهم من المشاركة الفعالة في شتى المجالات والاستفادة من إسهاماتهم وقدراتهم المتفردة، في مسارات العمل الوطني”.

وتابع: “اليوم نرى في أبنائنا من ذوي الهمم، ما يجعلنا نفتخر ونعتز بما وصلوا إليه، وما حققوه من إنجازات غير مسبوقة في مختلف المحافل والمناسبات مما يعكس القدرات الاستثنائية التي يتمتعون بها وإمكانياتهم غير المحدودة، على مجابهة التحديات وتجاوزها وهو ما يعزز في ذات الوقت من طموحاتنا وتطلعاتنا تجاههم ويدفعنا إلى بذل الغالي والنفيس، في سبيل تمكينهم وتنمية مهاراتهم، وإتاحة الخدمات التدريبية والتأهيلية لهم واكتشاف مواهبهم وصقل إبداعاتهم الكامنة”.

“قرارات جديدة”

ووجه الرئيس المصري جميع الجهات المعنية بالدولة للعمل على وضع المزيد من البرامج والخطط واتخاذ ما يلزم من إجراءات تنفيذية تستهدف تمكين ذوي الهمم، ودمجهم في جميع المشروعات والمبادرات القومية، التي تقوم الدولة بتنفيذها ولتكن جهود تمكين أبنائنا من ذوي الهمم، جزءًا لا يتجزأ، من الأولويات التي تستهدف الارتقاء بحياة المواطنين بوجه عام.

وأعلن السيسي حزمة من الإجراءات التنفيذية، التي سيتم العمل من خلالها في الفترة المقبلة والموجهة خصيصًا، لذوي الهمم، في مقدمتها:” تضمين المشروعات المنفذة ضمن (مبادرة حياة كريمة) في جميع المحافظات، لكافة المتطلبات والاحتياجات المجتمعية والثقافية والرياضية والتنموية، الخاصة بذوي الهمم”.

وشملت الإجراءات التوسع في مجالات تدريب وتأهيل المعلمين، بآليات ومهارات وأسس الطرق الحديثة، في التعامل والتواصل مع ذوي الهمم من أجل تمكينهم من التعلم والتحصيل الجيد، والتفوق في مختلف المجالات الدراسية والعملية، وقيام قطاعات الإنتاج الفني والثقافي، بإنتاج العديد من الأعمال الدرامية والثقافية، التي تستهدف إبراز قدرات وإبداعات ذوي الهمم وإسهاماتهم في بناء “الجمهورية الجديدة”.

وتضمنت الإجراءات توفير كافة الهيئات الشبابية والرياضية، برامج وأنشطة مخصصة لذوي الهمم تستهدف رفع لياقتهم البدنية، وصقل مهاراتهم الرياضية، فضلا عن التنسيق بين أجهزة الدولة المعنية، لصياغة برامج تستهدف تدريب وتشغيل الشباب من ذوي الهمم لصقلهم بمتطلبات سوق العمل، في مختلف قطاعات التشغيل، مما يفتح لهم آفاق المستقبل.

ربما يعجبك أيضا