قانون الإعارة والتأجير الأمريكي.. مساعدة لأوكرانيا أم تصعيد للحرب؟

آية سيد
مساعدات عسكرية

بايدن سيوقع على قانون الإعارة والتأجير للدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا يوم 9 مايو الذي يتزامن مع يوم النصر الروسي، وسط مخاوف من إعلان روسيا لحرب شاملة على أوكرانيا.


في 28 إبريل الماضي، مرر مجلس النواب الأمريكي تشريعًا من شأنه أن يسمح للرئيس الأمريكي، جو بايدن، بتزويد أوكرانيا بالأسلحة سريعًا.

وبحسب تقرير لموقع واشنطن إكزامينر، في 6 مايو 2022، أعلنت واشنطن، يوم الجمعة الماضية، أن بايدن سيوقع على قانون الإعارة والتأجير للدفاع عن الديمقراطية في أوكرانيا يوم 9 مايو الذي يتزامن مع يوم النصر الروسي. يأتي هذا في وقت تزداد فيه المخاوف من إعلان بوتين لحرب شاملة على أوكرانيا.

قانون الإعارة والتأجير

وفقًا لتقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في 28 إبريل 2022، يُعد هذا التشريع إحياءً لقانون الإعارة والتأجير لعام 1941، الذي اقترحه الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، للمساعدة في تسليح القوات البريطانية التي كانت تقاتل ألمانيا النازية. وسمح هذا التشريع للرئيس بتأجير أو إقراض المعدات العسكرية لأي حكومة أجنبية “يعتبر الرئيس الدفاع عنها حيويًّا للدفاع عن أمريكا”.

وفي الشهر الماضي، وافق مجلس النواب الأمريكي على تمرير التشريع بـ417 صوتًا مقابل 10 أصوات رافضة فقط، وهو ما عكس إحساسًا متناميًا لدى الحزبين بالحاجة المُلحة لتعزيز الجيش الأوكراني في الحرب المطولة التي يخوضها في جنوب وشرق البلاد.

ماذا سيقدم القانون لأوكرانيا؟

ذكر تقرير نيويورك تايمز أن القانون قد يصبح أداة مهمة للبيت الأبيض، بينما تسعى الولايات المتحدة لحشد دعم عسكري طويل الأمد لأوكرانيا، يأتي هذا في الوقت الذي تزداد تدفقات الأسلحة الغربية إلى أوكرانيا، وتشمل معدات ثقيلة مثل مدافع هاوتزر والطائرات المسيرة المسلحة.

علاوة على ذلك، سيسمح للولايات المتحدة بتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا بسرعة أكبر عن طريق التخلص من مجموعة متنوعة من العقبات الإجرائية. وسيسمح أيضًا لإدارة بايدن بمنح دفعات واسعة من السلاح إلى كييف، في الوقت الذي قال بايدن إنه أوشك على استهلاك التمويل العسكري الطارئ الذي وافق عليه الكونجرس في شهر مارس الماضي.

المساعدات الأمريكية لأوكرانيا

بحسب تقرير واشنطن إكزامينر، قدمت أمريكا بالفعل مساعدات عسكرية تقترب قيمتها من 4 مليار دولار. وطلبت إدارة بايدن من الكونجرس يوم الخميس الماضي 33 مليار دولار إضافية في صورة مساعدات دفاعية واقتصادية وإنسانية لأوكرانيا، وسيشمل هذا المبلغ أكثر من 20 مليار دولار للأسلحة، والذخيرة، وغيرها من المساعدات العسكرية.

ووفقًا لتقرير نيويورك تايمز، يبلغ هذا التمويل أكثر من ضعف الحزمة التي مررها الكونجرس في شهر مارس بقيمة 13.6 مليار دولار. ومن المتوقع لهذا التمويل الجديد أن يستمر 5 أشهر على الأقل، بحسب مسئول في الإدارة تحدث عن حزمة المساعدات قبل إصدارها رسميًّا.

يوم النصر الروسي

يوافق يوم النصر الروسي 9 مايو من كل عام، في إحياء لذكرى الدور الذي لعبته روسيا في هزيمة ألمانيا النازية أثناء الحرب العالمية الثانية. وتوجد مخاوف من أن روسيا ربما تزيد عملياتها العسكرية في أوكرانيا قبيل الاحتفال بهذا اليوم، بحسب تقرير واشنطن إكزامينر.

وأفاد التقرير أن بايدن سيشارك، في مكالمة اليوم الأحد، مع قادة مجموعة الـ7. وذكر البيت الأبيض أنها ليست مصادفة أنهم سيتحدثون قبل العيد الروسي، الذي يشمل عرضًا عسكريًّا وكلمة للرئيس فلاديمير بوتين.

فرصة لإظهار وحدة الغرب

أخبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، الصحفيين يوم الجمعة الماضية، “أعتقد أننا يجب ألا نغفل عن أهمية هذا التوقيت، ومتى يحدث اجتماع مجموعة الـ7. إنه اليوم السابق ليوم النصر الروسي، الذي أعلن بوتين عن رغبته في أن يصبح يومًا لانتصاره على أوكرانيا. لكنه بالتأكيد ليس كذلك”.

وتابعت موضحةً أن عقد هذا الاجتماع والحوار يوم الأحد يمثل “فرصة لإظهار وحدة الغرب في مواجهة عدوان وغزو الرئيس بوتين”.

الخطط الروسية للاحتفال

أورد التقرير أن هيئة الدفاع الأوكرانية حذرت من أنها لديها معلومات استخباراتية تفيد بأن روسيا تخطط لإقامة عرض عسكري في مدينة ماريوبول المحاصرة، التي تحولت إلى حطام بسبب القتال. لكن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أخبر شبكة سي إن إن: “لا أستطيع التحدث نيابة عن الجيش إذا كانت توجد خطط”.

وأخبر المتحدث باسم البنتاجون، جون كيربي، المراسلين، يوم الخميس الماضي، أن وزارة الدفاع الأمريكية غير قادرة على تحديد ما إذا كانت جهود روسيا مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالاحتفال. وقال كيربي: “لا أستطيع الجزم بوجود تغيير في السلوك أو العدوان أو الزخم بناءً على يوم 9 مايو القادم. وما يخططون لفعله أو قوله في يوم النصر عائد إليهم تمامًا”.

هل يؤدي قانون الإعارة والتأجير إلى التصعيد؟

أوردت صحيفة الجارديان البريطانية مقالًا للمؤرخ الإنجليزي والأستاذ بجامعة كولومبيا، آدم توز، في 4 مايو 2022. رأى توز في مقاله أن برنامج الإعارة والتأجير الذي يخصص مليارات الدولارات إلى أوكرانيا قد يقلب التوازن الجيوسياسي.

وقال توز إن قانون الإعارة والتأجير لعام 1941 كان تدخلًا في وقت الحرب، رغم أن الولايات المتحدة لم تكن طرفًا فيها. وأوضح أن قانون الإعارة والتأجير كان خطوة أساسية في تحويل ما كانت حربًا يابانية منفصلة على الصين وحربًا ألمانية على أوروبا إلى حرب عالمية.

الغرب يمول حربًا شاملة

بحسب توز، فإن مبالغ الأموال التي تفكر واشنطن في تخصيصها ضخمة، وتساوي تقريبًا ثلث الناتج المحلي الإجمالي لأوكرانيا قبل الحرب. وإذا وافق الكونجرس على هذه الأموال، بالإضافة إلى المساعدات الغربية الأخرى، فهذا يعني أن الغرب يموّل حربًا شاملة. وهنا يجب التفكير في احتمالية التصعيد.

إن توقيع بايدن على القانون يثير تساؤلات عدة، منها كيف سيرد الرئيس الروسي؟ وهل ستُمنح أوكرانيا الأسلحة لطرد جيش بوتين فقط أم أنها ستستخدمها لضرب روسيا نفسها؟

ربما يعجبك أيضا