قبيل اجتماع “الثلاثي” في طهران .. “ظريف” في دمشق و”إدلب” تتصدر المحادثات

يوسف بنده

رؤية

أعلنت طهران، اليوم الإثنين، وصول وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إلى العاصمة السورية دمشق في زيارة لم يعلن عنها مسبقا.

وتأتي زيارة ظريف بدعوة من نظيره السوري وليد المعلم على أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء عماد خميس.

وتبدو زيارة ظريف مرتبطة “بالتحضيرات الجارية من قبل الجيش السوري وحلفائه، لاستعادة إدلب”.

كما هذه الزيارة قبيل القمة التي ستعقد في إيران في السابع من سبتمبر/أيلول الجاري، بين زعماء الدول الضامنة روسيا وإيران وتركيا ويمكن أن يتم خلالها التوصل إلى تفاهمات حول معركة إدلب المقبلة”.

وحسب وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية، تهدف زيارة ظريف إلى إجراء مشاورات مع العديد من المسؤولين السوريين، ولاسيما الرئيس الأسد، حول اجتماع القمة الثلاثي بين تركيا وروسيا وإيران المزمع عقده في طهران يوم الجمعة القادم.

معركة إدلب

وتأتي زيارة ظريف في وقت تتجه فيه الأنظار إلى محافظة إدلب، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) في سوريا. وقد أرسل الجيش السوري منذ بداية الشهر الحالي التعزيزات تلو الأخرى إلى محيط المحافظة تمهيداً لهجوم وشيك ضدها.

وبعد وصوله إلى دمشق، نقلت الوكالة الإيرانية للأنباء (إرنا) عن ظريف قوله إن “سوريا تقوم حالياً بتطهير جميع أراضيها من الإرهاب. وبقية الإرهابيين، بمن فيهم (هيئة) تحرير الشام، يجب أن يغادروا إدلب”.

وأوضح أنه “في اجتماع القمة الذي سيعقد في طهران الجمعة المقبل واستمراراً للعملية السياسية الثلاثية، سيتم بحث كيفية التصدي للجماعات المتطرفة والإرهابية، بما فيها تحرير الشام”.

وتسيطر هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر من محافظة إدلب، بينما تتواجد فصائل إسلامية أخرى في بقية المناطق وتنتشر قوات النظام في الريف الجنوبي الشرقي.

وفي وقت سابق، أكد المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في طهران أن بلاده “ستواصل تقديم النصح ومساعدة الحكومة السورية في حملتها المقبلة في إدلب”، مشيراً إلى أن “هذه المسائل ستكون بين تلك التي سيبحثها ظريف خلال محادثاته في سوريا”.
وتُعد محافظة إدلب مع أجزاء من المحافظات المحاذية لها آخر مناطق اتفاقات خفض التوتر التي ترعاها روسيا وإيران وتركيا. ولإدلب خصوصيتها كونها المعقل الأخير لهيئة تحرير الشام. كما تُعد منطقة نفوذ تركي، وتنتشر فيها نقاط مراقبة تركية تطبيقاً لاتفاق خفض التوتر.

ومن المقرر أن يلتقي في السابع من سبتمبر رؤساء الدول الثلاث في طهران، حيث من المرجح أن يتم تحديد شكل العملية العسكرية على إدلب.

ويرى محللون أنه لا يمكن التحرك عسكرياً في إدلب من دون التوافق بين الدول الثلاث، وبينها أنقرة التي تخشى أن يتسبب أي هجوم بموجة جديدة من اللاجئين إليها.

وكونها صاحبة النفوذ الأكبر في إدلب، فقد طلبت روسيا من تركيا إيجاد حل لإنهاء وجود هيئة تحرير الشام المصنفة “إرهابية” لتفادي عملية واسعة.

وتأتي زيارة ظريف بعد أسبوع من زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى دمشق والتي تم خلالها التوقيع على اتفاقية تعاون عسكري بين البلدين تهدف لإعادة بناء القوات السورية.

وقال ظريف، وفق إرنا، “بعد الانتصار الذي حققته جبهة المقاومة ضد الجماعات المتطرفة والإرهاب في سوريا، حان الوقت لإعادة بناء هذا البلد، ودول التحالف الاستراتيجي السوري تساهم بهذا الأمر”.

لقاءات

وقد بحث وزير الخارجية الإيراني ونظيره السوري وليد المعلم التحضيرات للقمة الرئاسية المرتقبة بين طهران وأنقرة وموسكو والتي يتوقع أن تتركز على العملية العسكرية المرتقبة للقوات الحكومية في محافظة إدلب.

وأفادت وزارة الخارجية السورية على صفحتها على موقع “فيسبوك” أن المعلم التقى ظريف، وجرى خلال اللقاء “بحث آخر التطورات السياسية والميدانية (…) في ضوء الاتصالات والتحركات السياسية الجارية مؤخراً تحضيراً للقمة الثلاثية لضامني عملية آستانا”.

وأشارت الوزارة إلى أن “وجهات النظر كانت متطابقة حول أهمية تعزيز التنسيق الثنائي والتشاور السياسي بين الجانبين في المرحلة المقبلة”.

كما أكد جواد ظريف والرئيس السوري بشار الأسد على عزم البلدين تعزيز تعاونهما في مرحلة الاعمار التي تمر فيها سوريا بعد انتهاء الحرب. كما أفادت وكالة مهر الإيرانية.

كما التقى وزير الخارجية الإيراني مع رئيس الوزراء السوري “عماد خميس”. وأكد ظريف على مشاركة الشركات الخاصة الإيرانية في إعادة إعمار سوريا ونوه إلى أن السفارة الإيرانية في سوريا موظفة بتقديم التسهيلات للشركات الخاصة الإيرانية من اجل المشاركة في مشروع إعادة الاعمار.

أولوية التحرير

وقد صرح وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاء خاص مع قناة “RT” الروسية، إن سوريا لا تتطلع لمواجهة مع تركيا، لكن على الأخيرة أن تفهم أن إدلب محافظة سورية.

وأضاف المعلم أن الرئيس السوري بشار الأسد أكد على أولوية تحرير إدلب سواء بالمصالحات أو بالعمل العسكري.

ولفت إلى أن دمشق لمست تغييرا في الموقف السعودي ظهر في اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، ونظيره عادل الجبير، وهذا أمر مرحب به.

ونفى المعلم صحة أنباء بشأن عقد اجتماعات سرية مع أي وفود أمريكية، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية مكرسة لخدمة مصالح إسرائيل ولا تلتزم باتفاقات.

وأكد أن العلاقة السورية الإيرانية ليست موضوع مساومة مع أي طرف لأنها علاقة استراتيجية.

وعبر عن ترحيب الحكومة السورية بعودة اللاجئين والنازحين إلى مناطقهم الأصلية، مشددا على أن عودتهم مطلوبة ولصالح إعادة إعمار سوريا.

وبخصوص مسألة الأكراد قال المعلم، إنهم جزء من النسيج الاجتماعي السوري، والحكومة السورية مستعدة لمواصلة الحوار معهم، لكن رهان بعضهم على الأمريكيين واهم، علما أن الأمريكيين معروفون بالتخلي عن حلفائهم.

وأضاف: “لا نسمح بالانفصال والفيدرالية، والأولوية للحوار والتفاهم”.

ربما يعجبك أيضا