قتل السنوار.. نصر عسكري أم عقبة بطريق مفاوضات الهدنة بغزة؟

«السنوار يتخفى بزي امرأة».. هل تنجح المطاردة الدولية في اغتياله؟

شروق صبري
أنفاق قطاع غزة

غادر السنوار أنفاق الإرهاب في قطاع غزة بعد أشهر طويلة من الاختباء فيها، ليتخفى بين المدنيين في غزة متنكراً بزي امرأة.


لجأ زعيم الجناح السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، إلى التخفّي بزي امرأة في غزة بعد تركه لمخابئه في الأنفاق.

تؤكد مصادر استخباراتية إسرائيلية أن يحيى السنوار، الذي يعتبر أحد أبرز القادة في حركة حماس، هجر الأنفاق التي كان يختبئ فيها وانتقل إلى منطقة أكثر أمنًا داخل غزة.

التهديد الأمني وملاحقة السنوار

يتخفى السنوار حاليا بزي امرأة، مما يصعب الأمر على الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشافه والقبض عليه، بحسب “معاريف” الإسرائيلية اليوم الاثنين 26 أغسطس 2024.

وتسعى القوات الإسرائيلية للقبض على السنوار، الذي كان بالفعل هدفًا رئيسيًا ضمن قائمة الاستهداف الإسرائيلية، ويعتقد قادة الجيش أن القبض على السنوار أو قتله يمكن أن يؤدي إلى انهيار القيادة العليا لحركة حماس ويضعف من قدراتها العسكرية والسياسية بشكل كبير.

قبل عشرة أيام، كانت قوات الجيش الإسرائيلي قريبة للغاية من اعتقاله، حيث شنت عملية اقتحام على أحد معاقل السنوار في الأنفاق، وبحسب قائد لواء الاحتياط في الوحدة 98، العميد دان غولدفوس، فإنهم كانوا على بعد دقائق قليلة من القبض عليه، حيث كانت المحاولات تقترب بشدة من النجاح.

تقنيات البحث والتفتيش

تستخدم القوات الإسرائيلية تقنيات متقدمة لتحديد مواقع الأنفاق والمخابئ التي قد يختبئ فيها السنوار، وأشار سلام بن حنان، الذي قاد 3 وحدات من الشاباك وشارك في عمليات البحث عن السنوار، فإن هذه التقنيات يمكن أن تكشف الأماكن التحتية بمساعدة التكنولوجيا المتطورة.

بالإضافة إلى أن السنوار يتجنب البقاء في نفس الموقع لأكثر من 24 إلى 36 ساعة لتفادي الاكتشاف.

التحديات المستقبلية

رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها القوات الإسرائيلية، لا يزال السنوار يشكل تحديًا كبيرًا، و يستمر البحث عن يحيى السنوار في ظروف صعبة ومعقدة، حيث يتنقل بين الفلسطينيين المختبئين في غزة، مستخدمًا التخفّي والتقنيات المتقدمة لمساعدته في الهروب.

التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية في المطاردة تعكس حجم الصراع وتعقيداته، وتسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية للوصول إلى أهداف أمنية من هذا النوع.

ترك الأنفاق

تم تعيين السنوار، زعيما لحماس قائدا للجناح السياسي لحركة حماس، بعد اغتيال إسماعيل هنية، ومحمد الضيف ومسؤولين آخرين بحماس في نهاية يوليو 2024، وأصبح السنوار المطلوب الأول لقوات الأمن الإسرائيلية في غزة.

ورغم التهديد الذي يعرض له حياته، قرر السنوار ترك الأنفاق، حيث كان طوال الأشهر الماضية، حتى أنه تم توثيقه في أحدها في الأسابيع الأولى من هجوم 7 أكتوبر 2023. والآن، وبحسب منشورات “ديلي إكسبرس” البريطانية، يبدو أن السنوار وجد حلاً لكيفية تمكنه من التنقل بين السكان المدنيين بغزة.

تعاون أمريكي إسرائيلي

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” أمس تقريرًا مفصلًا حول الجهود المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة لتعقب السنوار. تضمن التقرير الكشف عن استخدام معدات متطورة، بما في ذلك رادار يخترق الأرض، وتعاون واسع بين فرق أمريكية وإسرائيلية لمحاولة تحديد موقعه تحت الأرض.

حسب التقرير، اعتمدت الجهود الأولية على التنصت على الاتصالات من الأنفاق، لكن تحديد موقع السنوار بدقة كان تحديًا، وتشير المصادر إلى أن وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، طالب بإدخال وقود إلى غزة لضمان استمرار الاتصالات، في محاولة لزيادة فرص تحديد موقعه.

يحيى السنوار

يحيى السنوار

الهروب المستمر

رغم الجهود الحثيثة، استطاع السنوار الهروب مرارًا من قبضات القوات الإسرائيلية، بما في ذلك واقعة هروبه من نفق في خان يونس قبل أيام قليلة من اقتحامه، وتخلى السنوار عن استخدام الأجهزة الإلكترونية، مما جعل تتبعه أكثر تعقيدًا، وبدلًا من ذلك، يعتقد أن التواصل يتم من خلال شبكة من الوسطاء، على غرار أساليب زعماء القاعدة السابقين.

وتعمل إسرائيل والولايات المتحدة على تعزيز التعاون الاستخباراتي بشكل غير مسبوق في محاولة لقتل السنوار، ويُعتقد أن نجاح هذه العملية قد يكون له تأثير كبير على مسار الحرب ضد حماس، في الوقت ذاته، أعربت بعض المصادر عن إحباطها من عدم التكافؤ في تبادل المعلومات بين الجانبين، حيث يعتقد أن الأمريكيين يشاركون أكثر مما يتلقون من الإسرائيليين.

يشير التقرير إلى أن القضاء على السنوار قد يعقد جهود التفاوض على صفقات الأسرى ووقف إطلاق النار، ومع ذلك، فإن تحديد مكانه وقتله يبقى أولوية عليا بالنسبة لكل من إسرائيل والولايات المتحدة، في ظل الاعتقاد بأن ذلك قد يشكل نصرًا عسكريًا كبيرًا ويسهم في إنهاء العمليات العسكرية في غزة.

ربما يعجبك أيضا