قرابين وذبح كباش.. ردود فعل على انتهاك إسرائيل لباحات الأقصى

إسراء عبدالمطلب
قرابين وكباش تذبح في الأقصى.. هل اقتربت معركة هرمجدون؟

اتصالات فلسطينية مكثفة لوقف عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين المسلمين.


مساء أمس الأول الأربعاء 5 إبريل 2023، اقتحمت القوات الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى، لليوم الثاني على التوالي.

وأطلقت القوات الإسرائيلية وابلًا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، بالتزامن مع أول أيام عيد الفصح اليهودي، لإخلاء المسجد ومنع المصلين المسلمين من الاعتكاف فيه، كما اعتادوا في شهر رمضان.

قرابين وكباش تذبح في الأقصى.. هل اقتربت معركة هرمجدون؟

قرابين وكباش تذبح في الأقصى.. هل اقتربت معركة هرمجدون؟

 اقتحام المسجد الأقصى

اقتحم 110 من المستوطنين، أمس الأول الأربعاء، باحات المسجد الأقصى من باب المغاربة، بحماية معززة من الشرطة الإسرائيلية. وجاءت هذه المواجهات في أجواء من التوتر المتزايد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، خاصة خلال شهر رمضان الذي يعتكف فيه مسلمون عادة في المسجد الأقصى ويؤدون الصلاة ليلًا فيه.

وأفادت مديرية الأوقاف الإسلامية في القدس، بأن “المستوطنين قاموا بجولات في جنبات الحرم القدسي وفي باحاته، بحماية أفراد الشرطة الإسرائيلية”.

مسلحون وقنابل صوتية

حسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، أطلق ضباط إسرائيليون مسلحون قنابل صوتية، وأمروا المصلين بالخروج على الفور. وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان، إن “عشرات الأحداث رشقوا ألعابًا نارية وحجارة، وحاولوا التحصن داخل المسجد”، وإن قوات الأمن ساعدت المصلين في الخروج.

ونقلت الشبكة عن أحد شهود العيان، المصور رامي الخطيب، قوله إنه “بعد إخراج المصلين من المسجد، وضعت الشرطة الإسرائيلية ضباطًا عند كل باب، ومنعت الناس من الدخول”.

وفرضت الشرطة الإسرائيلية قيودًا على دخول المصلين المسلمين إلى المسجد الأقصى، وسمحت لمن تزيد سنهم على 50 عامًا ببلوغه، وحرمت من هم دون هذه السن من الرجال، الصلاة والاعتكاف.

تعليق نتنياهو على ممارسات قواته

حسب تقرير آخر لـ”سي إن إن”، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بعد الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى، إن “إسرائيل تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن وتهدئة الأوضاع في جبل الهيكل”.

وتابع نتنياهو: “إسرائيل ملتزمة بالحفاظ على حرية العبادة، وحرية الوصول إلى المواقع المقدسة لجميع الأديان… ولن تسمح للمتطرفين العنيفين بتغيير هذا”، مضيفًا أن “المتطرفين المسلمين” تحصنوا في المسجد بالأسلحة والحجارة والمفرقعات، وكان على قوات الأمن أن تعمل على إعادة النظام”.

اقرأ أيضًا: الإمارات تشارك في اجتماع الجامعة العربية لبحث اقتحام الأقصى

اعتقال 350 مصليًا فلسطينيًّا

قال المنسق الخاص للولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إنه مذهول من الاشتباكات والاعتقالات لقرابة 350 شخصًا، وهي إجراءات أثارت انتقادات واسعة من أرجاء العالم العربي والإسلامي.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الأطقم الطبية تعمل في محيط المسجد الأقصى، وإنه عالج 6 أشخاص من إصاباتهم، ونقل اثنين منهم إلى المستشفى.

عدوان مخطط على المعتكفين

أفاد مصدر من داخل المسجد لوكالة “سبوتنيك”، بأن قوات الاحتلال قمعت المعتكفين، ودفعت بمزيد من قواتها إلى داخل باحات المسجد الأقصى، والبلدة القديمة في القدس. 

وقالت لجنة المتابعة، وهي أعلى هيئة تمثل الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، إن “العدوان على المعتكفين كان مخططًا له مسبقًا، وهذا يعكس نهج حكومات الاحتلال في السنوات الأخيرة، على وجه الخصوص، بما فيها حكومة عصابات المستوطنين الحالية، ومن أجل فرض تقاسم زمني ومكاني على أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين”.

وشددت اللجنة على أن “الأقصى ليس وحيدًا ولن يكون وحيدًا”، ودعت إلى “تكثيف شد الرحال إليه، خاصة هذه الأيام”.

قرابين وكباش تذبح في الأقصى.. هل اقتربت معركة هرمجدون؟

قرابين وكباش تذبح في الأقصى.. هل اقتربت معركة هرمجدون؟

تدنيس المقدسات

أثار اقتحام الشرطة الإسرائيلية للحرم القدسي سلسلة إدانات، واتهمت الرئاسة الفلسطينية إسرائيل بالاستمرار في تدنيس المقدسات وخلق مناخ تصعيد وتوتر وعدم استقرار.

وصرح الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، في بيان، بأن “ما تقوم به إسرائيل من اقتحام للمسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، يشكل صفعة للجهود الأمريكية التي حاولت، خلال الفترة الماضية، إيجاد حالة من الهدوء والاستقرار في شهر رمضان المبارك”.

جر المنطقة إلى التدهور وعدم الاستقرار

اعتبر أبو ردينة أن ما يجرى في المسجد الأقصى “يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، تريد جر المنطقة إلى مزيد من التدهور وعدم الاستقرار”.

ودعت المرجعيات المقدسية والدينية والفصائل الفلسطينية أهالي مدينة القدس، وداخل الخط الأخضر ومن يستطيع من أهالي الضفة الغربية، إلى الرباط في الحرم القدسي، في ظل دعوات المنظمات الاستيطانية الإسرائيلية إلى اقتحام المسجد الأقصى وذبح القرابين داخل باحاته.

وقف عدوان الاحتلال على الأقصى

تجري القيادة الفلسطينية اتصالات مع عدد من دول العالم لاحتواء الأزمة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حسين الشيخ، في توتير، إن “القيادة تجري اتصالات مكثفة مع الأشقاء والعديد من الدول، لوقف عدوان الاحتلال على المسجد الأقصى المبارك والمصلين”.

وأدان المجتمع الدولي الاعتداءات الإسرائيلية في بيانات شديدة اللهجة، ونددت كل من مصر والسعودية والإمارات والمغرب والجزائر والأردن والجامعة العربية وألمانيا وكندا بهذه الممارسات، معربة عن قلقها تجاه الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

البيت الأبيض يعرب عن قلقه

أعرب البيت الأبيض عن “قلقه البالغ” حيال أعمال العنف التي شهدها الحرم القدسي، و”حضّ جميع الأطراف على تفادي تصعيد إضافي”، وفق ما قال متحدّث باسمه الأربعاء.

وقال المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي: “ينبغي، أكثر من أي وقت، أن يعمل الإسرائيليون والفلسطينيون معًا للحد من هذه التوترات وإعادة الهدوء”.

كباش وقرابين تذبح في المسجد الأقصى

علق أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، بأن “ما فعلته قوات الاحتلال الإسرائيلي هو جريمة نقلت بالصوت والصورة للعالم، ليدرك أن الاحتلال غير معني بالهدوء، وهدفه تركيع الشعب الفلسطيني”.

وأضاف الرقب لشبكة رؤية الإخبارية، أن الدول العربية أدركت خطورة ما يحدث من الاحتلال الإسرائيلي في القدس، مشيرًا إلى أن “الاعتداء تزامن مع عيد الفصح اليهودي الذي خطط فيه وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، بالسماح للمستوطنين بإدخال الكباش وذبحها كقرابين في باحات المسجد الأقصى، ولكن ردات الفعل الفلسطينية والعربية والدولية جعلت نتنياهو يتحرك ليوقف ذلك”.

معركة هرمجدون

أوضح الرقب أن “حكومة نتنياهو كانت بفعلها تقيس ردات الفعل، ولو كانت ردات الفعل محدودة لرأينا المستوطنين يذبحون القرابين في باحات المسجد الأقصى”.

واختتم بأن “هذه الجريمة لن تكون الأخيرة، وسنجد محاولات عديدة من هؤلاء المتطرفين الذين يعتقدون بذبح القرابين… ستقترب معركة هرمجدون، ولكن أي صراع ديني سيدفعون ثمنه قبل غيرهم، وستأتي لحظة تاريخية ينزاح فيها هذا الاحتلال من أرضنا”.

ربما يعجبك أيضا