قرارات ترامب الانفرادية تدفع بـ”الكلب المسعور” خارج البيت الأبيض

يوسف بنده

رؤية

أعلن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس الملقب بالكلب المسعور استقالته” الخميس” من منصبه، بعد يوم على قرار الرئيس دونالد ترامب الصادم للإدارة الأمريكية في واشنطن بالانسحاب من سوريا.

وقال في رسالة الى ترامب “لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع وجهات نظره تتوافق بشكل أفضل مع وجهات نظرك أعتقد أنه من الصواب بالنسبة لي أن اتنحى عن منصبي”.

وأذاع ماتيس فحوى الخطاب بعد اجتماع مباشر مع ترامب تحدث فيه الاثنان عن اختلاف الرؤى بينهما حسبما ذكر مسؤول كبير بالبيت الأبيض. وقال مسؤولون أمريكيون إن الاستقالة لم تكن بإملاء من ترامب.

وقال “أعتقد أنه يجب علينا أن نكون حازمين وواضحين في نهجنا تجاه الدول التي تتضارب مصالحها الاستراتيجية معنا بشكل كبير”، في إشارة إلى الصين وروسيا.

وتابع “إن وجهات نظري فيما يتعلق بمعاملة الحلفاء باحترام وتوخي الحذر تجاه الجهات الفاعلة الخبيثة والمنافسين الاستراتيجيين، قد ترسخت بقوة وتشكلت من خلال أربعة عقود من الانغماس في تلك القضايا”.

وأضاف “يتعين أن نفعل كل شيء ممكن للدفع بنظام دولي أكثر ملائمة لأمننا وازدهارنا وقيمنا، وقد أصبحنا أقوياء في ذلك من خلال تضامن تحالفاتنا”.

سحب القوات من سوريا

وكان ترامب قد أعلن الأربعاء أنه سيسحب قواته من سوريا، في قرار يمثل تحولا في السياسة الأميركية بالمنطقة.

والخميس، قال مسؤولون إنه يبحث إصدار أمر بسحب أعداد كبيرة من القوات الأميركية من الحرب الدائرة منذ 17 عاما في أفغانستان، وهو ما يمثل تحديا جديدا لماتيس حسب ما أوردت صحيفة ” العرب” .

وماتيس جنرال متقاعد من مشاة البحرية وضعه إيمانه بأهمية حلف شمال الأطلسي وتحالفات أميركا التقليدية في خلاف دائم مع ترامب. وقد نصح الرئيس بعدم الانسحاب من سوريا، وهو ما قال أحد المسؤولين إنه كان من العوامل التي ساهمت في استقالته.

ومن المؤكد أن يحدث خبر الاستقالة صدمة بين حلفاء الولايات المتحدة العسكريين الذين أربكهم بالفعل نهج ترامب إزاء الأمن العالمي والذي يصفونه بأنه يصعب التكهن به ويسير في خط منفرد.

كما أن الخطوة تثير تساؤلات عن مدى التزام خليفة ماتيس بالمعاهدات الدولية بما فيها تلك المتعلقة بحلف شمال الأطلسي.

قرارات انفرادية وسياسات مضطربة

وأشار خطاب ماتيس إلى اختلافه مع سياسات ترامب معبرا عن قناعته بضرورة أن تحافظ الولايات المتحدة على تحالفاتها القوية وتظهر احترامها للحلفاء.

وكان ترامب قد انسحب من عدد من الاتفاقيات الدولية منذ تولى منصبه في يناير 2017. وكتب في تغريدة “الجنرال ماتيس سوف يتقاعد، في نهاية فبراير بعد أن خدم إدارتي وزيرا للدفاع خلال العامين الماضيين”. كما أعلن أنه سيرشح وزيرا جديدا قريبا.

وأضاف “خلال فترة عمل جيم، تحقق تقدم هائل، خاصة فيما يتعلق بشراء معدات قتالية جديدة”.

وتابع “الجنرال ماتيس كان عونا كبيرا لي في جعل الحلفاء وبلدان أخرى تدفع نصيبها من الالتزامات العسكرية. سيتم تعيين وزير دفاع جديد قريبا. وأشكر جيم كثيرا على خدمته”.

ومن المرشحين المحتملين لتولي المنصب السناتور الجمهوري توم كوتون الذي يعتبر منذ فترة طويلة من أبرز المرشحين لتولي حقيبة الدفاع.

وكان ماتيس قد تولى منصبه في فترة مضطربة ومفاوضات حول برنامج كوريا الشمالية النووية وتساؤلات حول وجود القوات الأمريكية في أفغانستان وسورية.

وأشاد ترامب “بالتقدم الهائل” الذي تحقق خلال فترة عمل ماتيس ، بما في ذلك الضغط على الحلفاء “لدفع نصيبهم من الالتزامات العسكرية”.

وتأتي استقالة ماتيس ضمن قائمة طويلة من الاستقالات في إدارة ترامب منذ توليه السلطة، وكان أحدثها استقالة جون كيلي كبير موظفي البيت الأبيض وريان زينكي، وزير الداخلية.

ربما يعجبك أيضا