القهوة.. «رقصة ماعز» اكتشفتها ومهمة جاسوسية نشرتها في البرازيل

ياسمين سعد
القهوة

تعدّ القهوة أحد أركان الحياة اليومية للكثيرين منا، ولكن هل تعلم قصة اكتشافها، وكيف غيّرت من اقتصاديات العالم؟ إليك التفاصيل.


يروي مؤلف كتاب “تاريخ في خزانة المطبخ”، عبدالله عثمان، قصصًا مثيرة عن تاريخ الأطعمة التي غيرت العالم، ويكشف الكثير عن تاريخ القهوة.

وهذا التاريخ مليء بالأحداث والصراعات، فمن جملة ما يذكره، في هذا السياق، كيف كانت مهمة جاسوسية وراء انتشار القهوة في دولة البرازيل، فهل فكرت يومًا في أن فنجانك المفضل من القهوة يرجع الفضل في اكتشافه إلى الماعز، وأن تناوله كان محرمًا في 7 دول مختلفة؟

قصة اكتشاف القهوة

يروي عبدالله عثمان لـ”شبكة رؤية الإخبارية” قصة اكتشاف القهوة، وينسبها إلى شاب اسمه خالدي كان يعيش في إثيوبيا أو الحبشة قديمًا، وذلك عندما أكلت الماعز التي يرعاها ثمارًا من شجرة معينة، ثم ظلت تقفز بغرابة، ومع تكرار الواقعة بدأ يلاحظ خالدي هذا الأمر ويربط بين ما تأكله الماعز والنشاط الذي تكتسبه بعدها.

وأطلق عبدالله على قصة اكتشاف القهوة لقب “رقصة الماعز”، لأنه لولا نشاط الماعز الزائد بعد مضغ حبوب القهوة، ما كان ذاقها خالدي وعرف سرها، وبدأ ينشرها في بلاده، ثم بلاد اليمن. ويبدو أن مشروبات كثيرة يوجد وراءها قصص طريفة في حقيقة الأمر تربط بينها وبين اكتشافها.

تغيرات جذرية

أحب الصوفيون القهوة، فأصبحوا يشربونها حتى تمنحهم القدرة على ذكر الله لمدة أطول دون الشعور بالنعاس، ثم انتقلت القهوة إلى مدينة مكة في أواخر الفترة المملوكية، ولكن حُرمت بسبب تجمع الناس لفترات طويلة معًا حتى يشربوها، وكان ذلك أول تحريم لها.

وعندما انتشرت القهوة في أوروبا كان يسكنها مجموعة من الثمال، لأنهم كانوا يحبون شرب الخمر والبيرة طوال اليوم، وذكر مؤلف كتاب “القهوة القوة المتحركة في التاريخ”، جوني ستيوارت، أن أوروبا تحولت جذريًّا مع اكتشاف القهوة، لأنها ساعدت الأوروبيين في الاستيقاظ والتركيز صباحًا، بدلًا من السهر والشعور بالثمالة على مدار اليوم.

تحريمات متتالية للقهوة

يشدد عبدالله على أن القهوة كانت أول شيء يخلق فكرة التجمع بين الناس في الفضاء العام، وانتشرت أماكن مخصصة لشرب القهوة خلال تبادل الحديث، مشيرًا إلى أن افتتاح أول مقهي كان في مدينة إسطنبول، وأصبحت مثل البورصة، يجلس الناس ليشربوا القهوة ويستثمروا أموالهم في شيء مفيد، موضحًا أن شرارة الثورة الفرنسية اندلعت داخل المقاهي التي كان يتجمع فيها الثوار.

ولتأثيراتها السياسية في أنحاء العالم، حُرمت القهوة إلى ما يقرب من 7 مرات، بحسب الكاتب المصري، الذي أوضح أن إحدى هذه المرات كان نتيجة للنفوذ الاقتصادي، عندما حرمتها السويد بسبب نفوذ تجار البيرة لدى الملك، فدفعوا لإصدار القرار حتى لا يشرب أحد القهوة، والترويج للبيرة بدلًا منها.

3333

القهوة

مهمة جاسوسية

كانت القهوة عاملًا مهمًّا في تغيير خارطة القوى الاقتصادية العظمى، ولذلك أنجزت من أجلها مهمة جاسوسية، حين كانت تحتكر فرنسا زراعة حبوب القهوة في مستعمراتها بغينيا الاستوائية، وحظرت خروج أي شتلات للمحصول خارج تلك المستعمرات، إلى أن خططت البرازيل للاستيلاء عليها.

ويشير عبدالله إلى أن البرازيل أرسلت أحد جنرالاتها في مهمة جاسوسية لمستعمرات فرنسا بغينيا، فتعرف الجنرال على زوجة الحاكم لتنشأ بينهما علاقة عاطفية، وودّعت السيدة الجنرال البرازيلي بباقة ورود بها بعض بذور القهوة، فعاد إلى بلاده وزرعها بطول الساحل، لتصبح البرازيل من أقوى البلاد الاقتصادية بعد انتشار القهوة هناك.

القيمة المضافة

أوضح كاتب “تاريخ في خزانة المطبخ” أن القهوة ابتدعت ما يعرف باسم “قسطرة الطعام”، وهي ربط قيمته بالقيمة الاجتماعية والقيمة المضافة التي نشأت في ثلاثينات القرن العشرين، مشيرًا إلى أن هذه الفترة شهدت ذروة إنتاج القهوة، ولذلك هبطت أسعارها، حتى استخدمت البرازيل حبوب القهوة بدلًا من الفحم في خطوط السكك الحديدية.

وبعد انهيار سوقها، لجأ صناع القهوة إلى إحدى الشركات الشهيرة التي ابتكرت طريقة جديدة لبيع القهوة، وأعطتها قيمة مضافة من خلال ابتكار النسكافيه أو القهوة باللبن سريعة التحضير، وبيعت وقتها بـ3 أضعاف الثمن، واشتراها الناس بالفعل لقيمتها المضافة بالنسبة إليهم.

ربما يعجبك أيضا